الجيش الحر يهاجم "أمناء الثورة" والأسد يتحدث عن معركة مصيرية
١ أغسطس ٢٠١٢أكد الرئيس السوري بشار الأسد الأربعاء في كلمة وجهها إلى الجيش السوري بمناسبة عيده السابع والستين أن سوريا تخوض معركة "يتوقف عليها مصير" الشعب السوري والأمة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا). وذكرت الوكالة أن الأسد وجه إلى الجيش كلمة عبر مجلة "جيش الشعب" جاء فيها "إن معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم .. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا".
من ناحيته أخرى قال العقيد رياض الأسعد قائد الجيش السوري الحر اليوم (الأربعاء الأول من أغسطس/ آب 2012) في تسجيل مصور بثته قناة العربية إن السياسيين الذين شكلوا الائتلاف الجديد "أصابهم حمى التسلق على الفرص واغتنام المناصب الذي دعاهم أن يعلنوا إنشاء وتأسيس حكومة انتقالية في محاولة صريحة وواضحة لركوب ثورتنا والاتجار بدماء شهدائنا". وأضاف قائلا "لكنهم في الواقع يحاولون إعادة إحياء نظام الأسد". وقال الأسعد إن الإعلان عن خطط لتشكيل حكومة انتقالية يهدف بشكل رئيسي إلي "إرضاء الخارج وضرب الداخل بعضهم ببعض وتفكيك يد الشعب الضاربة والمتمثلة في الجيش السوري الحر".
ويذكر أن مجموعة من سبعين ناشطا سوريا في المنفى أعلنت إنشاء "مجلس الثورة السورية" في مؤتمر صحفي في القاهرة يوم أمس الثلاثاء. وقال هيثم المالح رئيس الائتلاف الجديد انه سيبدأ حوارا مع جميع أعضاء المعارضة بما في ذلك الجيش السوري الحر بشان تشكيل حكومة انتقالية. وتحث دول غربية وعربية المعارضة السورية على الاتحاد. ورغم أن المجلس الوطني السوري هو صوت دولي للمعارضة إلا أن النشطاء في الميدان يشتكون من أن قادته الذين يعيشون في المنفى ليس لهم صلة تذكر بما يحدث في سوريا.
صواريخ أرض ـ جو للثوار
ميدانيا ذكرت وكالة رويترز نقلا عن مراسليها في حلب أن طائرات قتالية سورية ونيران المدفعية قصفت حلب حتى وقت متأخر من الليل في الوقت الذي خاض فيه الجيش معارك للسيطرة على المركز التجاري للبلاد، حيث قال مقاتلو المعارضة إن القوات الموالية للرئيس بشار الأسد أجبرت على التراجع. وخلال صباح أمس الثلاثاء تصاعدت سحب كبيرة من الدخان الأسود إلى السماء بعدما أطلقت طائرات الهليكوبتر الهجومية نيرانها على الأحياء الشرقية للمرة الأولى منذ نشوب أحدث قتال في حلب وقصفت طائرة حربية من طراز ميج نفس المنطقة من المدينة في وقت لاحق. وبعد حلول الليل سمع مراسلو رويترز في حلب دوي انفجارات في مكان ما قرب المدينة. وأضاءت القذائف السماء ليلا وطغت أصواتها على الأذان. وانطلقت سيارات تقل مقاتلي المعارضة يكبرون نحو القتال.
من ناحية أخرى قال تقرير لمحطة تلفزيون "إن.بي.سي. نيوز" إن مقاتلي المعارضة الذين السورية حصلوا للمرة الأولى على عدد محدودة من صواريخ أرض- جو، سلمت إليهم عبر تركيا. ولم يذكر التقرير نوع تلك الصواريخ ولا الجهة التي أرسلتها ولم تقدم (إن.بي.سي نيوز) تفاصيل بهذا الخصوص.
وفي سياق متصل شهدت دمشق فجر اليوم لأول مرة اشتباكات في محيط حيي باب توما وباب شرقي المسيحيين بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية. وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن هذه الاشتباكات "وقعت في مناطق كانت لا تزال تعد بعيدة جدا عن متناول المقاتلين المعارضين". وأضاف أنها بدأت قرابة الساعة الثانية من فجر الأربعاء، مشيرا إلى أن "إطلاق النار الكثيف خلال الاشتباكات يدل على اشتراك أعداد كبيرة من المقاتلين من الجهتين في المعارك".
وتسمع أصوات رشقات نارية في بعض أحياء العاصمة السورية في حين يتعرض الريف الدمشقي لعمليات قصف ومداهمات، غداة يوم شهد مقتل 124 شخصا نحو نصفهم في مدينة حلب وحدها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطين. وأشار نفس المصدر إلى "قصف عنيف بقذائف الهاون على جنوب حي التضامن"، بينما شهد حي قبرعاتكة "خروج تظاهرة بعد صلاة الفجر تهتف للحرية ولإسقاط النظام". وأفاد مراسل وكالة فرانس برس في محافظة حلب عن استمرار القصف معظم الليل على شمال غرب حلب وسماع أصوات إطلاق نار من رشاشات ثقيلة مضيفا "شاهدنا صواريخ غراد تسقط في هذه المنطقة".
(ح.ز/ أ.ف.ب / رويترز)
مراجعة: عبده جميل المخلافي