الدكتور محمد حلمي.. المصري الذي تحدى النازية
٢٥ يوليو ٢٠٢٣يحتفي محرك البحث غوغل بالدكتور محمد حلمي، الذي كُرم بلقب "الصالحين بين الأمم"، في ذكرى ميلاده بتخصيص لوحة مبتكرة خاصة به على شعار غوغل. فمن هو هذا الطبيب وما هي قصته؟
ولد الدكتورمحمد حلمي في 25 تموز/ يوليو في الخرطوم عام 1901 لأب مصري وأم ألمانية. وانتقل إلى ألمانيا في عام 1922 بعد تخرجه من المدرسة الثانوية لدراسة الطب، وبعد إنهاء دراسته توجه للعمل في مستشفى روبرت كوخ في برلين، حيث أصبح رئيس قسم المسالك البولية.
وعانى حلمي نفسه من العنصرية النازية ، إذ تم طرده من المستشفى عام 1938 ومنع من ممارسة الطب لأنه من عرق "غير آري". وبما أنه لم يعد بإمكانه الحصول على ترخيص طبي، فتح حلمي عيادة خاصة دون ترخيص ومارس الطب في الخفاء. وبسبب عرقه، مُنع أيضاً من الزواج من خطيبته الألمانية، إيمي إيرنست.
اعتقال حلمي
في تشرين الأول/ أكتوبر 1939، قُبض عليه مع مصريين آخرين في برلين واحتُجز في معسكر اعتقال في مدينة نورنبرغ الألمانية، لكن أطلق سراحه مرة أخرى بعد عام بسبب مشاكل صحية. بحسب ما نشره موقع (موسوعة الهولوكوست).
وبالرغم من استهداف النظام النازي له، ندد حلمي علنا ودون خوف بالسياسات النازية، متجاهلا الخطر الشديد الذي كان يحدق به حين مد يد العون لأصدقائه اليهود . وعندما بدأت عمليات ترحيل اليهود من برلين، كانت آنا بوروس ("غوتمان" بعد الحرب) بحاجة إلى مأوى تختفي فيه، فتمكن حلمي من تأمين مكان آمن لها للاختباء في كوخ له في بوخ، والذي أصبح ملجأها حتى نهاية الحرب.
وحين كان يخضع للتحقيق من قبل الشرطة النازية، كان يرتب لها مأوى آخر. وكتبت آنا غوتمان بعد الحرب: "لقد قام الدكتور حلمي، الذي كان صديقا مقربا للعائلة... بإخفائي من 10 مارس / آذار حتى انتهاء الحرب.. وقد كان الغستابو (الشرطة السرية النازية)، يعلم بأن الدكتور حلمي كان طبيب عائلتنا، وكان يعلم أيضا بأنه يملك كوخا في ‘بوخ‘.
وقد تمكن من تجنب جميع تحقيقاتهم معه، وفي مثل تلك الظروف كان يأتي بي إلى أصدقاء له، حيث كنت أقيم لبضعة أيام، مقدمة نفسي على أنني ابنة عمه القادمة من مدينة دريسدن. وبعد زوال الخطر، كنت أعود إلى كوخه". بحسب ما نشره موقع (ياد فاشيم).
مساعدة اليهود المضطهدين
في عام 1942 سُمح لحلمي بالعمل بشكل قانوني كطبيب مرة أخرى. وواصل حلمي مساعدته لليهود وغيرهم من الذين يتعرضون للاضطهاد، وذلك عبر شراء أماكن إقامة غير قانونية وطعام، وتقديم الرعاية الطبية للأشخاص المختبئين. بالإضافة إلى ذلك، كان يحمي الألمان من التجنيد في الأعمال الشاقة ويساعد العمال الأجانب. بحسب ما نشره موقع (شتيرن) الألماني.
تزوج حلمي بعد الحرب من خطيبته إيمي إلا أنهما لم ينجبا وبقيا في ألمانيا حتى مماتهما، حيث توفي هو عام 1982 وتوفيت زوجته عام 1998.
في عام 2013 ، تم تكريمه بعد وفاته باسم "الصالحين بين الأمم" من قبل مؤسسة "ياد فاشيم" الإسرائيلية، وهو أعلى جائزة تمنحها دولة إسرائيل لغير اليهود. تم منحه من قبل ياد فاشيم منذ عام 1963 للأشخاص الذين خاطروا بحياتهم في ظل الاشتراكية الوطنية لإنقاذ اليهود.
حلمي هو المصري الوحيد حتى الآن وأول عربي يحصل على هذا التكريم. وفي ذكرى ميلاده الذي يصادف اليوم 25 تموز/ يوليو يحتفي محرك البحث غوغل به بلوحة خاصة على الشعار الرسمي.
ر.ض