الختان في ألمانيا: مسلمون ويهود في مظاهرة مشتركة في برلين
٩ سبتمبر ٢٠١٢تظاهر نحو 300 شخص من الجاليتين اليهودية والمسلمة اليوم الأحد (9 سبتمبر/ أيلول) في العاصمة برلين، بينهم سياسيون مطالبين بتثبيت الحق القانوني لممارسة ختان الذكور الصغار. وقد وعد فولفغانغ تيرزه نائب رئيس البرلمان الألماني المتظاهرين بالعمل على إصدار لائحة قانونية لعمليات الختان. أما لاله زوسكيند الرئيسة الأسبق للطائفة اليهودية في برلين فقد عبرت عن ذهولها الشخصي من تطاول الكثير من الأشخاص "الذين ليس لهم الكفاءة" للمشاركة في الجدل القائم حول هذه المسألة بعد قرار محكمة كولونيا نهاية حزيران/يونيو الماضي الذي يجرم عمليات الختان، معتبرة ذلك انتهاكا جسديا في حق الأطفال. وحثت زوسكيند على تكريس الختان قانونيا ورفضت الإجراءات التي اتخذتها سلطات ولاية برلين إلى حين إصدار قانون يؤطر عملية الختان، والمتمثلة في ضرورة أن يقدم آباء الطفل شهادة تثبت الضرورة الدينية لعملية الختان.
"هل اليهود مطالبون مجددا في ألمانيا بإثبات هويتهم؟"
ولاحظت زوسكيند أنه بعد 70 عاما على مرور المحرقة اليهودية تجد نفسها مجبرة مجددا على تقديم بطاقة هويتها الشخصية كيهودية أمام الإدارة الألمانية. وتساءل نائب رئيس البرلمان الألماني فولفغانغ تيرزه " هل يجب على الناس الآن تقديم وثيقة إثبات انتماءهم لليهودية؟". فيما شدد الحاخام توفيا بن شورين على أن الختان لبنة أساسية في اليهودية.
من جانبه أكد رئيس الجالية التركية في ألمانيا كنعان غولات أن شعيرة الختان ستبقى قائمة مستقبلا في ألمانيا، "ولا أحد يقدر على منع الختان"، موضحا أن الختان تم إلى حد الآن في إطار شروط صحية صارمة. وحث غولات في الوقت نفسه المسلمين على المشاركة في النقاش الدائر في ألمانيا حول معاداة السامية عقب الاعتداءات الأخيرة التي وقعت ضد يهود في برلين.
وانتقد رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ديتر غراومان الجدل المستمر في ألمانيا حول الختان، وقال "أشعر بأنه لا يطاق وصمنا نحن اليهود كأشخاص مسيئين للأطفال، وأن ُتعرض الحياة اليهودية كجزء غير شرعي". وأوضح أن اليهود لن يسمحوا بمصادرة مستقبلهم الإيجابي في ألمانيا. وأشارت وزيرة العدل الألمانية زبينه لويتهويزر شنارنبيرغر اليوم الأحد إلى أن الحكومة الألمانية مصممة على اعتماد قرار البرلمان الألماني القاضي بترسيخ الحصانة القانوية لعمليات الختان في ألمانيا.
م أ م/ ط.أ (د ب أ، ا ف ب)