الجيش العراقي يتعثر في معارك استعادة الأنبار
٢٢ يوليو ٢٠١٥أعلنت مصادر عسكرية عراقية أن العملية العسكرية لاستعادة محافظة الأنبار من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش" تواجه صعوبات كبيرة في التقدم إلى المدن التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف، وذلك لاتباع خطط عسكرية تقليدية ضد الإرهابيين.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عن ضابط رفيع بالجيش رفض الكشف عن هويته، قوله إن " العملية العسكرية التي أطلقها القائد العام للقوات المسلحة منذ أيام تواجه صعوبات كبيرة في استرجاع المناطق التي يتمركز بها تنظيم "داعش" وخاصة في مدينتي الرمادي والفلوجة وضواحيهما الخارجية".
وعزا الضابط ذلك لاتباع القيادات العسكرية الخطط العسكرية التقليدية وغياب المعلومات الاستخباراتية في مواجهة تنظيم "داعش" الذي يستخدم سياسة الكر والفر وأسلوب العصابات المتطور؛ فضلا عن اتباعه أساليب عسكرية تأخذ طابع الحداثة باستمرار تضاهي الأساليب التي يتعبها الجيش العراقي، بحسب تصريحات المصدر. وأوضح الضابط أن"القيادات العسكرية تقوم بزج عناصر الأمن العراقي والحشد الشعبي بشكل عشوائي وبدون خطط عسكرية في المعارك ضد التنظيم الإرهابي ويؤدي ذلك إلى وقوع العديد من الضحايا البشرية واستنزاف قدرات الجيش".
وأكد الضابط أن" الاستمرار في اتباع تلك الخطط سيؤدي إلى وقوع المزيد من الخسائر في صفوف الجيش العراقي وأبناء الحشد الشعبي وعدم تحرير أي منطقة في محافظة الأنبار حتى لو استمرت تلك العمليات لعدة شهور.. مطالبا بأن تكون الخطط العسكرية متطورة وغير تقليدية وتأخذ المعلومات عن العملية العسكرية طابع السرية بغية إنجاحها".
وبالرغم من الوعود التي أطلقها عدد من القيادات العسكرية ومنظمي الحشد الشعبي بأن معركة الأنبار ستكون أسهل من معركة تكريت، فضلا على حشد أكثر من 15 ألف مقاتل من الجيش والحشد الشعبي والفرقة الذهبية والشرطة الاتحادية خلال العملية، إلا أن العملية لم تحقق تقدما واضحا حتى الآن في المدن التي يسيطر عليها التنظيم سوى تطويق بعض المدن وقطع عدد من طرق إمداد التنظيم ما بين مناطق المحافظة، بحسب ما جاء به الضابط العسكري .
وكان تنظيم "داعش" قد بسط سيطرته مجددا على مناطق الملعب الأولمبي في غرب الرمادي والمعهد الفني قرب الفلوجة ومناطق أخرى بعد أن حررتها القوات الأمنية والحشد الشعبي عشية انطلاق العمليات العسكرية منذ أيام، فيما يحرز التنظيم تقدما في ناحية الكرمة شرق الفلوجة ما يجبر القوات الأمنية على التراجع.
من جهته قال قال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي يحيي الكبيسي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية، إن"استعادة الأنبار ستكون من أصعب المعارك التي يخوضها الجيش العراقي وفصائل الحشد الشعبي علاوة على أن الجيش يعتبر الأنبار فرس الرهان لإثبات قوته". وأضاف الكبيسي أن "الأنبار تختلف عن تكريت من عدة نواح أبرزها طبيعتها الجغرافية وأرضها الصحراوية الشاسعة وهذه من أبرز الصعوبات التي تواجه القوات الأمنية العراقية".
على صعيد منفصل كشفت مصادر في شرطة محافظة نينوي اليوم عن مقتل 11 قياديا في تنظيم "داعش" على يد مسلحين غربي الموصل. ووفقا للمصادر فإن "مسلحين مجهولين يستقلون سيارة فتحوا نيران أسلحتهم على تجمع لقياديين في تنظيم "داعش" خلال تواجدهم بالقرب من معسكرهم في منطقة النجار غربي الموصل ". وأضافت المصادر أن القياديين الذين قتلوا يحملون جنسيات عربية."
من جهة أخرى أفاد شهود عيان أن عناصر تنظيم "داعش" قتلوا اليوم أربعة أشقاء من منتسبي قيادة شرطة محافظة نينوى "ذبحا" بتهمة الخيانة والتعامل مع القيادات الأمنية العراقية.
ا.ف/ أ.ح (د.ب.أ)