الحصول على الجنسية الألمانية... سوريون يروون تجاربهم!
٢٠ يونيو ٢٠٢٢حل اللاجئون السوريون في المرتبة الأولى بين الأجانب الحاصلين على الجنسية الألمانية متقدمين بذلك على الأتراك الجدد والرومانيين. وبحسب بيانات مكتب الإحصاء الاتحادي في فيسبادن، فقد تم تجنيس 131 ألفا و600 أجنبي في ألمانيا العام الماضي. وجاء في بيان للمكتب: "يرجع نصف هذه الزيادة إلى العدد الكبير من المجنسين المنحدرين من سوريا".
والجدير بالذكر أن التجنيس في ألمانيا يتطلب توفر العديدة من الشروط من أهمها اتقان اللغة الألمانية ووجود عمل يغطي المصاريف المعيشية، وأن يكون مقدم طلب الحصول على الجنسية قد أقام في ألمانيا لمدة 8 سنوات كحد أدنى، وفي حالات خاصة تنخفض المدة لـ 7 أو6 سنوات، والنجاح في امتحان الجنسية الألمانية من بين شروط أخرى مثل التنازل عن الجنسية السابقة لمقدم الطلب. غير أن التخلي عن الجنسية غير ملزم لبعض الدول مثل سوريا.
وبحسب البيانات، حصل أكثر من 19 ألف سوري على الجنسية الألمانية العام الماضي، بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2020. وأوضح الإحصائيون أن العدد الكبير من المجنسين السوريين مرتبط بهجرة السوريين الباحثين عن الحماية في السنوات من 2014 إلى 2016، والذين يستوفون الآن بشكل متزايد متطلبات التجنس". ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من السوريين المجنسين حديثا لم يمر 8 أعوام على مكوثهم في ألمانيا.
الحاجة إلى مسكن تقود السوريين إلى سماسرة
فوفقا لقانون الجنسية، يمكن لأي شخص يرغب في الحصول على الجنسية بعد ست سنوات فقط من الإقامة أن يتقدم بطلب للحصول عليها عن طريق "إنجازات اندماج خاصة"، والتي تشمل اكتساب مهارات لغوية جيدة، وإنجازات دراسية أو مهنية، وكذلك المشاركة المدنية. وفي هذه الحالات، يمكن أيضا تجنيس أفراد الأسرة دون حد أدنى لمدة الإقامة.
تأخير وتأجيل
بالنسبة للسيدة مها. ع السورية التي حصلت على الجنسية الألمانية منذ أسابيع فإن توفر الشروط المذكورة لوحدها غير كاف، إذ أن الأمر أيضاً يعتمد على الحظ، بحسب تعبيرها: "الموظف المسؤول عن الطلب يلعب دوراً كبيراً في سير الملف والمدة التي يتطلبها حتى استلام الموافقة على الجنسية". وقالت لمهاجر نيوز إنها بعد إتمامها لكافة شروط الحصول على الجنسية الألمانية، قد باشرت بتقديم طلبها في شهر شباط/ فبراير 2021، وكان موعدها الأول في تشرين الأول/ أكتوبر وقد واجهت الكثير من التأخير والتأجيل "بسبب قيود كورونا، وأوقات أخرى بسبب أعطال في النظام".
وأضافت أن الموظف لم يكن لطيفاً أو متعاوناً وكان يطالب بالمزيد من الوثائق والأوراق التي يجب أن تكون مترجمة وموثقة كل مرة. وقالت :"لا يهم.. التوتر بات من الماضي.. أنا سعيدة الآن بحصولي على الموافقة على الرغم من أنني سأنتظر من جديد صدور بطاقتي الشخصية وجواز السفر لمدة لا تقل عن شهرين".
من جهة أخرى يختصر سامر تجربته في الحصول على الجنسية الألمانية وهو من أصل سوري وقال لمهاجر نيوز أنه قد حصل عليها العام الماضي بعد أن أقام في ألمانيا نحو سبع سنوات، مشيراً إلى أن ذلك يعود لاندماجه في المجتمع الألماني بشكل جيد وعمله منذ أن أتم اللغة الألمانية. "وأعتقد أن انخراطي في العمل الطوعي مع مؤسسات ألمانية قد ساعدني أيضاً".
أما بالنسبة للسيدة السورية إكرام.س فإنها تواجه موقفاً مقلقاً مع عائلتها بخصوص طلبهم للحصول على الجنسية، إذ أنها وزوجها قد تقدما بطلب في العام الماضي ومن المفترض أن تصلهما الموافقة في أي وقت، غير أنهما خلال فترة الانتظار قد أنجبا طفلاً وقالت ضاحكة: "لم يكن طفلنا مسجلاً بالطبع في طلب الجنسية، كان موضوع الحمل مفاجأتنا الجميلة خلال العام".
وفي الوقت الحالي عليهما اتخاذ القرار إما بمتابعة الطلب (للزوجين فقط) وحصولهما على الجنسية بعد أشهر. ولكن حينها يجب عليهما الانتظار حتى يبلغ الطفل أعواما ليحصل بدوره على الجنسية بحسب إكرام. أو تعديل الطلب ليشمل المولود الجديد "مما يعني إعادة الإجراءات من جديد ومواجهة المزيد من الانتظار والبيروقراطية".
بعد الحصول على الجنسية الألمانية.. هجرة جديدة؟
يسعى الكثير من السوريين كانوا بانتظار الحصول على الجنسية الألمانية ليتمكنوا من زيارة أسرهم وأصدقائهم في سوريا من جديد دون وجود عوائق أو قلق من تأثير الزيارة على إقامتهم ومستقبلهم في ألمانيا. كحال سارة التي تنوي زيارة أختها. من ناحية أخرى، هناك من ينتظر الحصول عليها لتسهيل أمور السفر ومشاكل الحصول على التأشيرة السياحية التي غالبا ما يواجهها حامل جواز السفر السوري.
"الآن انتهى الكابوس.. بواسطة الجواز الألماني بإمكاني أخيرا زيارة أختي التي تعيش في الولايات المتحدة"، بهذه الكلمات عبرت سارة عن فرحتها بالحصول على الجنسية، مشيرة إلى أن الحصول على الفيزا للولايات المتحدة بجواز سفر سوري يعتبر من الأحلام شبه المستحيلة.
إلى جانب ذلك، هناك من كان ينتظر الحصول على الجنسية الألمانية استعدادا للخروج من ألمانيا أو بالأحرى استعدادا لهجرة جديدة. في حواره مع مهاجر نيوز شرح السيد محمد. ي أسباب رغبته بمغادرة ألمانيا متحدثاً عن اختلاف الثقافات والعادات والتقاليد: "أحترم هذا البلد الذي استقبلني وعائلتي ووفر لي ما لم أكن لأحلم به في بلدي سوريا للأسف.. ولكن لا يمكنني أن أكون مطمئنا على مستقبل أطفالي في مجتمع لا يشبهنا، وكنت فقط بانتظار الحصول على الجنسية لأتخذ القرار بالاستقرار في بلد عربي أو مجتمع شرقي كمجتمعنا".
وأضاف: "لا يمكن طرح فكرة العودة إلى سوريا بكل تأكيد في الوقت الحالي على الأقل.. لذا قد أتوجه إلى مكان آخر" واختتم حديثه مبتسماً: "وإن كنت مخطئاً في تقديري يمكننا العودة إلى ألمانيا فنحن الآن ألمان".
ويتوقع مكتب الإحصاء الاتحادي أن يستمر عدد السوريين الذين يحصلون على الجنسية بالارتفاع في عام2022.