الجيش النظامي السوري يواصل عملياته والعراق يستعد لاستقبال اللاجئين
٢٤ يوليو ٢٠١٢أكد المجلس الوطني السوري المعارض اليومالثلاثاء 24 يوليو/تموزأن كل الخيارات لقيادة المرحلة الانتقالية في سوريا "قيد الدرس" ومن ضمنها تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ونقل صلاحياته إلى أحد شخصيات النظام. وقال الناطق باسم المجلس جورج صبرا في اتصال مع وكالة فرانس برس: "نحن موافقون على خروج الأسد وتسليم صلاحياته لأحد شخصيات النظام لقيادة مرحلة انتقالية على غرار اليمن"، معتبرا أن "سوريا مليئة بالشخصيات الوطنية وحتى من قبل الموجودين في النظام وبعض الضباط في الجيش السوري التي يمكن أن تلعب دورا" في هذا المجال.
وأعلن صبرا موافقة المجلس، أحد أكبر تشكيلات المعارضة في الخارج، على المبادرة العربية الأخيرة التي عرضت على الأسد تأمين مخرج آمن له ولعائلته مقابل تنحيه عن الحكم. وقال"نوافق على هذه المبادرة لان الأولوية حاليا هي لوقف المجازر وحماية المدنيين السوريين وليس لمحاكمة الأسد التي تبقى حقا قانونيا لا يمكن لأحد أن يحرم أي مواطن سوري منه".
من جانبه قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن النظام السوري بقيادة الرئيس بشار الأسد "لا يستطيع الاستمرار لفترة طويلة" مضيفا في مقابلة نشرتها صحيفة الحياة اليوم الثلاثاء أن "أيامه معدودة". وبدوره اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، خلال إفطار للسفراء في انقرة مساء أمس الاثنين، أن الانتفاضة ضد الرئيس السوري بشار الأسد تقترب "أكثر من أي وقت مضى من النصر" وحذر من أن تركيا سترد بحسم على أي عداء من سوريا. كما انتقد رئيس الوزراء التركي خطة السلام المتداعية التي وضعها مبعوث السلام الدولي كوفي عنان بعد أن مدد مجلس الأمن يوم الجمعة فترة تفويض بعثة المراقبة في سوريا 30 يوما.
وفي سياق الانتقادات الدولية لتهديد دمشق باستخدام الأسلحة الكيماوية، ذكر مسئول إسرائيلي بارز اليوم الثلاثاء أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يتخذ الآن احتياطات لتفادي وقوع أسلحته الكيمائية في أيدي المعارضين، لكن إسرائيل لا تزال "قلقة بشدة" إزاء احتمال ألا تكون هذه الخطوات كافية. ونقلت صحيفة "هاآرتس " اليوم عن المسؤول قوله "إنه (الأسد) يتعامل مع الأسلحة الكيميائية بقدر من المسئولية" رغم الضغط الذي يواجهه.
مخيمات للاجئين السوريين في العراق
وفي ضوء زيادة تدفق عدد اللاجئين السوريين عبر الحدود العراقية السورية، قررت الحكومة العراقية اليوم الثلاثاء بناء مخيمات للاجئين السوريين عند معبري ربيعة (اليعربية) والقائم (البوكمال)، بحسبما أفاد المتحدث الحكومي علي الدباغ. وقال الدباغ في بيان تلقت وكالة فرانس برس نسخة منه أن "مجلس الوزراء يقرر بناء مخيمات لاستقبال اللاجئين السوريين في منفذي ربيعة (شمال غرب العراق) والقائم (غرب العراق. وأضاف أن "مجلس الوزراء يخصص مبلغ 50 مليار دينار (نحو 40 مليون دولار) لإغاثة ومساعدة العراقيين العائدين (من سوريا) وتهيئة مستلزمات استقبال اللاجئين السوريين". ويخضع معبر اليعربية، أو ربيعة كما يسمى في العراق، إلى سيطرة القوات النظامية السورية التي أحكمت قبضتها عليه الأحد بعدما سقط لساعات بأيدي المعارضة المسلحة، التي تسيطر على معبر البوكمال، أو القائم كما يسمى في الجانب العراقي، منذ الخميس.
تواصل المواجهات
وفيما يتعلق بالتطورات الميدانية، تشهد أحياء مدينة حلب شمال سوريا اليوم اشتباكات عنيفة بين مقاتلين معارضين والجيش النظامي الذي يستخدم المروحيات في حلب ويواصل عمليات الاقتحام عدد من أحياء العاصمة السورية الخارجة عن سيطرته، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأفاد المرصد أن مدينة حلب تشهد اشتباكات تدور بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية السورية في حي السكري وأطراف حي صلاح الدين.
ونقلت رويترز عن سكان ونشطاء من المعارضة السورية قولهم إن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما اليوم من أجل السيطرة على وسط حلب وإنهم يشتبكون مع قوات الجيش السوري وأفراد من المخابرات عند بوابات المدينة القديمة وهي من المواقع الأثرية العالمية المسجلة لدى الأمم المتحدة. ومن ناحية أخرى قال نشطاء على اتصال بسجناء إن قوات الأسد أخمدت عصيانا أثناء الليل في سجن المدينة الواقع على المشارف الشمالية لحلب وقتلت 15 سجينا بالغازات المسيلة للدموع ونيران البنادق الآلية.
(ط.أ/ د ب أ، رويترز، أ ف ب)
مراجعة: سمر كرم