الجزائر تستعد لمواجهة "فيلة" كوت ديفوار
٢١ يناير ٢٠١٠ضمن منتخب الجزائر بطاقة التأهل إلى دور الثمانية في بطولة الأمم الإفريقية المقامة حاليا في أنغولا، بعد تعادله سلبا أمام أصحاب الأرض في ختام منافسات المجموعة الأولى. وتأهل "محاربو الصحراء" على حساب منتخبي مالي ومالاوي اللذين خرجا من الدور الأول تباعا برصيد أربع وثلاث نقاط. وأمام المنتخب الجزائري مواجهة صعبة ضد منتخب كوت ديفوار متصدر المجموعة الثانية يوم الأحد القادم (24 يناير/ كانون الثاني)، والذي يُعد بإجماع المراقبين من أكبر المرشحين لنيل لقب البطولة الإفريقية، الأمر الذي يعكس صعوبة المهمة الملقاة على عاتق الجزائر خصوصا وأن منتخب "الفيلة" مدجج بأسماء أسطورية على غرار نجم تشيلسي ديدي دروغبا، وزميله سلامون كوليه ولاعب برشلونة الإسباني يايا توريه وغيرهم.
مواجهة بهذا الحجم أشعلت حماسة عناصر المنتخب الجزائري حسب ما أدلى به مهاجم فريق مونشن غلادبخ الألماني كريم مطمور، حين أكد في حوار لدوتشه فيله "أنه وزملاءه يحترقون لملاقاة النجوم الإفوريين". مؤكدا أن معنويات فريقه عالية جدا وتسودها فرحة التأهل. وأشار مطمور إلى أن مباراة كهذه ضد منتخب بقوة المنتخب العاجي سترفع بشكل تلقائي من مستوى المنتخب الجزائري المصمم على الفوز للرد على الانتقادات التي وجهت له عقب هزيمته الثقيلة أمام منتخب مالاوي ضمن افتتاح منافسات المجموعة بثلاث أهداف من دون رد".
يحيى ومغني ضمن تشكيلة الأحد
من جهته، أكد الصحفي عبد الغني العايب الذي يرافق الخضر في أنغولا، أن المنتخب الجزائري في حالة استنفار تام استعدادا لمباراة الأحد القادم. ويساعده في ذلك أنه اجتاز "الحاجز النفسي" بعد فوزه في مباراة الجولة الثانية على نظيره مالي وتعادله في الأخيرة أمام أنغولا. ويحاول الطاقم الفني بقيادة المدرب المحنك رابح سعدان استغلال أيام الاستراحة الست التي تفصل منافسات الدور الأول عن الثاني لمواصلة تدريباته المركزة على ملعب كوكايروس بالعاصمة لواندا. وقد ارتأت البعثة الجزائرية عدم الانتقال إلى مدينة كابيندا، التي سيشهد ملعبها مباراة الحسم إلا يوم الجمعة القادم، ومن المفترض أن يتم هناك إجراء آخر حصتين تدريبيتين.
وحسب العايب، استطاع المنتخب الجزائري استعادة اللاعبين المصابين كمدافع بوخوم الألماني عنتر يحيى، ولاعب روما الإيطالي مراد مغني. إلا أنه في الوقت نفسه، فقد الظهير الأيمن ياسين بزاز لاعب ستراسبورغ العائد إلى فرنسا لمواصلة العلاج، والذي كان له دور بارز في المباراة الأخيرة في تعزيز خط الهجوم. في حين لم يحسم بعد في أمر رفيق صيفي لاعب الخور القطري وما إذا كان وضعه الصحي سيسمح له باللعب في المباراة القادمة. ومن المتوقع أن يعتمد سعدان على التشكيلة ذاتها التي انتزعت النقاط الثلاث من نسور مالي ونقطة واحدة من أصحاب الأرض. وذلك مع إقحام مراد مغني كجناح أيسر إلى جانب يحيى عنتر الذي عبر عن رغبته الشديدة في المشاركة في هذا اللقاء.
مباراة صعبة
في المقابل، اعتبر المدير الفني للمنتخب العاجي البوسني وحيد هليلهودزيتش أن المنتخب الجزائري "يستحق التقدير" متوقعا في الوقت ذاته مباراة "صعبة للغاية" كون أن هذا المنتخب "يلعب بشكل منظم ومعزز خاصة في الوسط". ويعتقد المراقبون بأن الخضر لا يتوفرون على خيارات عديدة لانتزاع الفوز من دروغبا ورفاقه سوى التركيز على خط الهجوم بانتظار فرص لاقتناص الأهداف والتي عادة ما تأتي من كرات ثابتة كما كان الشأن في مباراة أم درمان الفاصلة أمام المنتخب المصري، حين سدد المدافع عنتر يحيى هدف الفوز المؤهل إلى جنوب إفريقيا.
وفي هذا الإطار، أشاد الدولي الجزائري السابق ناصر بويش في حوار لدويتشه فيله، بخيار المدرب سعدان في اعتماد طريقة 4/5/1 في المبارتين الأخيرتين لكونها أثبت فعاليتها وساعدت بشكل كبير على تناسق وانسجام أكثر بين اللاعبين الجزائريين". يذكر أن عشاق الكرة العربية اندهشوا من أداء المنتخب الجزائري في أولى مبارياته بعدما شاهدوا أداء متقهقرا من منتخب استطاع في أم درمان السودانية، إقصاء منتخب "الفراعنة" من سباق المونديال. وعزا المدرب رابح سعدان الذي يلقب "بالشيخ" في الجزائر أسباب ذلك إلى الظروف المناخية والحرارة المفرطة التي رافقت تلك المباراة. إلا أن ذلك لم يجنبه الانتقادات اللاذعة من قبل الصحافة المحلية التي شككت في قدراته على قيادة المنتخب في نهائيات كأس العالم.
الكاتبة: وفاق بنكيران
مراجعة: طارق أنكاي