حرب غزة..غارات دامية وارتفاع عدد قتلى الجنود الإسرائيليين
١٨ ديسمبر ٢٠٢٣أعلن الجيش الاسرائيلي اليوم الاثنين (18 ديسمبر/ كانون الأول 2023)، مقتل أربعة من جنوده أثناء القتال في قطاع غزة، لترتفع حصيلة القتلى منذ بدء الهجوم البري ضد حركة حماس في القطاع إلى 126 قتيلا. ونقلت صحيفة تايمز اوف إسرائيل عن الجيش القول إن جنديّاً ثالثاً أصيب بإصابات خطيرة.
يأتي ذلك غداة إعلان الجيش الإسرائيلي اكتشاف ما وصفه بـ"أكبر نفق لحماس" في غزة، محددا طوله عند أربع كيلومترات (حوالي 5,2 ميل).
ونقلت شبكة سي إن إن الأمريكية عن الجيش الإسرائيلي قوله إن النفق، الذي تمّ تأمينه "قبل بضعة أسابيع" ولكن لم يكشف عنه للرأي العام إلا يوم الأحد، واسع بما يكفي لقيادة عربة كبيرة من خلاله، ويصل عمقه إلى 50 مترا (نحو 160 قدما) تحت الأرض ومجهز بنظم لتوفير الكهرباء والتهوية والاتصالات.
وقال الجيش الإسرائيلي إن النفق هو جزء من "البنية التحتية الإستراتيجية" لحماس وسيتم تدميره. وتابع المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري للصحفيين في تل أبيب أنه "من المهم بالنسبة لي أن أوضح أن قوات الدفاع الإسرائيلية عازمة على استكمال مهمة تفكيك حماس". ويذكر ان حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
عشرات القتلى في هجمات متفرقة
موازاة لذلك، تواصل القوات الإسرائيلية هجماتها الجوية في أنحاء قطاع غزة، اُستهدف خلالها مخيم جباليا للاجئين في الشمال ومستشفى في الجنوب. وقال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة لوكالة رويترز، إن الغارات على مخيم جباليا أدت إلى مقتل 90 فلسطينيا أمس الأحد. وأضاف أن دبابة إسرائيلية أصابت مبنى الولادة داخل مستشفى ناصر في خان يونس مما أدى إلى مقتل فتاة تبلغ من العمر 13 عاما تدعى دينا أبو محسن. موضحا أن الفتاة سبق وأن فقدت والديها واثنين من أشقائها وإحدى ساقيها خلال قصف منزل في حي الأمل بخان يونس قبل أسابيع.
وفي دير البلح بوسط غزة، قال مسعفون إن 12 فلسطينيا قُتلوا وأُصيب العشرات. كما أدت غارة جوية إسرائيلية على منزل في رفح جنوب القطاع إلى مقتل ما لا يقل عن أربعة أشخاص.
وفي خان يونس بجنوب غزة، ذكر سكان أنهم سمعوا أصوات طائرات ودبابات إسرائيلية تقصف وأصوات قذائف صاروخية أطلقها مقاتلو حماس على ما يبدو.
من جهتها، أعلنت الحكومة الإسرائيلية إنها نفذت عمليات ضد أهداف للمسلحين وإنها تتخذ إجراءات استثنائية لتجنب استهداف المدنيين. كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن قتل سبعة مسلحين في غارة جوية على خان يونس وعثوره على أجزاء لتصنيع الصواريخ وثلاث فتحات أنفاق بالقرب من مدرسة تستخدم كملجأ.
وحسب وزارة الصحة الفلسطينية قتل نحو 19 ألف فلسطيني ودُفن الآلاف تحت الأنقاض بسبب العمليات العسكرية المكثّفة لإسرائيل في القطاع، والتي تأتي "ردّاً" على هجوم غير مسبوق نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول في محيط غلاف غزة وقتلت 1200 مدنيا إسرائيليّاً وخطفت ما لا قيل عن عن 240 رهينة. وحماس تصنف من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أنها منظمة إرهابية وتم حظر جميع أنشطتها مؤخرا في ألمانيا.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن 121 جنديا قتلوا منذ بدء الهجوم البري في 27 أكتوبر/ تشرين الأول حين بدأت الدبابات وقوات المشاة التوغل في مدن غزة ومخيمات اللاجئين.
صفقة تبادل جديدة؟
وانتعشت الآمال في وقف إطلاق نار جديد وإطلاق سراح رهائن يوم السبت عندما قال مصدر إن رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) التقى يوم الجمعة مع رئيس وزراء قطر التي توسطت لإطلاق سراح رهائن مقابل وقف إطلاق النار لمدة أسبوع وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين "نوعيين".
وذكر مصدران أمنيان مصريان أمس الأحد أن إسرائيل وحماس منفتحتان على تجديد وقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين لكن لا تزال هناك خلافات حول كيفية تنفيذه.
ولدى سؤاله عن تعليقٍ بشأن البيان المصري، قال سامي أبو زهري المسؤول في حماس أنّ الحركة منفتحة على أي جهود تهدف إلى إنهاء "العدوان الإسرائيلي وهذا هو أساس أي نقاش".
وفي إشارة إيجابية أخرى، قال مسؤولون إنهتم فتح معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة أمام شاحنات المساعدات أمس الأحد للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، في خطوة تهدف إلى زيادة شحنات الغذاء والأدوية التي تصل إلى القطاع للمثلين.
زيارة جديدة لأوستن للمنطقة
ومن المتوقع أن يصل الاثنين وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى إسرائيل في وقت لاحق الاثنين لعقد اجتماعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين. وكان أوستن قد توجه إلى الكويت أمس لتقديم التعازي في وفاة أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح.
وأمام العدد المهول للضحايا المدنيين في القطاع، أطلق عدد من المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم الرئيس جو بايدن تصريحات تشدد على ضرورة حماية المدنيين وتدعو إلى "هدنة إنسانية"، بينما تقول إسرائيل إن أي دعوة لوقف إطلاق النار مع حماس ستكون "جائزة للإرهاب".
في ذات السياق حذر وزير الدفاع البريطاني السابق بن والاس عبر صحيفة تلغراف البريطانية إسرائيل من "القتل بغضب" وقال إن "الأساس القانوني الأصلي لإسرائيل في الدفاع عن النفس يتعرض للتقويض بسبب أفعالها".
وسبق أن دعا وزير الخارجية البريطاني اللورد ديفيد كاميرون إلى "وقف مستدام لإطلاق النار"، حيث حذر في مقال مشترك مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك في صحيفة صنداي تايمز من أن "عددا كبيرا جدا من المدنيين قتلوا" .
ومن جانبها، تحدثت عضوة البرلمان البريطاني عن حزب الديمقراطيين الليبراليين ليلى موران عن مخاوفها المتزايدة على أقاربها، الذين كانوا من بين مجموعة من المسيحيين الذين لجأوا إلى مجمع كنيسة في مدينة غزة. وحذرت السيدة موران من أن أسرتها في غزة ليس لديها كهرباء أو ماء أو طعام ووصفتهم بأنهم "محاصرون بشكل فعلي". وقالت لبرنامج "ساعة وستمنستر" على إذاعة بي بي سي 4، "لا أريدهم أن يموتوا. بأمانة، هذا هو ما أنا فيه. نحن قبل أسبوع فقط من عيد الميلاد (الكريماس). وهذه كنيسة".
و.ب/ح.ز (أ ف ب، رويتز، د ب أ)