التوابل تساعد على فتح الشهية عند المسنين
٦ يوليو ٢٠١١من الممكن أن يظل المسنون يستمتعون بتناول شرائح اللحم اللذيذة أو أطباق الحساء الفاتحة للشهية أو الحلوى، فعلى الرغم من أن حاستي الشم والتذوق تتقلصان مع التقدم في العمر، لكن لا ينبغي على المرء تجاهل الأطعمة الصحية المتنوعة، وفقا لما يوصى به أطباء وخبراء تغذية. وتقول دوروتيا فولكرت، من معهد الطب الحيوي للمسنين التابع لجامعة ايرلانغن-نورنبيرغ الألمانية: "قد يكون من الضروري إضافة بعض الأعشاب والتوابل لهذه الأطباق بكميات أكبر من أي وقت مضى"، وتضيف بالقول: "حاستا الشم والتذوق مثلهما مثل سائر الحواس، فمن الطبيعي أن تختلف قوتهما تماماً من شخص إلى آخر. غير أن تراجع قوة الحاستين هو أحد الأعراض الطبيعية للشيخوخة، طالما أنه لم ينجم عن الإصابة بمرض أو لم يأت نتيجة لأثر جانبي لقرص دواء على سبيل المثال".
وتشير الجمعية الألمانية للتغذية في مدينة بون الألمانية إلى أن "عدد براعم التذوق في اللسان يتقلص مع التقدم في العمر. فبينما يتمتع الشخص البالغ بما يتراوح بين أربعة آلاف وستة آلاف برعم تذوق، يتراجع هذا العدد عند الأشخاص المسنين إلي ما يتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف برعم". بيد أن بعض خبراء الطهي يقولون إنه لا ينبغي أن يكون ذلك سبباً يدعو إلى الحد من قائمة أطباق الطعام التي تتناولها. عن ذلك تقول الطاهية الألمانية زيبيله شونبرغر: "أعارض تماماً فكرة تحديد وجبات خاصة للمسنين، المهم أن يبدو الطعام جيداً وله رائحة طيبة ونكهة لذيذة. الملح وحده لا يكفي". وتشير الطاهية الألمانية إلى أن المسنين يفضلون في الغالب الجبن ذا الرائحة الفواحة، "فكلما زادت قوة رائحته، زادت قوة مذاقه".
كبار السن أكثر عرضة لسوء التغذية أو الزيادة في الوزن
يتماشى ذلك مع خبرات فولكرت، التي تقول: "غالباً ما يكون مذاق الطعام سيئاً للغاية بالنسبة للمسنين. لذا ينبغي إضافة بعض التوابل إليه". وأوضحت قائلة: "إذا كان مذاق كافة الأطعمة التي تتناولها مجرد مذاق عادي خال من النكهات، لن تتولد لديك الرغبة في تناول الطعام، وقد تكون العواقب ذات يوم هي سوء التغذية أو نقص التغذية. لذا يجب على المقربين من المرء أن ينتبهوا لذلك".
وعند الشك في حالة الشخص المسن الصحية، فإن الأمر يستلزم استشارة طبيب ممارس عام. ويوضح بيتر غروته، من الرابطة الاتحادية لمؤسسات الخدمات الاجتماعية الخاصة: "ثمة كثير من المسنين يتناولون كميات كبيرة للغاية من الحلوى، نظرا لأن حاسة التذوق لديهم تكون أكثر قدرة على تمييز الحلويات. لكن العاقبة وخيمة، حيث يؤدي ذلك أحياناً إلى زيادة مفرطة في الوزن".
أسباب عدة لتراجع حاستي الذوق والشم
وتمثل الرابطة الاتحادية ما يقرب من 3100 عيادة خارجية وأكثر من 3400 مؤسسة رعاية للمرضى داخل المستشفيات، حيث يشمل ذلك مئات الآلاف من المرضى. وتشير فولكرت إلى أن أسباب حدوث قصور في حاستي الشم والتذوق أو تقلص قوتهما، غير الشيخوخة ، قد تتمثل في الإصابة بمرض، لاسيما الخرف (ألزهايمر) بشكل خاص، أو تناول بعض الأدوية.
وتقول الخبيرة الألمانية: "كلما زادت الأدوية، زاد الخطر"، مشيرة إلى أنه من المنطقي في هذه الحالة استشارة الطبيب المعالج والتحقق مما إذا كان من الممكن التوقف عن تناول الدواء الذي يسبب ذلك. وتقول فولكرت: "في حالة الإصابة بالخرف، فإن تراجع قوة حاسة الشم يحدث غالباً قبل موعده المعتاد". ويجعل ذلك من دعم الحواس من خلال التغذية أمراً أكثر أهمية من أي وقت مضى. وتؤكد على ضرورة أن يحافظ المسنون على تناول وجبات متوازنة غنية بالفيتامينات والنكهات. كما توصي الجمعية الألمانية للتغذية بأهمية "تنوع أساليب الطهي أو إعداد وجبات جديدة لأن ذلك يمكن أن يؤثر إيجاباً على حاسة التذوق".
(ع.غ/ د ب أ)
مراجعة: سمر كرم