الحكومة اليمنية تضع شروطا لوقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين
١٣ أغسطس ٢٠٠٩وضعت السلطات اليمنية ستة شروط لوقف العملية العسكرية الموسعة التي تشنها ضد الحوثيين بمحافظة صعدة شمال البلاد. وتضمنت الشروط التي أوردتها وكالة أنباء "سبأ" اليمنية الرسمية انسحاب المتمردين الشيعة من جميع المديريات، ورفع كافة النقاط المُعيقة لحركة المواطنين من كافة الطرق، والنزول من الجبال والمواقع المتمترسين فيها وإنهاء التقطع وأعمال التخريب وتسليم المعدات التي تم الاستيلاء عليها من مدنية وعسكرية وغيرها. كما تشمل الشروط أيضاً الكشف عن مصير المختطفين الأجانب الستة، وهم أسرة ألمانية وبريطاني تعرضوا للاختطاف في المحافظة في يونيو/حزيران الماضي، وتسليم الخاطفين من أبناء محافظة صعدة، وعدم التدخل في شئون السلطة المحلية بأي شكل من الأشكال.
حالة طوارئ في صعده
وأعلنت هذه الشروط اللجنة الأمنية العليا التي يرأسها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بعد اجتماع لها مساء أمس. وأوضحت اللجنة أن "قضية المضبوطين على ذمة أحداث التمرد يمكن حلها في حال نفذت عناصر التمرد الخطوات الست المذكورة دون مماطلة أو تسويف حيث لا يوجد أي مانع لدى الدولة من إطلاق سراح جميع السجناء دون قيد أو شرط".
وكانت السلطات اليمنية فرضت حالة الطوارئ في المحافظة التي شهدت أمس مقتل 19 شخصاً على الأقل بين متمرد ومدني، كما جرح العشرات في قصف للجيش اليمني استهدف معاقل الحوثيين قرب الحدود مع السعودية. وذكرت اللجنة الأمنية في بيان سابق لها أن القصف "كان الخيار الأخير" بعد رفض المتمردين الاستجابة لدعوة السلام التي وجهتها الحكومة.
اتهامات متبادلة بين الحكومة والمتمردين
وكان المتمردون الحوثيون قد اتهموا بالأمس (الأربعاء) الجيش اليمني بأنه تسبب بمقتل عشرات المدنيين خلال يومين من قصف معاقلهم في شمال البلاد. وقال مكتب زعيم المتمردين الزيديين الشيعة عبد الملك الحوثي في بيان أن 15 شخصا قتلوا في قصف الأربعاء لسوق قرب مدينة صعدة. وأضاف أن "عشرات من المدنيين قتلوا أو جرحوا منذ بعد ظهر الثلاثاء"، كما تسببت المواجهات العسكرية في نزوح آلاف المتضررين من الحرب إلى ضواحي مدينة صعده، بعد أن دخلت "الحرب السادسة" بين الجانبين يومها الثالث.
ويتهم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المتمردين الحوثيين بارتكاب "اعتداءات واختراقات"؛ وإذ أشار صالح إلى من سماهم "عناصر التخريب والتمرد في صعدة"، أعرب في تصريحات نقلتها وسائل الأعلام الرسمية عن "أسفه لعدم التزام عملية السلام واستمرار الاختراقات والاعتداءات المتكررة". غير أن المتمردين نفوا في بيانهم احتجاز مدنيين كما اتهمتهم السلطات، مؤكدين أنهم اعتقلوا جنودا فقط.
ومنذ عام 2004 تشهد محافظة صعدة مواجهات بين المتمردين الحوثيين وقوات الأمن أسفرت عن آلاف القتلى. ويطعن المتمردون الحوثيون في شرعية النظام اليمني ويدعون إلى عودة الإمامة الزيدية الشيعية التي أطاحت بها القوات الجمهورية في انقلاب عام 1962. والمذهب الزيدي أقرب مذاهب الشيعة إلى السنة وأكثرها انفتاحا على المذاهب الإسلامية.
(س ج / أ ف ب،/ د ب أ/ رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي