الخطة الروسية– قدمٌ في سوريا وفتحُ باب مع أوروبا
١٢ نوفمبر ٢٠١٥رفضت عواصم غربية كما شخصيات من المعارضة السورية مسودة وثيقة روسية تتعلق بإنهاء الحرب في سوريا المستمرة منذ ما يقرب من خمس سنوات في سوريا، قائلة إن هدف موسكو هو إبقاء الرئيس بشار الأسد في السلطة وتهميش الأصوات المعارضة. وتنص الوثيقة على ضرورة اتفاق الحكومة السورية والمعارضة على بدء عملية إصلاح دستوري تستغرق ثمانية عشر شهرا تليها انتخابات رئاسية. ولم تستبعد المبادرة الروسية مشاركة الأسد في انتخابات رئاسية مبكرة. من جهتها عملت العديد من العواصم الغربية على التقليل من أهمية المقترح الروسي، وذلك تزامنا مع الجولة الثانية من محادثات السلام الدولية التي تجري في فيينا حول سوريا. ويرى مارفين كالب خبير في الشؤون الروسية في معهد بروكينغز في واشنطن في حوار مع DWأن الخطة الروسية هي جزء من إستراتيجية أوسع في السياسة الروسية اتجاه الغرب بشكل عام.
تحفظ غربي
عدد من الدبلوماسيين الغربيين اعتبروا أن الخطة الروسية لا توضح مصير الرئيس بشار الأسد الذي تعتبره القوى الغربية عثرة كبيرة في مساعي حل الأزمة السورية. وتطالب الولايات المتحدة وحلفاؤها العرب والأوروبيون برحيل الرئيس السوري خلال الفترة الانتقالية، لكن إيران وروسيا لم تعلنا موافقتهما على ذلك. ووصف دبلوماسي في مجلس الأمن المقترح الروسي بأنه "متسرع" و"لا يقدم الإجابة" المطلوبة.
وتقترح الخطة الروسية تشكيل لجنة دستورية تضم ممثلين عن مجموعات المعارضة "في الداخل والخارج" ولا يترأسها بشار الأسد. وكذلك تنظيم انتخابات نيابية ورئاسية بعد إقرار الدستور الجديد في استفتاء. لكن مسودة الخطة لا تنص على أن الأسد لا يمكنه الترشح لهذه الانتخابات. وقال أحد الدبلوماسيين طالبا عدم ذكر اسمه "هذا غير كاف. نحتاج إلى وضوح أكبر، وأشياء ملموسة أكثر". وأضاف "يجب أن يكون جزءا من الحل النهائي أن الأسد لن يكون في الحكم في نهاية الأمر". وأكدت الولايات المتحدة أيضا وحلفاؤها من دول الخليج العربية وتركيا أن على الأسد أن يترك السلطة ليعود السلام. وفي حوار مع DWأوضح مارفين كالب "الروس بلوروا مبادرة سلام وضعتهم في قلب عملية السلام في الشرق الأوسط يسعون من خلالها لإبقاء الأسد في السلطة لمدة معينة. كما أن مبادرتهم هذه عززوها بتدخل عسكري، وهي نفس الإستراتيجية التي تبنوها في أوكرانيا".
تحول حذر في الموقف الألماني
أما الموقف الألماني فقد لاحظ المراقبون أنه تحول بشكل حذر تحت وطأة تدفق اللاجئين، إذ أكدت المستشارة أنغيلا ميركل عدم معارضتها لمشاركة الرئيس بشار الأسد للمشاركة في محادثات سلام، لكنها قالت إن "ذلك لا يعني أننا لا نرى الأمور الفظيعة التي تحدث - وما فعله الأسد ولا يزال يفعله بإلقاء البراميل المتفجرة ضد شعبه". إلا أنها استطردت قائلة "لكن للتوصل إلى حل سياسي، هناك حاجة إلى ممثلين من المعارضة السورية وكذلك ممثلين عن الأشخاص الموجودين في السلطة في دمشق في الوقت الحاضر وآخرين، والاهم من ذلك جميع حلفاء مختلف الجماعات، لتحقيق النجاح الحقيقي".
ويرى خبير الشؤون الروسية مارفين كالب أن إستراتيجية الرئيس الروسي فلادمير بوتين تقوم على فرضية نسيان أو تناسي النزاع الأوكراني وغض الطرف عنه، وأن بوتين يعمل جاهدا لتقديم يد المساعدة للمستشارة ميركل وباقي الزعماء الغربيين بشأن سوريا، إلا أن لذلك مقابل وهو رفع العقوبات الغربية عن بلاده، فهل سيقبل الغرب بصفقة كهذه؟ هذا ما ستجيب عنه الأسابيع المقبلة. حسب قول مارفين كالب.
رفض المعارضة
اعتبر منذر أقبيق عضو الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة أن "الشعب السوري لم يقبل قط دكتاتورية الأسد ولن يقبل إعادة إنتاجها أو صياغتها بأي شكل آخر." وأوضح أن "الروس يحاولون أن يلعبوا نفس اللعبة التي يلعبونها منذ جنيف" في إشارة إلى المحادثات التي رعتها الأمم المتحدة وانهارت عام 2014. أما هادي البحرة عضو اللجنة السياسية في الائتلاف فأوضح أن المشكلة الأساسية هي الأسد وأي عملية سياسية يجب أن تتعامل مع هذا بتعهدات وضمانات. ورفض أيضا فكرة إجراء انتخابات تحت إشراف النظام الحالي وقال "كيف ستكون الانتخابات نزيهة والمواطنون داخل سوريا خائفون من قمع الأجهزة الأمنية للنظام؟".
وفي سياق متصل أوضح ميشيل كيلو عضو الائتلاف أن الهدف الحقيقي لموسكو هو الحفاظ على الأسد ونظامه بالضغط من أجل عملية انتخابية غير نزيهة. وقال "لسنا ضد الانتخابات فنحن ديمقراطيون. لكن ليس بإجبارنا على القبول برئيس مجرم دمر البلد ما المنطق وراء هذه الفكرة؟" وأضاف أنه إذا نجح الروس في دفع هذه الفكرة في الجولة التالية من محادثات فيينا ونجحوا في إقناع آخرين بها ستكون كارثة.