الخبز للغذاء وللطاقة – لا ترمِ بقايا الطعام
٣١ أكتوبر ٢٠١٣تبلغ قيمة المنتجات الغذائية التي ترميها كل أسرة في بريطانيا حوالي 800 يورو سنويا. إذ ينتهي المطاف بالكثير من المأكولات الغذائية في القمامة. هذا الرقم أظهرته مؤخرا دراسة أجرتها منظمة بريطانية غير حكومية تحمل اسم "برنامج العمل للنفايات والموارد".
ويهد سنويا تجار المواد الغذائية والمستهلكون التابعون لـ"تيسكو" وهي أكبر سلسلة متاجر في بريطانيا حوالي 60 ألف طن من المواد الغذائية وهو ما تسعى شركة تيسكو لتغييره. فعروض البيع المغرية للزبائن مثل"اشتري قطعتين واحصل على الثالثة مجانا" أو المنتجات الغذائية بعبوات كبيرة ستصبح نادرة في المستقبل، فهي تدفع الزبائن لشراء كميات أكبر من احتياجهم حسبما ترى شركة تيسكو. وتسعى شركة تيسكو لتوثيق عملها مع المنتجين مستقبلا، وذلك بتحسين طرق نقل المواد الغذائية ومنح الزبائن المزيد من النصائح لتخزين الطعام.
وبريطانيا ليست البلد الوحيد التي ترمى فيها المواد الغذائية غير المستهلكة، بل أنّ هدر الأطعمة مشكلة عالمية يجب التصدي لها على جميع المستويات حسب رأي ديفين نيجه من منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة.
إعادة تدوير بقايا الطعام وتقليل وجبات الطعام
في حديثها مع DWتؤكد نيجه على ضرورة توعية المستهلك بخطورة هدر المواد الغذائية "علينا بداية أن نبدأ بتوعية المستهلكين بأنّ هدر المواد الغذائية هو مشكلة كبيرة" وتنصح نيجه بضرورة تقليل وجبات الطعام وإعادة تدوير بقايا الطعام وشراء الحاجيات لفترات طويلة والتبرع ببقايا الطعام للمحتاجين.
وترى نيجه أن مشكلة هدر المواد الغذائية لا تتعلق بالمستهلكين فحسب، بل يوجد هناك جوانب أخرى تتعلق بسياسة الحكومات والمنظمات الدولية، إذ ينبغي على الجميع تغيير مواقفهم تجاه المنتجات الغذائية ، كما ترى.
وتعتمد السياسات الزراعية في العديد من البلدان المتقدمة مثلا على تحفيز المزارعين لإنتاج محاصيل أكثر من المطلوب حسبما تؤكد نيجه وتستطرد قائلة "إضافة إلى ذلك، فالتكنولوجيا المستخدمة غير فعالة وهذا ما يعمق المشكلة"، إذ يوجد نقص في التقنيات اللازمة للحد من الخسائر المتعلقة بسلسلة الإنتاج، كوجود تقنيات حديثة تساعد على حفظ المواد الغذائية القابلة للتلف طازجة لمدة طويلة.
تحويل بقايا الطعام إلى طاقة
لشركة "ريفوود" الألمانية طريقة خاصة للتخلص من بقايا الطعام وبأسلوب صديق للبيئة. إذ تقوم الشركة بجمع بقايا الطعام وغيرها من البقايا التي تنتج عن صناعة المواد الغذائية ومتاجر المواد الغذائية والمطاعم لتحولها إلى طاقة.
فالشركات الألمانية التي تتعامل مع المواد الغذائية ملزمة قانونيا بالتخلص من بقايا المواد الغذائية حسبما يؤكد نيكولا بوي من شركة "ريفوود" لـDWويضيف قائلا " إحضار بقايا الطعام إلى مكب النفايات غير مسموح به ، فالغذاء يفسد وينتج عن ذلك غاز الميثان المسبب للاحتباس الحراري".
ما دفع شركة "ريفوود" إلى التفكير في إعادة تدوير بقايا المنتجات الغذائية. وبإعادة تدوير البطاطس والجزر يتم إنتاج الديزل أو الغاز المسال أوالسماد العضوي الذي يسمح للمزارعين باستخدامه ثانية حسبما يوضح بوي ويضيف قائلا "هي عملية معقدة وتحتاج إلى كثير من التخطيط". ففي البداية تُقطع النفايات إلى أجزاء صغيرة جدا وتُفرز. ومن ثم يتم قتل الجراثيم بتعريضها لدرجة حرارة عالية تبلغ 70 درجة مئوية وبعدها يتم تزويد الكتلة الحيوية الناتجة بالمعدات الحيوية اللازمة. وتعد كمية الطاقة المنتجة قليلة نسبيا مقارنة بالجهود التي تبذل لإنتاجها.
بقايا الأطعمة المنزلية مشكلة كبرى
استخدام هذه الطريقة في معالجة بقايا الأطعمة التي تنتج عن المحلات التجارية مفيد، لكن من غير الممكن تطبيقها على بقايا الطعام المنزلية، وهي الأطعمة التي ترمى غالبا في القمامة هنا في ألمانيا، وهذا ما يدعو نيكولا بوي لتغييره مضيفا "لابد من تعديل النظام كليا".
ويرى بوي أنّ تقليص كمية الأطعمة المنزلية التي ترمى في القمامة مرتبط بفرض الحكومات قوانين لإعادة تدوير المنتجات الغذائية الخاصة، وهو أمر مكلف للغاية ويتطلب كثيرا من التنظيم.
وتعد ألمانيا أول بلد أوروبي فرض على منتجي المواد الغذائية التخلص من بقايا الطعام بشكل مثالي وتليها فرنسا التي فرضت عام 2012 على محلات بيع الأغذية قانون التخلص من بقايا المواد الغذائية. ويأمل الخبراء أن يُطور ذلك ويعمم على جميع أنحاء أوروبا.
وترى نيجه أنّ اتخاذ إجراءات للحد من المواد الغذائية ليس بالأمر الصعب مشيرة إلى أن مشكلة رمي بقايا الأطعمة يمكن أن تقضي على مشكلة المجاعات في بلدان أخرى في العالم.