الخروج من الاتحاد الأوروبي: أسبوع الحسم بريكست
١١ مارس ٢٠١٩هل يصدر أخيرا هذا الأسبوع في البرلمان البريطاني قرار حول الخروج من الاتحاد الأوروبي ـ بريكست؟ وهل سيأتي التصويت الثلاثاء بنهاية ضمن المهلة المحددة أم يسيستمر الفزع بدون نهاية؟
تيريزا ماي أجلت نضالها من أجل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى آخر دقيقة. وإلى حين التاريخ الرسمي لبريكست في الـ 29 من مارس الجاري لم يبق سوى أسبوعين. إلا أن نتيجة الخلاف في لندن تبقى غير معروفة.
نداءات أخيرة
وكانت رئيسة الوزراء قد سافرت الجمعة إلى مدينة غريمسبي الساحلية في شمال شرق البلاد حيث صوت 60 في المائة من المواطنين لصالح بريكست. وبعد انهيار صناعة الصيد يكافح الموقع من أجل البقاء. والطرف المضيف للنداءات الأخيرة لتريزا ماي إلى البريطانيين والاتحاد الأوروبي وحزبها كانت شركة دنماركية لطاقة الرياح. وحثت ماي الاتحاد الأوروبي على بذل "آخر جهد" لتحقيق بريكست في هذا الأسبوع، وكأن الأوروبيين لهم مصلحة في مساعدة البريطانيين على الخروج. وهددت مرة أخرى بأن المتشددين المحافظين سيخاطرون بالبريكست إذا لم يوافقوا على صفقتها.
وفي يوم الأحد ظهر وزير الخارجية البريطانية في برنامج سياسي لـ بي بي سي وقال بشكل أوضح إنه في حال لم تجد الصفقة هذا الأسبوع في البرلمان أخيرا غالبية، فإن خطر "خسران بريكست" قائم. وفي حال فشل التصويت مجددا في البرلمان، كما حصل مؤخرا في كانون الثاني/ يناير المنصرم، فإنه سيتم قطع ثلثي الطريق نحو "رفض بريكست". وهذا ستكون له عواقب وخيمة على مستقبل الحزب المحافظ.
آفاق قاتمة أمام ماي
وهذه النداءات في اللحظة الأخيرة ليس من شأنها تغيير موقف أحد. ويُتوقع أن تخسر ماي التصويت مجددا الثلاثاء، علما أنها كسبت إلى جانبها داخل الحزب أنصار بريكست معتدلين وبعض المؤيدين لأوروبا ومجموعة من نواب حزب العمال من دوائر انتخابية بها غالبية قوية لصالح بريكست. وغالبية المعارضة ترفض الصفقة، والحاسم سيكون موقف بعض الأحزاب التي كشف بعضها عن استعداد لحل الوسط، فيما وصفت اتفاقية الخروج مع الاتحاد الأوروبي بأنها غير مقبولة. وحتى وزير بريكست السابق والمتشدد ديفيد ديفيس تحدث الأحد مجددا عن "صفقة سيئة". وهذا لا يوحي بالموافقة.
ما الذي سيحصل إذا خسرت ماي؟
وبدت المفاوضات حول تحسين الاتفاقية في نهاية الأسبوع في بروكسل وكأنها قد انهارت نهائيا. وقيادة المفاوضات من طرف النائب العام البريطاني جيفري كوكس لم تظهر مجدية. وحصلت شكوى في الاتحاد الأوروبي من أن محاولات كوكس ترمي إلى حل مشكلة سياسية بوسائل قانونية. وإذا خسرت رئيسة الوزراء مجددا الثلاثاء التصويت على الصفقة مع الاتحاد الأوروبي، فإنها وعدت البرلمان بإجراء تصويت على استبعاد صفقة بريكست. ويبدو هنا أن غالبية مؤكدة قائمة لهذا الخيار.
وفي الخطوة التالية يمكن للنواب أن يرغموا تيريزا ماي من خلال قرار على طلب تمديد مهلة بريكست لدى الاتحاد الأوروبي. والمرجح أن توافق ماي على هذه الخطوة وتعلن عن هذا الطلب.
ما هي مدة التمديد؟
وتبقى مدة التمديد محل جدل، فماي تريد تمديدا فنيا قصيرا حتى نهاية يونيو/ حزيران فحسب، لأنها ستحاول خلال لقاء القمة في بروكسل في 21 و 22 آذار/ مارس الجاري انتزاع تنازلات حاسمة من زعماء الدول، وقد فشلت في السابق في هذا الإطار، إلا أن ماي تبقى ملحة.
وقد يتم تحديد تصويت أخير على اتفاقية الانفصال مع الاتحاد الأوروبي في الأسبوع الأخير من آذار/ مارس بثلاثة أيام قبل الموعد الرسمي لبريكست. وهناك حديث حول فترات تمديد أطول: فهناك أصوات في الاتحاد الأوروبي تريد منح البريطانيين الوقت حتى نهاية 2020 ليستبينوا أمرهم حول بريكست. وهذه الفكرة يتم دعمها مؤخرا من قبل بعض المحافظين البريطانيين. ويبقى إجراء استفتاء ثانٍ كمخرج من المأزق. ويفكر حزب العمال في الموافقة على صفقة ماي بشرط أن يحق للمواطنين التصويت على ذلك. وهذا الطلب لن يتم التقدم به في هذا الأسبوع. فقيادة الحزب تترقب لحظة مواتية في آخر دقيقة. وفي النهاية يبقى التساؤل حول ما إذا كانت ماي ستتجاوز سياسيا فوضى بريكست. وتحصل مجددا محاولة لحثها على الاستقالة المبكرة في الشهور المقبلة، وبالتالي تغيير موقف مؤيدي بريكست. وهذا لا يبدو واردا في اللحظة الحالية، كما أن جميع الأنباء حول النهاية السياسية القريبة لماي تبقى مبالغ فيها.
باربارا فيزل/ م.أ.م