الحكمة الألمانية ريم حسين: أداء الحكم هو المهم وليس جنسه
٢١ يوليو ٢٠١٩DW: لقد شاركت لأول مرة في كأس العالم للسيدات في فرنسا، كيف كان ذلك بالنسبة لك؟
ريم حسين: كانت تجربة رائعة لي. وبالنسبة للفيفا فقد كان لهذه البطولة قيمة مماثلة لكأس العالم للرجال. لقد تم تحضيرنا لهذه البطولة قبل انطلاقها من خلال حلقات تدريبية لمدة تسعة أيام، ضمت التحكيم في مباريات تدريبية بالإضافة إلى تدريب مكثف على نظام المساعدة بالفيديو في التحكيم (فار). كل ما يتعلق ببطولات كهذه يكون كبيراً، ومن الجميل أن يعيش المرء هذه التجربة. ومع المهمات المناسبة يكون الأمر أكثر متعة بالطبع.
- كانت هناك تغييرات عديدة في القواعد، وذلك مباشرة في أهم بطولة على الإطلاق، كيف تعاملتِ مع ذلك؟
- من الناحية النظرية كان هناك عدد كبير من التغييرات. وكان أول ما خطر في ذهني أننا قد لا نفكر ببعضها أثناء اللعب. لكن الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق. فقد كان ينبغي على الحكام أن يطبقوا القواعد الجديدة على الدوام ومنذ البداية. بالنسبة لي (في المباريات التي كنت أحكم فيها) لم يتم استخدام جميع التغييرات. لكنني أعتقد أن هذه التغييرات في القواعد جيدة لكرة القدم وتأتي لمصلحة اللاعبين والمباريات. وعلى سبيل المثال، يجب على اللاعبة أن تأخذ أقصر طريق إلى الخط الجانبي عند تبديلها، وهذا ما يزيد من حركة اللعب ووقته الصافي.
- تم استخدام تقنية المساعدة بالفيديو لأول مرة في هذه البطولة وكان ذلك سابقة بالنسبة لك أيضاً.
- لقد تدربنا على التعامل مع تقنية المساعدة بالفيديو في ثلاث حلقات تدريبية في كل من أبوظبي والدوحة. لكن في بطولة، مثل كأس العالم، كانت هذه هي المرة الأولى بالنسبة لي ولزملائي.
- وما هي الخلاصة التي خرجت بها؟
- إيجابية. تقنية المساعدة بالفيديو تعمل كمظلة هبوط تستطيع إنقاذ الحكمة أو الحكم من اتخاذ قرار خاطئ. كما أنها تزيد من قبول قرار الحكم من قبل الفرق المشاركة والجمهور. بحسب تجربتي فإن اللاعبين تقبلوا الدعم من قبل تقنية المساعدة بالفيديو بشكل جيد وهذا ما ساهم بتقليل الأخطاء التحكيمية.
-كان هناك جدل واسع حول القاعدة الجديدة التي تفرض على حراس المرمى وضع قدم واحدة على خط المرمى خلال تنفيذ ضربة الجزاء، وليس كلتا القدمين كما جرت العادة.
- تم تطبيق هذه القاعدة من حيث المبدأ لمساعدة حارسات المرمى. وفي تقنية المساعدة بالفيديو يتم تحديد السلوك الخاطئ للحارسة خلال تنفيذ ضربة الجزاء بشكل واضح من لقطات الفيديو. عندها تكون مثل هذه القرارات واقعية، كما هو الحال في حالات التسلل. بالنسبة للجمهور قد يتم التسامح مع بضعة سنتيمترات، لكن بالنسبة لتقنية المساعدة بالفيديو، والتي يتعين عليها تقييم العملية على الشاشة بشكل محايد، لا يجب أن يكون هناك مجال لذلك.
- قمتِ بالتحكيم في ثلاث مباريات في كأس العالم، مبارتان في دوري المجموعات، ومباراة في ثمن النهائي. ستحتفظين بذكرى أي مباراة منها أكثر من الأخرتين؟
- بذكريات جميع المباريات الثلاث، كل منها بطريقتها الخاصة. المباراة الأولى كانت رائعة. كانت بين البرازيل وجامايكا في (مدينة) غرونوبل. بيعت جميع التذاكر وكان الملعب أشبه بقدر صغير يغلي. فرغم أن الملعب لم يكن يتسع سوى لـ18 ألف متفرج، كانت الأجواء مذهلة. كانت المباراة تناسبني بشكل جيد.
كرّ وفرّ وإيقاع سريع من كلا الفريقين اللذين كانا يريدان الفوز. وجدت هذه المباراة بداية مثالية. في مباراتي الثانية كان عدد الجمهور قياسياً بالنسبة لي: فقد حضر نحو 50 ألف متفرج ونفدت التذاكر في ملعب "برينسن بارك" في باريس. كانت المباراة بين الولايات المتحدة، الذي توّج بطلاً للعالم بعد ذلك، وتشيلي. كانت شيئاً مميزاً بالنسبة لي، لأن عائلتي أيضاً كانت في الملعب، فقد كانت اثنان من إخوتي يحضرون المباراة. المباراة الثالثة كانت في ربع النهائي (بين النرويج وأستراليا)، والتي كانت تعني الاستمرار في البطولة بالنسبة لكلا الفريقين. وكان التكافؤ في اللعب بالطبع شيئاً مميزاً بالنسبة لي.
-ألمانيا خرجت من البطولة في الدور ربع النهائي. ألم يكن ذلك ليزيد من فرصتك للتحكيم في مباراة أخرى؟
- بعد الدور ثمن النهائي، قام الفيفا بخفض عدد الحكام النشطين الذين كانوا مشاركين في البطولة لأقل من النصف. ومن المؤكد أنه تم الأخذ في الاعتبار فيما إذا كان البلد الذي يأتي منه الحكم لايزال في البطولة أم لا. لكنني أشعر شخصياً بالرضا تجاه مشاركتي في البطولة، بالرغم من أنني كنت في المجموعة التي وجب عليها العودة إلى بلدها. قمت بقيادة ثلاث مباريات رائعة ومليئة بالتحديات، وتلقيت ردوداً إيجابية من الفيفا ومن ألمانيا. وأرغب بالاستفادة من ذلك في مهامي القادمة.
-هل تعتقدين أنه من الجيد أن تقوم النساء بالتحكيم في مباريات كأس العالم للرجال، والعكس بالعكس؟
-أعتقد أن الأمر يجب أن يكون مرتبطاً في جميع البطولات بأداء الحكم. وينبغي الحديث عن هذا الموضوع بغض النظر عن الجنس. فإذا كانت المرأة تفي بالمتطلبات الجسدية، فلماذا يجب ألا يسمح لها بأن تشارك في مثل هذه البطولات؟
الدكتورة ريم حسين هي حكمة كرة قدم ألمانية من أصل فلسطيني. مهنتها الأساسية هي الصيدلة. وقبل أن تصبح حكمة كرة قدم في عام 2005، كانت لاعبة في دوري الدرجة الثانية في ألمانيا. ومنذ موسم 2015/2016 تقوم حسين بالتحكيم في دوري الدرجة الثالثة. وهي ثاني حكمة ألمانية، بعد بيبيانا شتاينهاوس، تقوم بالتحكيم في دوري الرجال المحترفين.
أجرت المقابلة: ساره فيرتس