الحياة تزدهر في أعمق بقعة من محيطات العالم
١٨ مارس ٢٠١٣حين عاد المخرج السينمائي جيمس كاميرون من أخدود ماريان، الذي زاره بغواصة خاصة السنة الماضية، قال إن المكان يشبه الصحراء الجرداء. لكن تبيّن الآن أنه كان على خطأ، كما أظهرت دراسة علمية جديدة. فقد قال علماء إن الميكروبات تزدهر بأعداد مذهلة في أعمق بقعة من محيطات العالم، وهي أخدود ماريانا في المحيط الهادي على الرغم من مستويات الضغط والبرودة الهائلة وعدم وصول أشعة الشمس إلى تلك الأعماق.
وأضاف العلماء أن هذه الكائنات المجهرية الدقيقة تتغذى على النباتات والأسماك الميتة حتى في هذه الأعماق السحيقة المكونة لقاع المحيطات، والتي تصل إلى عمق 11.000 متر تحت سطح البحر.
ويؤكد وجود حياة للميكروبات في هذا الأخدود كيفية طمر غاز ثاني أكسيد الكربون للأعماق في إطار عملية طبيعية تبطئ من التغير المناخي على سطح كوكب الأرض. يُذكر أن ثاني أكسيد الكربون هو المكون الجوهري اللازم لنمو النباتات البحرية الدقيقة على سطح مياه المحيطات.
بكتيريا الأعماق أكثر من بكتيريا السطح
واستعان فريق من العلماء يقوده خبراء دنمركيون بإنسان آلي لجمع عينات من قاع أعمق نقطة في المحيط الهادي وقارنوها بعينة أخرى من على عمق 6000 متر. وتوصل العلماء إلى أن كمَّ الميكروبات ينمو بمعدلات أكبر على عمق 11.000 متر وتتغذى هذه الكائنات على بقايا الأحياء الأخرى في أخدود ماريانا غرب المحيط الهادي.
وقال روني جلود من جامعة جنوب الدنمارك ورائد هذه الدراسة في العدد الجديد من دورية نيتشر، الذي صدر اليوم الاثنين: "من المدهش وجود هذا الكم من النشاط البكتيري".. وأضاف جلود "من المعتاد أن تندر الحياة كلما تعمقنا في المياه لكن عندما تذهب إلى الأعماق السحيقة يمكن أن ترصد مزيداً من الظواهر".
ويعضد هذا الكشف نظرية تقول بأن النباتات والأسماك الميتة التي تسقط في أخدود ماريانا تكون في الأغلب بقعة تترعرع فيها الميكروبات. وتنجم انهيارات أرضية عن الزلازل وهي تسهم أيضاً في نقل بقايا الكائنات الحية إلى بقع أعمق من قاع المحيطات.
وقال جلود في معرض شرحه لعملية طمر الكربون أو إعادة تدويره في قاع المحيطات "من المرجح ترسّب كميات أكبر من الكربون (في الأخدود) عما كان يعتقد من قبل". وهناك مساحة نسبتها اثنان في المئة تقريباً من قيعان محيطات العالم تتجاوز فيها الأعماق ستة آلاف متر.
ع.ع/ ع.غ (رويترز، دب ا)