تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام في ألمانيا 1
١٣ أكتوبر ٢٠١٠
دويتشه فيله جالت في شوارع العاصمة الألمانية القديمة بون وقابلت بعض المسلمين العرب في المدينة وسألتهم عن رأيهم في النقاش الدائر في ألمانيا في هذه الأيام حول المسلمين وخصوصا العرب والاتراك. كما سألتهم عن مشاعرهم وخبراتهم العملية في هذا الشأن، وهل اختلفت نظرتهم للآخر في الفترة الأخيرة؟ وهل أحسوا باختلاف أو تغير في معاملة الأخر لهم؟
تصف طالبة اللغات الفرنسية والإيطالية، نرجس بن حمودة، ذات الأصول التونسية، والمقيمة في ألمانيا منذ 6 سنوات تقريباً، تجربتها في ألمانيا بالثراء والصعوبة في نفس الوقت موضحة ذلك بأن "الحجاب وعدم إتقان اللغة الألمانية من بين عوائق الاندماج في المجتمع الألماني، ولكن نظرة الناس لي صارت أفضل بالمقارنة بالسنوات الماضية، وهذا مؤشر طيب".
ويتفق معها في هذه النقطة الطالب اللبناني، هادي بزي، في أنه أيضاً لم يتعرض لأي إهانة أو مضايقة. ويضيف هادي قبل أن يلحق بالقطار: "علاقتي جيدة مع زملائي في الجامعة، على عكس ما نسمعه في وسائل الإعلام. تختلف وجهات نظرنا في بعض الأحيان، ولكن هذا شيء طبيعي".
اندماج أم انصهار، اللغة الألمانية مع الدين الإسلامي؟
تقابلنا مع محمد من ليبيا، المرافق لعائلته للعلاج. وهو يؤكد أهمية تعلم اللغة الألمانية بالنسبة للمقيمين في ألمانيا، فعدم تعلم هذه اللغة "مصيبة، بل كارثة" وفقا لتعبيره، وينصح محمد كل من يقيم في هذا البلد بتعلمها، وذلك لتوفر المدارس الخاصة والحكومية التي تقدم دورات بالمجان.
محمد زار العديد من المساجد في ألمانيا، ويرى أن "المسلمين يتمتعون بحقوقهم في ألمانيا، كما يتمتع غير المسلمين بكامل حقوقهم في البلاد العربية والإسلامية". ويضيف أن "الدين الإسلامي يحث على الاندماج، وتعلم اللغات الأجنبية". ويؤكد في نفس الوقت على "عدم الانصهار والذوبان، فيجب أن نحافظ على الدين الإسلامي في نفس الوقت".
من ناحية أخرى عبر أحمد عبد الله كافود، القادم من قطر، عن سعادته بخطاب الرئيس الألماني وينتظر "خطوات عملية لتحقيق ما صرح به"، وفي نفس الوقت يُحمل المسلمين في ألمانيا جزءاً من مسئولية تعريف الألمان بالدين الإسلامي الصحيح، "فغالبية الألمان ليس لديهم معلومات عن الإسلام"، ولذلك نسمع من وقت إلى آخر مثل هذه الأصوات الشاذة، المغردة خارج السرب، سواء أكانت من سياسين أو من كُتاب.
ألمانيا بلد إتاحة الفرص
يُرجع حسن إيبش (35 عاماً) الفضل في نجاحه في مهنته كحلاق، وصاحب 3 صالونات للحلاقة، إلى كل من القانون والدستور الألمانيين، وأيضاً إلى الشعب الألماني، الذي يمنح الفرصة كاملة "لكل إنسان بغض النظر عن لون بشرته أو جنسه أو دينه"، فهو "فخور" بذلك. ويروي لنا حسن، القادم من سوريا في عام 2000، تجربة مر بها مع ابنته لاريزار، عندما دخلت أحد المستشفيات الألمانية، وتلقت هناك كل الرعاية الطبية اللازمة، وهو الأمر الذي جعله يقول: "إنهم يطبقون ما يدعوا إليه الإسلام".
حسام صابر/ ماغدالينا زورباوم
مراجعة: يوسف بوفيجلين