الدوري الألماني لكرة القدم يحتفل بالذكرى الخمسين لانطلاقه
٢٠ أغسطس ٢٠١٢الدوري الألماني واحد من أفضل الدوريات الكروية في العالم ونهاية كل أسبوع تحظى مباريات البوندسليغا بمتابعة كبيرة سواء في الملاعب الرياضية أو المقاهي أو البيوت أمام شاشات التلفاز. وسجل الدوري الألماني الموسم الماضي أكبر نجاح في تاريخه من حيث المتابعة الجماهيرية، إذ بلغ متوسط معدل الجماهير التي حضرت المباريات في الملاعب 44.293 متفرجاً لكل مباراة، وهو الأعلى في أوروبا.
تاريخ البوندسليغا يرجع إلى عام 1962 وقد عرف الدوري الألماني الموحد ولادة عسيرة، فبعد جلسات ماراثونية استمرت ثماني ساعات، صوت 103 مندوب من مجموع 129 لصالح إقامة دوري ألماني كروي موحد في حين صوت 26 آخرون ضد ذلك. وهو ما اعتبره المدير الفني السابق للمنتخب الألماني سييب هيربيرغر نجاحاً كبيراً، وقال عن نتيجة التصويت: "إنه قرار جعلني أشعر بالسعادة. فأخيراً تم الاتفاق على إقامة البوندسليغا". وقد شارك هيربيرغر في التصويت، إذ كان آنذاك مندوباً عن اتحاد الكرة في جنوب غرب ألمانيا. أما رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم حالياً نيرسباخ فقد اعتبر تأسيس البوندسليغا أهم حدث كروي في تاريخ ألمانيا.
أجر متواضع
في البداية تقدم 46 فريقاً للمشاركة في الدوري الألماني الجديد ومن بين تلك الفرق كان يوجد فريق هامبورغ الذي يعتبر النادي الوحيد من بين المؤسسين الذي ما زال يلعب في دوري الدرجة الأولى. ولم يسبق له النزول لدوري الدرجة الثانية. أما الفرق الكبرى الأخرى كبايرن ميونيخ وبوروسيا مونشنغلادباخ فلم تلتحق بدوري الدرجة الأولى إلا في عام 1965.
وفي العام نفسه أيضاً تمت زيادة في عدد الفرق المشاركة في البوندسليغا إلى 18 فريقاً، وبعد الوحدة الألمانية عام 1991 أُضيف فريقان من ألمانيا الشرقية للبوندسليغا، هما هانزا روستوك ودينامو دريسدن. لكن بعد فترة وجيزة من ذلك تم تقليص عدد الفرق إلى 18 فريقاً مجدداً.
وبخلاف ما يحصل عليه اللاعبون اليوم من منح وتعويضات خيالية لم يكن اللاعبون والمدربون في بداية البوندسليغا يتقاضون أموالاً طائلة، فالمندوبون الذين صوتوا لصالح إنشاء دوري ألماني موحد صوتوا أيضاً ضد الاحتراف وامتهان كرة القدم. وكان الحد الأعلى للأجر الذي يتقاضاه اللاعب آنذاك شهرياً هو 1200 مارك، أي قرابة خمسمائة يورو، بينما يصل ما يتقاضاه اليوم لاعب بايرن ميونيخ فيليب لام 583 ألف يورو شهرياً بأرقام اليوم.
وأمام تدني دخل اللاعبين القدامى كان بعضهم يضطر للقيام بأعمال إضافية إلى جانب كرة القدم من أجل تأمين مصاريف الحياة اليومية، كما هو الشأن بالنسبة للاعب الدولي السابق غونتر نيتسر، الذي كان يدير مرقصاً، وزميله أوفه زيلير الذي كان يعمل بين الفينة والأخرى في شركة أديداس.
كولونيا أول المتوجين باللقب
أول موسم في البوندسليغا كان عام 1963 ويحظى لاعب دورتموند تيمو كونيتسكا بشرف تسجيل أول هدف في تاريخ البوندسليغا وذلك بعد مرور دقيقة واحدة فقط على انطلاق مباراة دورتموند ونظيره بريمن. لكن لا توجد صور ثابتة أو متحركة لهذا الهدف التاريخي. أما شرف الفوز بأول نسخة من البوندسليغا فكان من نصيب فريق كولونيا الذي كان يلعب فيه آنذاك الرئيس الحالي للفريق فرانتس كريمر وفولفغانغ أوفيرات الفائز مع المنتخب الألماني بكأس العالم ومسجل أول هدف لكولونيا في البوندسليغا.
لكن بالرغم من الوجه المشرق للبوندسليغا فإنه لم تخلو من فضائح، البداية كانت عام 1970 عندما ثبت تقديم فريقي أوبرهاوزن وبيليفليد للرشوة من أجل التلاعب بنتائج المباريات لتفادي سقوطهما للدرجة الثانية. وفي عام 2005 ألقت فضيحة الحكم السابق روبيرت هوتسر الذي اتهم بالتورط في التأثير في نتائج المباريات لصالح مسابقات الرهان بظلالها على سمعة الدوري الألماني.
بداية عصر التسويق
عام 1973 بدأ الدوري الألماني محط أنظار الداعمين بالرعاية المالية، وكان فريق آينتراخت براونشفايغ أول فريق في البوندسليغا يلعب بقميص يحمل اسم شركة راعية ليفتح الباب أمام التسويق في عالم كرة القدم.
علاوة على ذلك يعتبر إنشاء رابطة كرة القدم الألمانية في 18 من ديسمبر/ كانون الثاني 2000 بمدينة فرانكفورت علامة بارزة أخرى في تاريخ البوندسليغا. فهذه الرابطة أصبحت تمتلك حق ترخيص مباريات الدوري الألماني وتسويقها. وحقق المسؤولون عنها في العام الماضي أرباحاً قدرت بأكثر من 1.75 مليار يورو.