الحج ـ عامل توتر دائم في العلاقات السعودية الإيرانية
أعلنت إيران أن مواطنيها لن يؤدوا فريضة الحج هذه السنة، متهمة السعودية بوضع "العراقيل" أمام الإيرانيين، في حين اعتبرت الرياض أن مطالب إيران"غير مقبولة". أزمة"الحج"، لها تاريخ طويل في العلاقات الثنائية بين البلدين.
أعلنت هيئة الحج الإيرانية أن الحجاج الإيرانيين لن يتوجهوا للسعودية لأداء مناسك الحج هذا العام، متهمة إياها "بالتخريب" وعدم القدرة على ضمان سلامة الحجاج. بيد أن وزير الخارجية السعودي رمى الكرة في المرمى الإيراني قائلا إن ما طلبته طهران من إجراءات خلال موسم الحج "غير مقبول".
كانت حادثة تدافع منى في موسم الحج الأخير، من بين أسباب توتر العلاقات الإيرانية السعودية، والذي راح ضحيته عشرات الحجاج الإيرانيين. بعد ذلك طالبت طهران بتسيير مشترك لإدارة مناسك الحج تحت مظلة منظمة التعاون الإسلامي، الأمر الذي رفضته السعودية بشدة.
في أيلول/ سبتمبر 2015 خرجت مظاهرات عارمة في إيران تنديدا بمقتل العشرات من الحجاج الإيرانيين، إثر حادث التدافع في منى خلال موسم الحج في العام الماضي.
في سنة 1986 اتهمت السلطات السعودية بعض الإيرانيين بإدخال مواد متفجرة إلى المملكة، وذلك أثناء دخولهم إلي الأراضي السعودية لآداء فريضة الحج، وهو ما نتج عنه توتر كبير في العلاقات السعودية الإيرانية.
في سنة 1987، قتل أكثر من 400 شخص في مكة عندما نظم حجاج إيرانيون مظاهرة سياسية واشتبكوا مع قوات الأمن السعودي.
أدت المواجهات في موسم الحج لسنة 1987 إلى مقتل 275 من الإيرانيين و85 من السعوديين و45 من الحجاج الآخرين. هذه الأحداث أسفرت عن قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حتى عام 1991.
ظهرت أول أزمة دبلوماسية وسياسية بين السعودية وإيران في نهاية عام 1943، حيث اعتقلت الشرطة السعودية أحد الحجاج الإيرانيين داخل الحرم المكي وهو يلقي القاذورات على الكعبة المشرفة، حسب السلطات السعودية، التي ألقت القبض عليه وقامت بإعدامه.