الثابت والمتغير في علاقة الرياض بواشنطن
٢٤ يناير ٢٠١٥بسرعة وسلاسة تربع سلمان بن عبد العزيز على العرش السعودي، بعد أن كان ذو الـ79 عاما وليا للعهد، قبل وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز فجر الجمعة الماضي. ولكن تسلسل تولي المناصب العليا في الأسرة السعودية الحاكمة معقد قليلا وغير منظم بوضوح كما في البلاطات الملكية الأوروبية.
الملك الجديد سلمان – الذي عُين في 2012 كولي للعهد – واحد من بين سبعة أشقاء يعرفون بـ"السديريين السبعة"، نسبة لعائلة والدتهم حصة السديري. ويتمتع هؤلاء السديريون بنفوذ واسع ضمن العائلة المالكة.
وهكذا عُرف سلمان بن عبد العزيز طوال حياته كوسيط ضمن العائلة المالكة: "فهو أمين سر العائلة ورئيس مجلسها، والمستشار الشخصي لملوك المملكة"، كما صرحت لوكالة الأنباء الفرنسية اليانور غيليسبي من مركز أبحاث متخصص بالشؤون الخليجية ومقره لندن.
نصف قرن من الزمن تقريبا (من 1962 وحتى 2011) كان سلمان أميرا لمنطقة الرياض، وارتبط خلال تلك المدة بعلاقات قوية مع عدة حكومات أجنبية. وبين 2011 و2012 تولى وزارة الدفاع، ثم ولاية العهد في عام 2012، وبنفس الوقت النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. ومن حينها وهو ينوب عن الملك عبد الله فيما يخص العلاقات الخارجية والداخلية.
علاقات الرياض – واشنطن في ظل حكم عبد الله
السفير الأمريكي السابق لدى الرياض، روبرت جوردان، يعتبر أن سلمان دبلوماسي. الملك الجديد، ورغم أنه لن يتبع كالأعمى كل ما تقوله واشنطن، إلا أنه مدرك تماما لأهمية الحفاظ على علاقات قوية مع الولايات المتحدة، كما قال جوردان لوكالة رويترز.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما ثمّن بدوره، عقب وفاة الملك عبد الله، العلاقات الأمريكية – السعودية، بقوله: "التقارب وقوة الشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية هو جزء من إرث الملك عبد الله".
أوباما كان حريصا دائما على بقاء العلاقة قوية مع الملك عبد الله. السفير الأمريكي السابق لدى الرياض، جيم سميث، وصف العلاقة بين الرجلين في حورا مع مجلة التايم: "أوباما تصرف باحترام مع الملك الأكبر سنا، والملك احترم موقع القوة وذكاء الرئيس (أوباما)".
توقعات باستمرار ذات السياسة نحو واشنطن
وفي ظل حكم الملك سلمان يُنتظر أن يتواصل تحالف البلدين في الحرب على التنظيم السني الإرهابي "الدولة الإسلامية"، خاصة مع ترقية الأمير محمد بن نايف إلى منصب ولي ولي العهد. وكما هو معلوم فالأخير هو مهندس الحرب السعودية على تنظيم القاعدة.
ويتوقع الخبير بالعلاقات السعودية الأمريكية، فهد ناصر استمرار العلاقات القوية بين البلدين في عهد الملك سلمان. وقال لصحيفة "ذي ناشونال" الإماراتية الصادرة بالإنكليزية: "أنتظر استمرارية في النهج في معظم جوانب السياسة الخارجية السعودية"، بحسب ناصر. "سيحاول الملك سلمان إضفاء طابعه على السياسة السعودية، ولكني لا أعتقد حدوث تغيير كبير في العلاقات مع الولايات المتحدة".