التعاون بين برلين والرباط.. أمن واستخبارات وهيدروجين أخضر
٢٨ يونيو ٢٠٢٤ذكر تقرير إخباري أن المدير العام للأمن الوطني المغربي، عبد اللطيف حموشي، قام بزيارة عمل، بداية الأسبوع الجاري، إلى ألمانيا، بحث خلالها التعاون الأمني والتعاون الاستخباراتي بين البلدين، وذلك في خضم تزايد تحديات أمنية إقليمية ودولية تعتمل بقوة بين قارتي إفريقيا وأوروبا وحوض المتوسط.
وقالت صحيفة "هسبريس" المغربية، على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة (28 حزيران/يونيو 2024): "بحسب المعلن ضمن مخرجات الزيارة، ناقش المسؤول الأمني المغربي خلال زيارته مع مسؤولي كل من الشرطة الفيدرالية والمكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية "سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات الأمنية، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وتأمين التظاهرات الرياضية الكبرى.
وأضافت أنه طيلة ثلاثة أيام، جمعت "لقاءات عمل" حموشي بمسؤولين ألمان بارزين في مختلف الفروع الأمنية والجنائية، على رأسهم ديتر رومان، رئيس الشرطة الفيدرالية الألمانية، وهولغر مينش، رئيس المكتب الفيدرالي للشرطة الجنائية، دون إغفال ملاقاة المسؤولين الأمنيين الألمان المتخصصين في مكافحة الإرهاب والأمن الرياضي.
وكانت مكافحة التهديد الإرهابي نقطة أخرى مهمة في التعاون الأمني بين الرباطوبرلين تعززت بـ"زيارة خاصة" للوفد المغربي إلى مقر المركز المشترك لمكافحة الإرهاب بمدينة برلين، اطلع خلالها على آليات عمل المركز في التنسيق بين مختلف أجهزة الأمن الألمانية، وسبل التعاون الممكنة في هذا الإطار مع مصالح الأمن المغربية في مجال مكافحة مخاطر التهديد الإرهابي في بعده العابر للحدود الوطنية.
ووفق تقرير الصحيفة، لم يخل برنامج الزيارة من "استعراض أشكال التعاون الممكنة بين المغرب وألمانيا في مجال الأمن الرياضي، وآليات تبادل الخبرات والمساعدة التقنية بين الجانبين في تأمين التظاهرات الكبرى"، مع الاطلاع على "الترتيبات الأمنية ومعايير الأمن والحماية التي تطبقها شرطة مدينة برلين لتأمين فعاليات يورو 2024، التي تحتضن دورتها الحالية ملاعب ألمانيا".
يشار إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد أعلن في تشرين الأول/أكتوبر الماضي اختيار المغرب وإسبانيا والبرتغال لاستضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2030.
تحالف للمناخ والطاقة
قالت وزارة التنمية الألمانية اليوم الجمعة إن ألمانيا اتفقت مع المغرب على تشكيل تحالف للمناخ والطاقة لدعم التوسع في الطاقة المتجددة وإنتاج الهيدروجين في المغرب.
وتسعى ألمانيا إلى تعزيز اعتمادها على الهيدروجين في مزيج الطاقة في المستقبل بهدف خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بالقطاعات الصناعية الملوثة التي لا يمكن تحويلها إلى العمل بالكهرباء مثل صناعة الصلب وإنتاج المواد الكيماوية. وسيتعين على برلين استيراد ما يصل إلى 70 بالمئة من احتياجاتها من الهيدروجين في المستقبل، إذ يهدف أكبر اقتصاد في أوروبا إلى الوصول بمستوى الانبعاثات إلى الصفر بحلول 2045، لكنه يفتقر إلى المساحة والظروف اللازمة لإنتاج كميات كبيرة من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.
وقالت وزيرة التنمية الألمانية سفينيا شولتسه، التي وقعت على إعلان التحالف مع وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة ببرلين، في بيان "المغرب يتمتع بأفضل الظروف الملائمة لتحول الطاقة وإنتاج الهيدروجين الأخضر. وألمانيا تريد استيراد الهيدروجين". وأضافت شولتسه أن اقتصاد الهيدروجين الأخضر الجديد يجب أن يكون عادلاً ويختلف عن الاقتصاد القائم على الوقود الأحفوري. وقالت الوزيرة "نريد أن نفعل ذلك على نحو عادل وعبر شراكة، ليتمكن المغرب أيضاً من تعزيز تحوله في مجال الطاقة والحصول على نصيبه العادل في سلاسل القيمة المستقبلية".
وذكرت التنمية المغربية إن أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في مدينة ورزازات بجنوب المغرب أُنشئت بدعم ألماني، مضيفة أن برلين تشارك أيضاً في بناء أول محطة تجريبية للهيدروجين الأخضر في المغرب. وأضافت الوزارة أن المحطة من المتوقع أن تنتج نحو عشرة آلاف طن من الهيدروجين سنوياً، وهو ما يكفي لإنتاج 50 ألف طن من الصلب المُنتج باستخدام طاقة نظيفة، والذي يطلق عليه اسم الصلب الأخضر.
ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة التنمية الألمانية حول الجدول الزمني المتوقع لإنتاج الهيدروجين وتصديره إلى ألمانيا أو الوسائل المقررة لنقله إليها.
وتوقعت الوزارة المغربية مزيداً من الاستثمارات في إطار التحالف الألماني المغربي الجديد للمناخ والطاقة.
خ.س/ع.ش (د ب أ، رويترز)