الخبرات الألمانية في العالم العربي
تعد ألمانيا إحدى الدول الرائدة في مجال البحث العلمي، فهذا البلد العريق الذي يقع في قلب أوربا يحتل المركز الثالث عالمياً في قائمة الدول التي تقدم أبحاثاً علمية جديدة. ومما لا شك فيه أن ارتفاع مستوى البحث العلمي في ألمانيا قد حث العرب على استقطاب علماء وباحثين ألمان للمساهمة في دفع عجلة التنمية التي تشهدها بلدانهم. ويتجلى هذا الأمر بشكل خاص في مجال البحث عن الآثار والخدمات الطبية.
دور الجامعات الألمانية
إضافة إلى التعاون على الصعيد التعليمي، يضفي إنشاء جامعات ألمانية في العالم العربي، تعتمد بالدرجة الأولى على أساليب البحث العلمي الألماني في دراسات العلوم الطبيعية والتقنية، بُعداً جديداً علي التعاون الأكاديمي بين العالم العربي وألمانيا. كما أن تواجد مثل هذه الجامعات في بلدان عربية من أفضل الوسائل لدعم وتطوير الصناعة الوطنية في تلك البلدان من خلال "توجـيه المناهـج التعليـمية إلى التركـيز عـلى الجوانـب العلمـية والابتكار وفـقا للمناخ الاقتصادي والصناعي للدولة". كما أنها "مرحلة جديدة على طريق تفعيل الحوار بين الثقافات" على حد قول وزيرة التعليم والبحث العلمي الألمانية إيديلغارد بولمان. وقد تم حتى الآن افتتاح جامعة ألمانية بالقاهرة عام 2003، كما تم في الشهر الماضي (أبريل/نيسان 2005) وضع حجر أساس لجامعة ألمانية أخرى في العاصمة الأردنية عمان.
اكتشافات أثرية بفضل الخبرة والتقنية الألمانية
يعود التعاون بين ألمانيا وعدد من البلدان العربية في مجال التنقيب عن الآثار إلى أيام الدولة العثمانية، فمند ذلك الحين بدأت فرق البحث الألمانية بالمساهمة في الاكتشافات الأثرية. وتنتشر فروع معهد الآثار الألماني في القاهرة ودمشق وبغداد وصنعاء. وللمعهد مشروعات تشمل تاريخ الحضارة العربية والإسلامية. وتمكن علماء الآثار الألمان بالفعل من اكتشاف أثار عربية عريقة ما كان لها أن ترى النور دون الاستفادة من التقنية والخبرات الألمانية.
أطباء ألمان في دول عربية
لم يعد تواجد الأطباء في العالم العربي يقتصر على جراحة يقوم به طبيب ألماني ما من حين لأخر في إحدى البلدان العربية كما كان عليه الحال في الماضي. ففي السنوات الماضية تم إنشاء مستشفيات عربية-ألمانية، لعل أشهرها المستشفى السعودي-الألماني المنتشرة فروعة في عدة دول عربية. ويلعب الأطباء الألمان دوراً بارزاً في نشر الوعي الصحي حول الأمراض المختلفة لدى مواطني البلد الذي يتواجدون فيه. كما تزخر المستشفيات العربية-الألمانية بخبرات وكفاءات عالية المستوى تقدم أرقى خدمة طبية، مدعومة بتجهيزات فنية وتقنية تواكب أحدث ما توصلت إليه الابتكارات الألمانية في المجال الطبي.
علاء الدين سرحان