التوقيت الصيفي ..اضطرابات ومخاطر صحية تتجاوز ساعة زمن
٥ نوفمبر ٢٠٢١ما الفرق الذي من الممكن حقاً أن يسببه تأخير أو تقديم ساعة واحدة فقط في الوقت؟ الهاتف المحمول يكون هو المسؤول عن تغيير الوقت، فهل ينتهي الأمر بحصول المرء على ساعة إضافية مع انتهاء التوقيت الصيفي؟
يخضع نحو 1.5 مليار شخص حول العالم لمثل هذه التغييرات في الساعة كل عام. حتى ولو لم يلحظ المرء التغيير، فهناك العديد من الطرق التي من الممكن أن تؤثر على حياته بسبب ذلك، بداية من المضايقات البسيطة وصولاً إلى حدوث مشكلات صحية كبيرة.
تحذيرات من مخاطر التوقيت الصيفي
ويشار إلى أن العلماء لطالما حذروا من المخاطر الصحية المترتبة على استخدام التوقيت الصيفي، لدرجة أن هناك أبحاثاً تشير إلى تسجيل زيادة في حالات النوبات القلبية التي تحدث عندما يتم تقديم الساعة.
وسواء كان يتم تقديم أو تأخير الساعة، فإن الاضطراب الذي يحدث في الإيقاع الزمني البيولوجي للمرء، وما ينتج عنه من اضطرابات في النوم عندما تتغير الساعة، يُعتقد أنه يضع الجسم تحت ضغوط عديدة.
في أوروبا، يتم تأخير الوقت بواقع ساعة واحدة عند تمام الساعة الثالثة صباحاً، بينما في أمريكا الشمالية، يتم تأخير الساعة في كل منطقة، في الساعة الثانية صباحا. ويعني ذلك أن هناك ساعة واحدة تتضاعف أثناء الليل، أي أن اليوم يتحول إلى 25 ساعة.
وبعد انتهاء هذا اليوم المكوّن من 25 ساعة، يكون النهار أكثر سطوعاً في وقت مبكر من الصباح، بينما يكون الليل أكثر قتامة في وقت مبكر من المساء.
تاثير على الحالة المزاجية
وبداية، يكون الانتقال إلى التوقيت الشتوي أسهل إلى حد ما مما يحدث عندما يتم تقديم الوقت في فصل الربيع. ويقول الطبيب ألفريد فياتر، المتخصص في علاج مشاكل النوم، "إن ما يسمى بالتوقيت الشتوي يتوافق أيضاً مع ساعتنا الداخلية أكثر من التوقيت الصيفي". وبالإضافة إلى ذلك، يمكن للمرء أن ينام لمدة ساعة أكثر، وهذا أمر لا يتسبب في أي ألم أبداً.
وبشكل عام، يمكن تشبيه الإضطرابات الناتجة عن تغيير التوقيت في فصلي الربيع والخريف بالتأخر في الرحلات الجوية القصيرة. ويوجد اضطراب يتم في إيقاع الـ 24 ساعة، وهو الأمر الذي لا يؤثر فقط على سلوك النوم والاستيقاظ، لكنه يؤثر أيضاً على الحالة المزاجية وعلى التركيز والانتباه والوظائف الخضرية، بحسب فياتر.
ويعني التأثير على الوظائف الخضرية إمكانية تأثر وظائف النوم والحيض والأمعاء ونشاط المثانة والأداء الجنسي.
حلول بسيطة
ويقول فياتر إن "هذا التغير يعد مقلقاً بشكل خاص مع الاطفال الرضع الذين وصلوا لتوهم إلى إيقاع ثابت للنوم والاستيقاظ"، حيث أنهم ينزعجون بشدة من ذلك التغيير. وفي مرحلة الطفولة المتأخرة، تكون الاضطرابات قابلة للمقارنة مع البالغين. وعادة ما تستمر لمدة تصل إلى أسبوع، وفي أحيان نادرة تستمر لفترة أطول من ذلك.
ومن الممكن أن يؤدي التعديل البطيء إلى تسهيل تغيير الوقت على الآباء والأطفال. وينصح الطبيب فياتر، قائلاً: "ببساطة، إذهب إلى الفراش متأخراً قليلاً، بصورة تدريجية".
ويشار إلى أن البشر ليسوا فقط هم من يتعين عليهم أن يتكيفوا مع انتهاء التوقيت الصيفي. فعندما ينتهي التوقيت الصيفي في بعض البلاد، يتم ترك الملايين من الحيوانات الأليفة حول العالم، في انتظار لمدة ساعة أكثر، من أجل الحصول على طعامها.
وتوضح سارة روس، من مؤسسة "فور بوز" للرفق بالحيوان، أن معظم الحيوانات الأليفة تلاحظ في حال طرأ تغيير ما على روتينها اليومي، حيث توصي بتأخير مواعيد إطعام الحيوانات واصطحابها للتنزه وأوقات القيلولة، خلال الأيام التي تسبق تغيير التوقيت.
ويُعتبر أي تغيير بطيء أمراً منطقياً بالنسبة للحيوانات الأليفة التي يتم إعطاؤها الدواء في أوقات محددة. وتوضح خبيرة الحيوانات أن الموضوع ليس له علاقة إذا كان الامر متعلقا بكلب أو قطة: "حيث أن كيفية تعامل الحيوان الأليف (مع التغيير الذي يطرأ على روتينه اليومي) يتعلق بشخصيته الفردية وليس بنوعه".
ع.ح./و.ب (د ب أ)