الجزائر – الفيديوهات والفنانون في خدمة الحملات الدعائية في الانتخابات الرئاسية
١٥ أبريل ٢٠١٤يعبرالشاب يزيد الذي يبلغ من العمر28 عاما عن أسفه قائلا: "سمعت الأغنية المؤيدة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لفترة رابعة، ومع احترامي لكل الفنانين الذي أدوا الأغنية، فإني أعتبرها مهزلة سياسية. بعد أن استنفذت كل الطرق لإقناع الشعب الجزائري بفترة رئاسة رابعة يسعى مدراء الحملات الانتخابية إلى شراء ضمائر الفنانين لإقناع الشعب بشيء يرفضه".
أما الشاب ياسين (25 عاما) فيلاحظ قائلا: " ثلث عمري وعبد العزيز رئيسا للجزائر، وأنا ضد فترة رابعة له. لا أريد أن يحكمني شخص غير مؤهل صحيا وجسديا ،رغم ما قام به من انجازات، من أهمها وقف إراقة الدماء خلال العشرية السوداء. لقد أعجبني كليب لطفي دوبل كانون، ليس السبب في ذلك أنه معارض ولكن لأنه يعبر عن واقعنا الذي نحياه بشكل يومي".
"مهزلة سياسية"
ومع اختلاف مواقف الشباب من تلك الأغاني الدعائية للحملة الانتخابية، يرى غيرهم من الأشخاص أنه كان من المفروض عدم إقحام الفن للسياسة.
تحدثت السيدة كريمة ( 45 عاما) أستاذة جامعية عما يوجد هذه السنة على الساحة السياسية من أغان موالية ومعارضة ووصفت ذلك " بالمهزلة سياسية"، وأضافت: " إنه عيب كبير أن نحاول كسب أصوات الناس عن طريق فيديو كليب في وقت يجب أن تكون فيه برامج العمل أساسا للانتخابات الرئاسية. إني أصلا ضد إقحام الفن في السياسية . لم تعجبني الأغاني سواء المؤيدة أوالمعارضة منها".
لم تكن كريمة وحدها رافضة للاغاني المعارضة للحملة الانتخابية، فحتى عمي محمد صاحب محل يعتبر أن:" الحملة الانتخابية تكون في الجماعات لا في الرقص والغناء ، ويجب الفصل بين الأشياء الجدية واللهو وأنا ضد الكليبات ولا يجب إعطائها أكثر مما تستحق، وعلى لجان مراقبة الانتخابات منع مثل تلك الأشياء ".
اتصلت DW بعدد من الفنانين المعنيين بالكليبات، خاصة أن محبي ومتابعي موسيقى الراب استفاقوا قبل أيام على ثلاثة أسماء ذات وزن كبير في عالم الراب الجزائرية، في مقدمتها الأغنية الجديدة لمارد الراب "لطفي دوبل كانون" بعنوان "كلاوها" والتي شاهدها بعد ساعات من نزولها على الصفحة الرسمية للفنان على موقع "يوتوب" حوالي 100 ألف شخص، و نفس الشيء بالنسبة لمغني الراب "كريم "الغانغ" و أغنية " سياسة الاستحمار " التي جاءت ردا على أغنية مؤيدة لفترة رئاسية رابعة للرئيس بوتفليقة شارك فيها نحو 15 فنانا ، حيث أوضح فيها المغني موقفه من الأحداث السياسية الحالية على رأسها قضية "العهدة الرابعة" للرئيس الحالي ومرشحها عبد العزيز بوتفليقة.
مواقف مختلفة للفنانين
ويشرح الفنان كريم الغانغ في تصريح لـ DW قائلا، "أنا لا أريد الدخول في الأغاني والفن المناسباتي، وهي دعوة للشباب الجزائري لتحرير عقولهم" مضيفا قائلا: "إن الأغنية تشرح مايعيشه المجتمع الجزائري من تناقضات كثيرة، يتصدرها ما يسمى بالنخبة"، ومن بين الأسماء التي ذكرها الفنان في الأغنية إسم نورية حفصي في قضيتها مع الحجاب، والروائي الجزائري رشيد بوجدرة، مضيفا "أن من يريد أن يسمع رأي كريم في السياسية فلينتظر الأغنية الجديدة التي ستصدر بعد أيام بعنوان "فراش الموت" وهي أغنية سياسية مائة بالمائة وأقوى بكثير من "سياسية الاستحمار".
كما تحدثت الفنانة فريدة التي شاركت في أغنية " تعاهدنا مع الجزائر" و قالت" لا يهمني ما يضنه الآخرون حول الأغنية أو ما أحدثته على الساحة السياسية او وسط الشباب. أنا أديت الأغنية بضميري، ولا أرى أي مرشح قد يمثل الجزائر احسن من بوتفليقة. قمت بأداء الأغنية عن قناعة ولا عيب في أن يكون لها دور في الحملة الانتخابية ، حيث إني أؤيد العهدة الرابعة".
قد تفشل الحملة الانتخابية بسبب الأغنية
وعن مدى تأثير الفيديوهات والكليبات على مسار الانتخابات اعتبر الخبير في الإعلام والاتصال أمين علام أن الاغنية الدعائية التي أتت مؤيدة للفترة الرئاسية الرابعة قد تصبح السبب في فشل حملة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. وأوضح في حديثه مع DW إن الحملة الانتخابية عرفت هذه السنة تغييرا مقارنة بالسنوات الماضية، بسبب الفراغ الملحوظ في البرامج الانتخابية، مما دفع ببعض مدراء الحملة الانتخابية للمرشحين الستة بالتوجه الى الفنانين لإدراج أغاني موالية أومعارضة لفترة رئاسية رابعة، غير أن أغنية "الموالاة" أسقطتها أغنية "المعارضة"، مما دعى بمدراء حملة الرئيس بوتفليقة إلى سحبها من اليوتوب و مواقع التواصل الاجتماعي".