الجمعية العامة للأمم المتحدة تدعو لهدنة إنسانية في غزة
٢٨ أكتوبر ٢٠٢٣طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة (27 أكتوبر/تشرين الأول 2023) وبغالبية كبيرة بـ"هدنة إنسانية فورية"، في اليوم الحادي والعشرين من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك بعيد إعلان الجيش الاسرائيلي "توسيع" عملياته البرية في قطاع غزة.
قرار غير ملزم
والقرار غير الملزم الذي انتقدته إسرائيل والولايات المتحدة لعدم إشارته إلى حركة حماس، أيده على وقع التصفيق 120 عضوا وعارضه 14 فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضوا في الجمعية العامة.
وجاءت الأصوات الجماعية للدعوة إلى وقف مؤقت لإطلاق النار بعد أيام من جهود دبلوماسية مكثفة في مقرات الأمم المتحدة في نيويورك وفي الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ومثلت الدعوة للوقف المؤقت حلاً وسطاً بين الذين أرادوا الضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار، مثل إسبانيا، وبين الذين يقولون إن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس لا يتقدم عليه شيء.
من جانبها، رحبت حماس بالقرار. وقالت الحركة التي تسيطر على غزة في بيان "نرحّب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الداعي لهدنة إنسانية فورية ودائمة ومتواصلة تُفضي إلى وقف العدوان على شعبنا في قطاع غزة، ونطالب الجمعية العامة والهيئات الأممية ذات العلاقة باتخاذ الإجراءات الكفيلة لتطبيق القرار فوراً، بما يُمكّن من فتح المعابر وإدخال الوقود والمساعدات الإغاثية الطارئة".
انتقادات إسرائيلية حادة وشقاق مع الحلفاء
وأظهرت هذه النتيجة انقساما في صفوف الدول الغربية، وخصوصا الأوروبية، أذ أيدت فرنسا القرار في حين امتنعت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا عن التصويت وصوتت النمسا والولايات المتحدة ضد القرار. وأثار هذا الأمر غضب السفير الإسرائيلي جلعاد أردان الذي اعتبر أن مكان هذا النص "في مزبلة التاريخ".
ووصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة التصويت بأنه "مشين"، مخاطباً من أيدوا القرار "عار عليكم". وقال جلعاد اردان: "إنه يوم مظلم للأمم المتحدة والإنسانية"، مؤكداً أن إسرائيل ستواصل استخدام "كل السبل" المتاحة لها بهدف "إنقاذ العالم من الشر الذي تمثله حماس" و"إعادة الرهائن" الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية في القطاع.
وحركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
وكشف هذا عن أول شقاق علني بين إسرائيل وداعميها، ومنهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وأعضاء آخرين في مجموعة السبع مثل اليابان، حول الحملة الإسرائيلية بعد اصطفاف ودعم وثيقين في الأسابيع الثلاثة تقريبا منذ الهجوم الإرهابي لمقاتلي حماس على جنوب إسرائيل.
وقال ليئور حياة المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الجمعة إن "إسرائيل تعارض وقفاً إنسانياً مؤقتاً أو هدنة في هذا التوقيت". وقال مسؤول إسرائيلي كبير إن الدعوات لوقف القتال "ضعف في الإيمان" فيما يبدو.
"الماء والغذاء والوقود..فوراً"
وتزايد القلق الدولي من الظروف المروعة التي يكابدها 2.3 مليون شخص تحت وقع أعنف ضربات جوية شنتها إسرائيل على القطاع على الإطلاق، مما دفع القوى الكبرى هذا الأسبوع إلى دعوة إسرائيل للسماح بمثل هذا الوقف لإدخال المساعدات والإفراج عن رهائن إسرائيليين لدى حماس.
وطلب القرار الذي أعده الأردن باسم المجموعة العربية التي تضم 22 بلداً "هدنة إنسانية فورية دائمة ومتواصلة تقود إلى وقف للعمليات العسكرية". وكانت الصيغة السابقة للقرار تطالب بـ"وقف فوري لإطلاق النار".
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن المناقشات التي تقودها الولايات المتحدة بين مصر وإسرائيل والأمم المتحدة لتحسين إمكانية وصول المساعدات عبر معبر رفح الحدودي هي محور التركيز الرئيسي حالياً. وأكد مسؤول بالبيت الأبيض المحادثات، وقال إنهم يسعون أيضا للحصول على موافقة إسرائيل للسماح بالوقود الحيوي للمستشفيات.
وقال مسؤول الاتحاد الأوروبي إن الاتفاق على هذه النقاط قد يؤدي إلى مزيد من التركيز على تقليص العنف في جنوب غزة للسماح بدخول المساعدات. وقال وزير الخارجية الياباني يوكو كاميكاوا للصحفيين اليوم الجمعة إن هناك جهودا تجرى بشكل ثنائي وفي الأمم المتحدة لحث إسرائيل على السماح بشكل من أشكال الوقف المؤقت.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان اليوم الجمعة "أرحب بتوافق الآراء العالمي المتزايد على وقف إنساني مؤقت للصراع. وأكرر دعوتي إلى هدنة لأسباب إنسانية، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وتوصيل الإمدادات المنقذة للحياة بالحجم المطلوب".
ويتمحور مشروع القرار الذي صاغه الأردن وترعاه نحو أربعين دولة، على الوضع الإنساني في غزة ويطالب خصوصاً بتوفير الماء والغذاء والوقود والكهرباء "فوراً" و"بكميات كافية" ووصول المساعدة الإنسانية "من دون عوائق".
ويندد النص أيضاً "بكل أعمال العنف الموجهة ضد المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين ولا سيما الأعمال الإرهابية والهجمات العشوائية". ويعرب عن "قلقه الشديد من التصعيد الأخير في العنف منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر" من دون أن يذكر حركة حماس صراحة.
ع.ح./ع.ش. (أ ف ب ، رويترز)