الحوثيون والتحالف بقيادة السعودية يواصلون تبادل أسرى الحرب
١٥ أبريل ٢٠٢٣نقلت طائرتان أقلعتا من مطار أبها في جنوب المملكة 237 أسيرا من الحوثيين إلى صنعاء، حسبما أفادت مستشارة الإعلام لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسيكا موسان. كذلك، نقلت طائرة من صنعاء إلى الرياض 16 سعوديا وثلاثة سودانيين كانوا يقاتلون في صفوف التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن منذ 2015 دعما للحكومة في مواجهة الحوثيين الموالين لإيران. وكان في الطائرة كذلك ابن عضو المجلس الرئاسي اليمني طارق صالح وشقيقه.
وسيّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضا ثلاث رحلات أخرى بين المخا (غرب اليمن) الخاضعة لسيطرة لقوات يرأسها عضو المجلس الرئاسي طارق صالح، وبين صنعاء نقلت مئة سجين من الحوثيين.
وكان الحوثيون والحكومة توصّلوا، خلال مفاوضات عقدت في برن الشهر الماضي، إلى اتّفاق يقضي بتبادل أكثر من 880 أسيراً. وبموجب الاتفاق، يُفرج الحوثيون عن 181 أسيرًا، بينهم سعوديون وسودانيون، مقابل 706 معتقلين لدى القوات الحكومية. وقال المتحدث باسم التحالف العميد الركن تركي المالكي بحسب وكالة الأنباء السعودية إن عملية تبادل الأسرى "محل الاهتمام البالغ من القيادة السياسية والعسكرية بالتحالف لإنهاء ملف الأسرى واستعادة كافة الأسرى والمحتجزين".
وفي أول أيام التبادل الجمعة، نُقل 318 سجينًا في أربع رحلات جوية
بين عدن في الجنوب وهي مقر الحكومة، والعاصمة، بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وقبل إقلاع أول رحلات السبت من أبها، نقل السجناء الذين ارتدوا الثوب الأبيض في ثلاث حافلات على الأقل إلى مدرج المطار الذي تعرّض في السابق لهجمات من قبل الحوثيين بطائرات مسيّرة، ووضعت كراس متحركة بالقرب من الحافلات قبل بدء نقل السجناء إلى الطائرة، بحسب مصور وكالة فرانس برس.
وفي صنعاء، استُقبل الأسرى فوق السجاد الأحمر. وقبل ذلك، وقف عشرات العناصر الذين ارتدوا سترات فوسفورية على جانبي صف طويل قرب عناصر مسلحة ليمر بينهم الأسرى السعوديون والسودانيون في طريقهم إلى الطائرة. وقال عبد الله هاشم الذي أمضى سبع سنوات ونصف السنة في سجن سعودي "أنا فرح جدا بهذا الاستقبال. أخيرا أتذوق طعم الحرية بعد السجن"، فيما قالت والدته وهي تحتضنه "أتمنى أن يعود كل الأسرى لأهاليهم".
وعدد السجناء السعوديين في اليمن والأسرى الحوثيين غير معروف. واعتبر رئيس قسم الخليج في اللجنة الدولية للصليب الأحمر مامادو ساو في تصريح لفرانس برس أن التبادل هو "إجراء لترسيخ الثقة ونأمل أن يؤدي إلى السلام".
وزار وفد سعودي صنعاء الأحد الماضي لإجراء محادثات تمحورت على إحياء الهدنة وإرساء الأسس لوقف إطلاق نار أكثر استدامة. وغادر الوفد برئاسة السفير محمد الجابر مساء الخميس باتفاق على إجراء مزيد من المحادثات، وفقا لمصادر الحوثيين والحكومة اليمنية. وقال مسؤول حوثي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إنه كان هناك "اتفاق مبدئي على هدنة" قد يجري الإعلان عنها لاحقا، فيما وصف كبير مفاوضي الحوثيين محمد عبد السلام المحادثات بأنها "جادة وإيجابية".
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية السعودية في بيان السبت أن اللقاءات هذه اتسمت "بالشفافية وسط أجواء تفاؤلية وإيجابية. ونظراً للحاجة إلى المزيد من النقاشات؛ فسوف تستكمل تلك اللقاءات في أقرب وقت". ويُعتقد بأن الرياض طلبت ضمانات أمنية من الإيرانيين، بما في ذلك وقف هجمات الحوثيين بالطائرات المسيرة والصواريخ على الأراضي السعودية. ومع ذلك، حتى لو تمكّنت المملكة من التفاوض على مخرج من الحرب، فقد يندلع القتال مرة أخرى بين الفصائل اليمنية المختلفة داخل اليمن.
ف.ي/ع.ج.م (ا.ف.ب، رويترز، د.ب.ا)