الحرس الثوري الإيراني: هنية قتل جراء "مقذوف قصير المدى"
٣ أغسطس ٢٠٢٤أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان السبت (الثالث من آب/ أغسطس 2024) أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية قتل بواسطة "مقذوف قصير المدى" أطلق على مقر إقامته.
وذكر الحرس الثوري في البيان الذي نشرته وكالة "إرنا" الرسمية أنه "بحسب التحقيقات، فإن هذه العملية الإرهابية نفذت بمقذوف قصير المدى يزن رأسه حوالى 7 كلغ أطلق من خارج مكان إيواء المدعوين"، متسببا في "انفجار قوي".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ذكرت أن الانفجار نتج عن عبوة زُرعت في غرفة هنية قبل أشهر، الأمر الذي نفاه بشدة الإعلام الإيراني. يشار إلى أن إيران وحماس تحملان إسرائيل مسؤولية مقتل هنية، فيما رفضت الحكومة الإسرائيلية التعليق على مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
واتهم بيان الحرس الثوري أيضا "الحكومة الأمريكية المجرمة" بدعم الهجوم الذي قالت وسائل إعلام إيرانية إنه وقع في إحدى ضواحي شمال طهران.
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية أدرجت الحرس الثوري الإيراني عام 2019 على لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وتتجه دول الاتحاد الأوروبي إلى تصنيفه كمنظمة إرهابية.
وتتزايد المخاوف من اشتعال الوضع في الشرق الأوسط حيث عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري، بعد مقتل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، ومقتل القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية قرب بيروت، وسط توعّد إيران والمجموعات المدعومة منها بالردّ.
وهدد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي إسرائيل بهجوم مضاد واسع من ميليشيات متحالفة في المنطقة. وذكر سلامي، طبقا للموقع الإلكتروني للحرس الثوري الإيراني، وهو منظمة قوية شبه عسكرية في إيران، مسؤولة عن حماية الحكومة في الداخل والخارج "يجب على النظام الصهيوني الإجرامي والإرهابي (إسرائيل) وأنصاره، أن يحسبوا حساب الغضب الشديد لجماعات المقاومة". ويشمل حلفاء إيران من غير الدول، الحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان بالإضافة إلى ميليشيات موالية لها في العراق وسوريا.
وفي خطاب إلى أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، تحدث اللواء حسين سلامي عن انتقام صارم ودموي. وكتب سلامي أن إسرائيل سوف تضطر لأن تدفع ثمنا باهظا بسبب هنية وفؤاد شكر. وتسبب مقتل هنية في طهران في احتدام التوترات في الشرق الأوسط، حيث قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بعد مقتل هنية " من واجبنا الثأر لدمائه حيث استشهد في أراضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني ، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
إسرائيل من جانبها قالت إنها مستعدة لأي احتمال بعد تهديدات من إيران وحلفائها، مؤكدة أنها سترد بقوة على أي هجوم، حسب متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، الذي أضاف في إحاطة للصحفيين الخميس إن "مرتكب أي عدوان على إسرائيل سيتكلف ثمنا باهظا جدا كائنا من كان"، مرددا تهديدا مماثلا أطلقه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الأربعاء.
وفي واشنطن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية الجمعة أنه على ضوء "احتمال التصعيد الإقليمي من جانب إيران أو شركائها ووكلائها"، أمر وزير الدفاع لويد أوستن "بإدخال تعديلات على الموقف العسكري الأمريكيبهدف تحسين حماية القوات الأمريكية، وزيادة الدعم للدفاع عن إسرائيل، وضمان استعداد الولايات المتّحدة للردّ على شتّى الحالات الطارئة".
وأعلن البنتاغون أن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن الحربية التي "تحمل صواريخ بالستية دفاعية" و"سربا إضافيا من الطائرات الحربية" لتعزيز وجودها العسكري في المنطقة.
ع.خ/ ع.ج.م (د ب ا، ا ف ب، رويترز)