الحرس الثوري الإيراني يتبنى قصف "أربيل" بالصواريخ الباليستية
١٣ مارس ٢٠٢٢أعلن الحرس الثوري الإيراني اليوم الأحد (13 مارس/ آذار 2022) أنه استهدف "مركزاً استراتيجياً اسرائيلياً" في شمال العراق، بعد ساعات من إعلان سلطات إقليم كردستان سقوط صواريخ بالستية أطلقت "من خارج الحدود" في محيط أربيل والقنصلية الأمريكية فيها.
وأفاد الحرس في بيان نشر على موقعهم الالكتروني "سباه نيوز" إن "المركز الاستراتيجي للتآمر (...) تم استهدافه بالصواريخ القوية والدقيقة لحرس الثورة الإسلامية"، وأضاف البيان أن "أي تكرار لاعتداءات إسرائيل سيقابل بردٍ قاسٍ وحاسم ومدمر". ويأتي هجوم الأحد بعد أسبوع تقريبا من إعلان الحرس الثوري الإيراني مقتل اثنين من ضباطه بقصف إسرائيلي استهدف مواقع قرب دمشق يوم الاثنين.
إدانة عراقية
من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية العراقية اليوم أن القصفَ الصاروخيّ، الذي طالَ مساكن المواطنين في محافظة أربيل بإقليم كردستان، يعد استهدافاً لأمن العراق واستقرار شعبه.
وقالت الوزراة، في بيان عبر حسابها بموقع "فيسبوك" إنها تدين القصف لما يحمله من "إنتهاك صارخ للسيادة العراقية، وترهيب للآمنين ويتسبب بزعزعة الأمن والاستقرار في الإقليم وعموم العراق، في مرحلة بالغة الأهمية".
وأضافت "إنَّ هذا الاعتداء يعد استهدافا لأمن العراق واستقرار شعبه، ويتطلب موقفاً موحداً لمواجهته، عبر الوقوف بحزم ضد أي فعل يهدف إلى إشاعة الفوضى" .
وعادةً ما تُستهدف المصالح الأمريكية في العراق بهجمات بصواريخ وطائرات مسيرة مفخخة، لا تتبناها أي جهة، لكنّ واشنطن تتهم فصائل موالية لإيران، تطالب بانسحاب كل القوات الأجنبية من البلاد، بالمسؤولية عنها.
وقالت واشنطن من جهتها إنه "لم تقع أضرار أو إصابات في أي منشأة" تابعة لها. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "ندين هذا الهجوم الشائن واستعراض العنف" هذا.
ونشرت قناة "كردستان 24" التلفزيونية المحلية صوراً على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر تعرض مقرّها القريب من القنصلية الأمريكية في أربيل، لأضرار نتيجة الهجمات. وتظهر الصور زجاجاً متكسراً وأجزاء منهارة من السقف.
ونفى محافظ أربيل في تصريحه الأحد وجود "مقرات اسرائيلية" في أربيل. وقال "منذ فترة يتحدثون عن وجود مقرات إسرائيلية ولكن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة ولا توجد أية مقرات إسرائيلية في هذه المنطقة. فقط الموجود مبنى القنصلية الأمريكية الجديد".
وأدان رئيس الإقليم نجيرفان بارزاني هجوم الأحد في بيان، قائلاً إن "استهداف أربيل بهذه الصورة وتكراره، سابقة خطيرة وانتهاك صارخ لأمن واستقرار وسيادة العراق". كذلك، ندد رئيس حكومة الإقليم مسرور بارزاني بالهجوم قائلاً "أربيل لن تنحني للجبناء. ندين هذا الهجوم الإرهابي الذي شن على عدد من مناطق أربيل".
من جهته، شجب رئيس الحكومة العراقي المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي الهجوم في تغريدة، قائلاً "الاعتداء الذي استهدف مدينة أربيل العزيزة وروّع سكانها هو تعدٍ على أمن شعبنا". وأضاف "ستقوم قواتنا الأمنية بالتحقيق في هذا الهجوم".
كما ندد الرئيس العراقي المنتهية ولايته برهم صالح كذلك بالهجوم، داعياً إلى "الوقوف بحزم ضد محاولات زج البلد في الفوضى".
أما الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر فقد طالب الحكومة العراقية برفع مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة والسفارة الإيرانية في العراق علي خلفية القصف مدينة. وقال الصدر ، في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لاينبغي استعمال الأراضي العراقية من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها ساحة للصرعات السياسية والأمنية والعسكرية". وأضاف:" ندين كل الأعمال التي تستهدف دول الجوار من داخل العراق وندين أي تدخل خارجي وأي قصف للأراضي العراقية ذات السيادة الكاملة ".
ودعا الصدر الجهات المختصة إلى رفع مذكرة احتجاج للأمم المتحدة والسفير الإيراني فورا مع آخذ ضمانات بعدم تكرارها مستقبلاً، محذرا من أن زج العراق في تلك الصراعات سابقة خطيرة لاينبغي السكوت عليها.
دولياً دانت باريس "بأكبر قدر من الحزم" إطلاق الصواريخ على إربيل في كردستان العراق ليل السبت الأحد، مشيرة إلى أن الهجوم يهدد استقرار المنطقة بأكملها. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان أن الهجوم "يهدد استقرار العراق والمنطقة". وشددت الوزارة على التزامها حيال "سيادة العراق واستقراره واستقرار منطقة كردستان ذات الحكم الذاتي في داخله".
وشهدت البلاد مطلع العام الحالي تصاعداً في الهجمات الصاروخية والهجمات بالمسيرات المفخخة تزامناً مع الذكرى الثانية لاغتيال سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس اللذين قتلا بضربة أمريكية في مطار بغداد.
ع.ح./ع.غ. (أ ف ب، رويترز، د ب ا)