التوتر الديني يخيم على الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر
١١ سبتمبر ٢٠١٠يلقي التوتر الديني بظلاله على الذكرى التاسعة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول على الولايات المتحدة، حيث حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما قساً أمريكياً بالتخلي عن خططه حرق نسخ من المصحف الشريف. وناشد أوباما الأمريكيين أمس الجمعة احترام الحق "الأصيل" الخاص بالحرية الدينية، وقال إنه يأمل أن يتخلى القس عن خطط إحراق نسخ من المصحف، معتبراً أن "مثل تلك الخطوة من شأنها أن تلحق ضرراً شديداً بالولايات المتحدة في الخارج. وأغضبت الأنباء عن خطط القس حرق نسخ من المصحف المسلمين في أنحاء العالم وتسببت في احتجاجات عنيفة في أفغانستان قتل فيها شخص بالرصاص.
صدمة وعي أمريكية
ومن المقرر أن يتوجه أوباما اليوم إلى مقر وزارة الدفاع "البنتاغون" للمشاركة في إحياء ذكرى الهجمات تسببت بحدوث صدمة أمريكية، والتي نفذها متطرفون قاموا بخطف أربع طائرات مدنية. وصدمت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك بينما تحطمت ثالثة في البنتاغون في واشنطن وسقطت طائرة رابعة في طريقها في بنسلفانيا.
وأحيا هذه الصدمة مؤخراً الإعلان عن مشروع لبناء مركز إسلامي يضم مسجداً بالقرب من الموقع السابق للاعتداءات في نيويورك والمعروف بـ"غراوند زيرو"، الأمر الذي يعارضه ممثلو ذوي ضحايا الاعتداءات. وينوي أنصار ومعارضو مشروع بناء المسجد التظاهر في المدينة في وقتين مختلفين اليوم السبت، وسيشارك السياسي اليميني المتطرف في هولندا غيرت فيلدرز في تجمع المعارضين للمشروع.
أوباما: "لسنا في حرب على الإسلام"
وقال أوباما في مؤتمر صحفي بواشنطن دعا فيه إلى التسامح الديني إن "هذا سبيل لتعريض قواتنا وأبنائنا وبناتنا للخطر". وأضاف أنه يدرك "الحساسيات غير العادية" المحيطة بهجمات 11 سبتمبر/ أيلول، لكنه أشار إلى أنه ينبغي أن يكون من الممكن إنشاء مسجد أو أي بناء يمثل أي ديانة أخرى في مكان الهجمات.
واستطرد الرئيس الأمريكي قائلاً: "يمثل هذا البلد فرضية أن جميع الرجال والنساء خلقوا متساوين وان لديهم حقوق أصيلة. وأحد هذه الحقوق الأصيلة هو ممارسة شعائرهم الدينية بحرية. لسنا في حرب على الإسلام، نحن في حرب ضد المنظمات الإرهابية التي شوهت الإسلام وتستخدم زورا راية الإسلام". يُذكر أن تيري جونز، راعي كنيسة "مركز الحمائم للتواصل العالمي" في جينسفيل بولاية فلوريدا، تراجع عن تهديده بحرق مصاحف في ذكرى هجمات 11 سبتمبر أيلول، التي قتل فيها زهاء ثلاثة آلاف شخص.
تهديدات أمنية
وقبل يوم من الذكرى التاسعة للهجمات اليوم السبت حذر تقرير من أن الولايات المتحدة تواجه تهديداً متنامياً من متشددين محليين ومن "أمركة" قيادة القاعدة. وقدم رؤساء سابقون للجنة 11/9 التي درست هجمات عام 2001 في نيويورك وواشنطن تقريراً من 43 صفحة. ووصفوه بأنه تنبيه بشأن تطرف مسلمين في الولايات المتحدة وبشأن تغير إستراتيجية تنظيم القاعدة وحلفائه.
وقال التقرير، الذي نشره مركز سياسة الحزبين، الذي يتخذ من واشنطن مقراً له إن "التهديد الذي تواجهه الولايات المتحدة مختلف عما كان عليه الحال قبل تسع سنوات. كما جاء في التقرير: "يمكن القول إن الولايات المتحدة مختلفة قليلا عن أوروبا فيما يتعلق بوجود مشكلة إرهابية داخلية تضم مهاجرين ومسلمين من السكان الأصليين بالإضافة إلى الذين اعتنقوا الإسلام."
(ع.غ/ د ب أ/ رويترز/ أ ف ب)
مراجعة: لؤي المدهون