"التوجه الجديد لسياسة برلين تجاه أنقرة ضروري ولا غنى عنه"
٢٠ يوليو ٢٠١٧أكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل اليوم الخميس (20 تموز/ يوليو) أن التوجه الجديد للسياسة الألمانية تجاه تركيا "ضرورية ولا غنى عنها". وكتب المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت باسم ميركل في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن الإجراءات التي عرضها وزير الخارجية الاتحادي زيغمار غابرييل تجاه تركيا تعد "ضرورية ولا غنى عنها في ظل التطورات الحالية".
وأعلن وزير خارجية ألمانيا سلسلة خطوات ضد تركيا ردا على احتجاز نشط حقوقي ألماني فيما يشير إلى موقف أكثر مواجهة مع تصاعد التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وقال غابرييل إن ألمانيا ستتحدث مع شركائها في الاتحاد الأوروبي عن ملف انضمام تركيا إلى التكتل، وأوضح أن برلين لم يعد بإمكانها ضمان استثمارات الشركات الألمانية في تركيا. وأضاف أنه يستبعد إجراء محادثات لتوسيع الاتحاد الجمركي مع تركيا كما أعلن تشديد مستوى التحذيرات من سفر الألمان إلى تركيا. وتابع "نحتاج أن نوجه سياساتنا حيال تركيا إلى مسار جديد... لا يمكن أن نستمر كما فعلنا حتى الآن. نحتاج أن نكون أوضح عما كنا حتى الآن حتى يفهم المسؤولون في أنقرة أن مثل هذه السياسات لن تمر دون عواقب".
وقال مارتن شيفر المتحدث باسم الخارجية الألمانية "بدا ضروريا ان تدرك الحكومة التركية فورا وبشكل مباشر استياء الحكومة الألمانية وعدم تقبلها، وبالتالي فإن توقعاتنا واضحة جدا في ما يتعلق بحالة بيتر ستودنر وهذه المرة من دون مجاملات دبلوماسية".
وقالت الوزارة في إرشادات معدلة بخصوص السفر لتركيا "نحث الأشخاص الذين يسافرون إلى تركيا لأسباب خاصة أو للعمل توخي المزيد من الحذر والتسجيل مع القنصليات والسفارة الألمانية حتى لو كانت الزيارات قصيرة".
وسبب غضب برلين هو ابقاء السلطات التركية الثلاثاء الناشط الألماني الحقوقي المعروف بيتر شتويتنر قيد الاعتقال. وكان تم توقيفه في 5 تموز/يوليو، مع ناشطين أتراك بينهم مديرة فرع منظمة العفو الدولية في تركيا اديل اسير، في ملتقى بوصفه مدربا.
المعارضة الألمانية تحث حكومة ميركل على تشديد الضغط على أنقرة
من جهته طالب رئيس حزب الخضر الألماني جيم أوزديمير الحكومة الاتحادية بالتأكيد على حمايتها منتقدي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في ألمانيا.
وقال أوزدمير اليوم الخميس في برلين إن حكومة برلين تصمت على محاولة تركيا توظيف الجمعيات والمساجد التركية لتبني سياسة الحكومة التركية. وأكد زعيم الحزب الألماني المعارض رغبته في الحصول على تأكيد من الحكومة الاتحادية في ألمانيا على أن المعارضين الأتراك آمنون في ألمانيا وعليهم آلا يخافوا من "الذراع الممتدة لأردوغان".
وأعلن أوزدمير عزمه تأسيس جمعية مشتركة "قريبا" بالتعاون مع مخرجي أفلام وفنانين وغير ذلك من الأتراك الذين يتخذون من ألمانيا منفى لهم وقال "أتطلع لإشارة تضامن بهذا الشأن من جانب الحكومة الألمانية".
يذكر أن محكمة في اسطنبول قضت أول أمس الثلاثاء بحبس ستة من نشطاء حقوق الإنسان، من بينهم شتويتنر، احتياطيا على ذمة التحقيق، مما أثار موجة غضب دولية. وكان قد تم القبض على النشطاء قبل أسبوعين خلال ورشة عمل في إسطنبول، ويتهمهم الادعاء العام التركي بدعم "تنظيم إرهابي مسلح"، في إشارة جماعة الداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بالمسؤولية عن محاولة الإنقلاب الفاشلة.
وبحسب معلومات الحكومة الألمانية، تم القبض على 22 مواطنا ألمانيا في تركيا عقب محاولة الانقلاب العسكري الفاشلة هناك قبل عام تقريبا، ولا يزال هناك تسعة منهم محتجزين حاليا.
ع.أ.ج/ م.س (د ب أ، رويترز، أ ف ب)