الجفاف يهدد المحاصيل الزراعية في دول جنوب أوروبا
تعاني الكثير من دول جنوب أوروبا موجة حر شديد يرافقها انحباس الأمطار. وتستمر هذه الموجة في إيطاليا منذ أكثر من سبعة أيام، مما أثر سلبا على المحاصيل الزراعية شمال البلاد. ويقول مدير دائرة حماية السكان الإيطالية جيدو بيرتولازو: "قد نتحمل هذا الحر حتى منتصف شهر تموز/يوليو القادم. وفي حال عدم هطول المطر بعد ذلك ستكون هناك مأساة وخاصة شمال البلاد." وتعتبر منطقة بيمونت من أكثر المناطق المتضررة من موجة الحر حيث انخفض منسوب المياه في نهر لاغو مغيوري بمعدل 19 سنتمتراً في الآونة الأخيرة. كما يعاني نهر بو وبحيرة الغاردازيه (Gardasee) من نقص كبير في المياه. وذكرت إحدى الصحف الإيطالية في عنوانها الرئيسي أن إيطاليا تعاني من الجفاف إضافة إلى تهديد محطات توليد الطاقة التي تعمل بالمياه، فالاستخدام الكبير للمكيفات والمراوح قد يؤدي إلى ارتفاع استهلاك الكهرباء وبالتالي عدم قدرة المولدات على توليد الطاقة اللازمة. من ناحية ثانية لقي سبعة أشخاص مصرعهم نتيجة موجة الحر الشديد. وعلى ضوء خطورة الوضع خصصت الحكومة مركز اتصال هاتفي لإرشاد كبار السن في كيفية الوقاية منه.
محاصيل أسبانيا والبرتغال في خطر
وفي أسبانيا أعلنت سبع مناطق على سواحل البحر المتوسط عن تعرضها لجفاف حقيقي. كما تعاني 890 قرية في إقليم كاتالونيا من نقص حاد في المياه. وقد عملت الجهات المختصة إلى تقليص ضخ المياه في الشبكات إلى 8 دقائق في اليوم. وتعتبر المحاصيل الزراعية التي يجب ريها من أكثر المحاصيل المتضررة من موجة الحر الشديد التي تصيب جنوب أوروبا هذه الأيام. ويعود السبب في ذلك إلى استمرار انخفاض منسوب المياه في الأنهار يوماً بعد يوم.
ومن المعروف أن بيارات الحمضيات الواقعة على سواحل البحر المتوسط يجب ريها حتى شهر شباط/فبراير من كل عام، وبهذا النقص الحاد في منسوب المياه للأنهر ستكون حياة أشجار هذه البيارات مهددة بالخطر. مراحل الجفاف هذه لم تكن هي الأولى التي تعاني منها مناطق جنوب أوروبا، إذ مرت بمثلها في الأعوام 1990 حتى 1995 وقبل ذلك من 1978 حتى 1982. لكن الدوائر الحكومية لم تسجل موجة جفاف كالتي تمر بها البلاد هذه الأيام منذ أكثر من 60 عاما. هذا الجفاف لا تعاني منه إيطاليا وأسبانيا فقط،، فقد سجلت مؤسسات المياه الوطنية في البرتغال كذلك أن 80 بالمئة من أراضي البلاد تعاني الجفاف. وهذا ما أثر بشكل سلبي كبير على الزراعة وخاصة على محاصيل الحبوب. وبنتيجة ذلك انخفضت نسبة الناتج القومي منها إلى 70 بالمئة. وقد بلغ عدد المتضررين بشكل مباشر 26 ألف مواطن حسب الدوائر الحكومية.
الخوف من كارثة حر جديدة
تزداد المخاوف الفرنسية من موجة حر تصيب البلاد كتلك التي حصلت قبل عامين في الآونة الأخيرة. ولذا عملت حكومة باريس على إعداد مشاريع خاصة لمواجهة ذلك. ومن بينها تطبيق قوانين صارمة لتوفير المياه في 28 دائرة غربي البلاد. وفي المجال الزراعي تعاني النباتات والحيوانات من نقص حاد في المياه حالياً. وعلى صعيد آخر يتوقع المراقبون بأنها أيام معدودة حتى تحتل الحرائق عناوين الصحف المحلية والعالمية في أوروبا.