الدور الألماني في الحرب على تنظيم "داعش"
١١ ديسمبر ٢٠١٤تشارك ألمانيا في التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلاميا باسم "داعش"، والذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية. بيد أن المساهمة الألمانية لم تصل إلى حد القيام بغارات جوية على مواقع التنظيم المتطرف، بل اقتصرت على تقديم مساعدات عسكرية للمقاتلين الأكراد في العراق. برلين تنوي الآن القيام بمهمة عسكرية جديدة في العراق لكنها تحتاج لموافقة البوندستاغ. وبالفعل قررت الحكومة الألمانية في اجتماعها اليوم الخميس (11 كانون الأول/ ديسمبر 2014) التوجه للبرلمان الألماني للحصول على تفويض منه يسمح بقيام الجيش بمهمة عسكرية في العراق.
وتقضي هذه المهمة بأن يتم إرسال عشرات الجنود إلى كردستان العراق في بداية عام 2015 لتدريب المقاتلين الأكراد على الفنون الحربية واستخدام الأسلحة الحديثة، ومن بينها كيفية استخدام الأجهزة المتخصصة للبحث عن الألغام ونزعها.ووفقا لتصريحات وزارة الدفاع الألمانية، فإن برلين تعتزم إرسال نحو 100 جندي إلى منطقة الحكم الذاتي الكردية في شمال العراق. كما أعلن الجيش الألماني، أنه أنهى عملية نقل شحنات من الأسلحة إلى العراق.
حجم المساهمة الألمانية
فحسب مصادر عسكرية فإن الجيش الألماني انتهى من عملية نقل شحنات الأسلحة كردستان العراق. ووفقا لبيانات وزارة الدفاع الألمانية التي نشرت اليوم الخميس فإن قوات البيشمركة الكردية حصلت على 16 ألف بندقية و30 ألف سلاح مضاد للمدرعات من طراز ميلان مزودة بـ 500 صاروخ.
كما أرسلت ألمانيا 240 قاذفة مدرعات "بانزرفاوست" و10 آلاف قنبلة يدوية لاستخدامها في القتال ضد مليشيات تنظيم "الدولة الإسلامية". يضاف إلى ذلك 100 شاحنة ومركبات مدرعة من طراز دنغو" وخوذات قتالية. وقام جنود ألمان بشرح كيفية استخدام الأسلحة لنظرائهم الأكراد.
القصة بدأت من مأساة سنجار
وكانت أولى شحنات الأسلحة الألمانية قد وصلت إلى مدينة أربيل، عاصمة الإقليم الكردي، في الخامس من والعشرين أيلول/ سبتمبر الماضي. يومها قررت الحكومة الألمانية تقديم مساعدات عسكرية عاجلة للمقاتلين الأكراد، للصمود في وجه تقدم مسلحي "داعش" نحو مناطقهم بعد سيطرتهم على مناطق في جبل سنجار، وتشريد عشرات الآلاف من الإيزيديين. وكان للصور التي وثقت مأساة الأقلية الإيزيدية تأثيرا كبيرا على صناع القرار في برلين، للتدخل وتلبية طلبات سلطات إقليم كردستان المتعلقة بإرسال الأسلحة إليهم وتدريب المقاتلين الأكراد.
وبلغ إجمالي الشحنات العسكرية الألمانية إلى الإقليم الكردي 1365 طنا شملت تجهيزات عسكرية ومركبات وأسلحة. ويبدو أن التزام برلين تجاه الإقليم والعراق عموما لن يتوقف على هذه المساعدة، لأن الحرب على "داعش" لن تكون سهلة وسريعة، كما تذكر العديد من المصادر الغربية. ووفقا لتقدير وزارة الخارجية الألمانية فإن محاربة تنظيم"الدولة الإسلامية" ستستغرق أعواما طويلة. كما أنه من المقرر أن يقوم الجيش الألماني مستقبلا بتدريب المسيحيين والإيزيديين على الأسلحة أيضا وعدم اقتصار التدريبات على الأكراد وحدهم.
تفويض من البوندستاغ
وكما هو معروف فإنه لابد من الحصول على تفويض من البرلمان الألماني "البوندستاغ" عند قيام الجيش الألماني بأية عملية عسكرية خارج البلاد. ومن المقرر أن يبت البرلمان الألماني قريبا في التفويض الذي يتعلق بقيام الجيش بمهمة تدريبية موسعة في العراق.
ويعتقد على نطاق واسع أن مهمة الجيش الألماني في العراق ستقتصر على المنطقة الشمالية الكردية، والتي تتسم حاليا بأنها آمنة إلى حد ما، مقارنة بأماكن أخرى من العراق. كما أن هنالك خلافا في الأوساط السياسية والحزبية الألمانية فيما يتعلق بتقديم المساعدات العسكرية للعراق، وخصوصا تزويد الأكراد بالأسلحة الحديثة. إذ تخشى بعض الأحزاب الألمانية، وخصوصا في أوساط المعارضة، من سقوط هذه التجهيزات العسكرية بيد التنظيمات الإرهابية.
ووفقا لمنظور حزب اليسار الألماني المعارض، فإن هناك مشكلة في هذه المهمة العسكرية وهي أنها لا تتم تحت مظلة الأمم المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (الناتو). كما أن المتحدث باسم كتلة اليسار لشؤون السياسة الخارجية في البرلمان الألماني"يان فان أكن" أكد في تصريحات له عن الموضوع "إنه طالما أن الحكومة الألمانية لا تنظر إلى النزاع إلا بشكل عسكري فقط، فلن تجدي أي من مساعداتها" نفعا.