PRO Islam Diskussion
١٠ سبتمبر ٢٠١٠بمحض صدفة لا علاقة لها بمؤامرة ضد الإسلام، تزامنت نهاية شهر رمضان مع الجدل حول كتاب سارازين وخطط حرق مصاحف والكلمة التي تلتها المستشارة ميركل بمناسبة تكريم رسام الكاريكتير الدنماركي كورت فيتسرغارد صاحب الرسوم الكاريكاتيرية للرسول محمد بجائزة إعلامية.
إن ألمانيا وأوروبا والعالم الغربي برمته، والذي يوصف خطأ بالمسيحي، له قيمه الخاصة. وهي قيم تضع حرية الإعلام على سبيل المثال في مكانة عالية. وقد جاءت إشارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل واضحة لدعم هذه القيم، عندما سلمت الجائزة الإعلامية لكورت فيسترغارد.
لكن وسائل الإعلام بالذات هي التي تؤجج هستيريا لا داعي لها بشأن الحوارـ أو غياب الحوار- بين الإسلام والأديان الأخرى، فالتعايش المشترك يتم بشكل جيد لا غبار عليه. كما أن الصراع بين الحضارات الذي تنبأ به البعض بعد نهاية الحرب الباردة لم يتحقق. إن الجاليات المسلمة في أمريكا والإتحاد الأوروبي أصبحت الآن مكونا أساسيا يمكن التعويل عليه دون تردد، لا من حيث العدد فحسب، وإنما كذلك من حيث الجذور التاريخية. إن عدد ضحايا الهجمات التي تنفذها المجموعات الإسلامية المتطرفة، يمثل جزءا صغيرا فقط بالمقارنة مع عدد ضحايا الحوادث المرورية.
صحيح أن الاهتمام بإشكالية الدين يتزايد في أوروبا، وصحيح أيضا أن الكثير من الأوروبيين يشعر بالقلق لأسباب عديدة من ضمنها الأزمة الاقتصادية العالمية. وهؤلاء يبحثون عن ملجأ يجدونه في ديانتهم، المسيحية غالباً، لكن أيضا في تبني موقف عدائي للإسلام في أحيان كثيرة. وأصبحت هذه الجوانب المختلفة تشكل جزءا من الحياة اليومية في أوروبا. وهذا الجدل المتعدد الجوانب أمر جيد، ففي المجتمع "المسيحي" "الغربي" يتعلق الأمر في الحقيقة بتركيبة متنوعة وحرة، تعيش في سلم منذ 65 عاما بفضل ليبراليتها وتنوعها بالذات.
اليكساندر اندريف
مراجعة: هيثم عبد العظيم