الجزائر بعدسة فنانة ألمانية متيمة ببلد الأوراس
١٠ أكتوبر ٢٠١٠"تصوير الناس وليس الجدران أو الأشجار" تلك هي الفكرة التي قادت الفنانة المصورة الفنانة ماريون بيكهاوزر خلال جولاتها في مختلف أنحاء الجزائر على مدى أعوام متتالية، رصدت من خلالها مظاهر حياة الجزائريين في مناطق جبال الأوراسي والهوغار ومناطق القبائل ووصولا إلى أعماق الصحراء ومسالك الطوارق.
الفنانة بيكهاوزر تعرض أعمالها في متحف الفن المعاصر بالجزائر العاصمة خلال شهر أكتوبر/تشرين الأول الحالي وإلى غاية العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وذلك بدعوة من وزارة الثقافة الجزائرية.
وقد منحت الفنانة الألمانية اهتماما خاصا لرصد مظاهر حياة الجزائريين، وبدأت رحلاتها في الجزائر من منطقة جانت الصحراوية التي تقع 2200 كيلومترا جنوب شرق الجزائر العاصمة، ومنها التقطت عدستها مشهد حب وأُلفة بين جمال وهي التي تلقب ب"سفينة الصحراء".
الملاحظ لصور بيكهاوزر يرى لمسة استشراقية واضحة للعيان، وعن هذا تقول: "يسعدني أن اسمع ذلك، لكنني فضلت تصوير الناس على تصوير الجدران و الأشجار، إن هذا هو أهم شيء بالنسبة لي".
لقطة من مسجد القصبة في قلب العاصمة الجزائر. والحقيقة أن تفاعل الفنانة الألمانية بيكهاوزر مع الجزائريين لم تقتصر على مظاهر حياتهم الخارجية التي تنقلها عدستها، بل كشفت لدويتشه فيله أنها بالرغم من أنها لم تعتنق الإسلام، فقد صامت شهر رمضان هذا العام، وأوضحت" لقد كان الصيام أمرا صعبا، لأني كنت في وسط(فرايبورغ وهامبورغ) لا صيام فيه، ومع ذلك فقد مارست الرياضة و قرأت كثيرا و كتبت كثيرا، و نقص من وزني أربعة كيلوغرامات".
شاب جزائري ينسل من بين قاربين ويرتمي نحو مياه البحر، غير عابئ بأنها مياه ميناء!
زارت الفنانة الألمانية الجزائر في بداية عام 2010 في أوج حمى كأس العالم، وصورت مشاهد زهوة الشباب الجزائري بتأهل فريقه الوطني لنهائيات كأس العالم، و في حي القصبة الشعبي في قلب العاصم الجزائرية، التقطت عدستها بهجة الأطفال وصناع الأواني التقليدية وهم يلوحون بالعلم الجزائري، أو يضعونه على مداخل محلاتهم التجارية، تماما مثلما يحتفلون بصور نجوم منتخبهم.
مشهد يؤلف بين جمال طبيعة الجزائر وجسارة شبابها.
أجواء فرحة الجزائريين بتأهل منتخبهم الوطني لنهائيات كأس العالم، تركت بصماتها في صور الفنانة الألمانية. شبان جزائريون يلتحفون علم بلادهم وينظرون من فوق جسر إلى مشهد ساحر لمدينة الجزائر.
طفلة جزائرية تُطل على إستحياء وفوقها يدور حديث بين الكبار.
صبيا ن جزائريان يلهوان مع حمامة بيضاء رمز السلام. فلعلها تجسيد لتطلعات أطفال الجزائر حول مستقبل بلدهم، الذي تعتقد الفنانة الألمانية أنه "ودع بلا رجعة عشرية العنف السوداء".
سوق الخضر "ثلاث ساعات" في حي باب الوادي الشعبي في قلب العاصمة، سوق الخضر والفواكه هو القلب النابض دوما في مدن الجزائر
ملامح الزمن تبدو على وجه هذا الرجل، لعله وجه جزائري أليف صادفته الفنانة فيركهاوزر في إحدى رحلاتها إلى جنوب البلاد. والرجل في خريف العمر وليس وحيدا كما يبدو في الصورة.
هنا تلتقط عدسة دويتشه فيله الفنانة الألمانية بيكهاوزر وهي في حديث مع مواطن جزائري جاء لزيارة معرض صورها بمتحف الفن المعاصر في الجزائر. وبعد معرض الصور، تعتزم بيكهاوزر الشروع في تصوير أهم مشروع هندسي ألماني في الجزائر، فازت به شركات ألمانية لبناء أحياء حديثة في العاصمة الجزائرية.
وفي حوار مع دويتشه فيله باحت الفنانة الألمانية بقصة عشقها للجزائر قائلة:" أحببت جزائريا من منطقة القبائل في العام 2009 بمدنية مرسيليا، وعشنا معا فترات غاية في الروعة، و بالرغم من أنها كانت قصيرة، إلا أنها ربطتني بالجزائر و إلى الأبد، إن الجزائري الذي أحببته قطعة مني، والجزائر بكاملها كذلك".
ورغم أن ماريون افترقت عن حبيبها الجزائري إلا أن ماريون الفنانة ظلت على حبها لبلاده. وفي ردها على سؤال هل يكون ابتعاد الجزائري عن الألمانية التي أحبته إلى حد الجنون، لأنه رجل عادي و ليس فنانا كما هي ماريون؟، فتجيب السيدة المتيمة مرة أخرى دفاعا عن حبيبها الذي ينحدر من منطقة القبائل:" كلا أنا لا أوافق على هذا الكلام، إنه يحمل في داخله فنانا صامتا، إنه فنان في كثير من الأمور الجميلة".
إعداد: هيثم رباني
مراجعة: منصف السليمي