1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التعاون التونسي الالماني : دورة تدريبية في مجال الاعلام الاذاعي

١٢ مايو ٢٠١١

بسقوط النظام الدكتاتوري في تونس تحررت المؤسسات الاعلامية من كافة القيود التي كانت مفروضة عليها. وتبدو الخطى متسارعة اليوم لكسب رهان تغطية اعلامية ناجحة لانتخابات المجلس التأسيسي المزمع اجراؤها في يوليو القادم.

https://p.dw.com/p/11F0J
ورشة تدريب الصحفيين التونسيين، والزميلة كارين دبراباندير من أكاديمية دويتشه فيله على يمين الصورةصورة من: Rudiger Maack

انطلاقا من هدف ضمان تغطية اعلامية ناجحة لانتخابات المجلس التأسيسي يشهد الوسط الاعلامي في تونس حركة كبيرة من خلال العديد من برامج التعاون الاعلامي منها التعاون بين تونس والمانيا.

وفي هذا الاطار عقدت اكاديمية دويتشه فيله الاعلامية بالتعاون مع منظمة فريدريش ايبرت خلال الاسبوعين الاخيرين دورة تدربية للصحافيين في مجال الاعلام الاذاعي حول موضوع "التغطية الاعلامية لانتخابات المجلس التاسيسي "، واكتساب الآليات المهنية لانجاح هذه المحطة الانتخابية من خلال اعلام حر ومستقل بعيدا عن مظاهر التعتيم التي عاشها الصحافيون في تونس خلال ال 23 سنة الأخيرة التي سجلت غياب الحرية والشفافية.

Journalisten DW Akademie Hauptstraße Habib Bourguiba in Tunis
بعض الصحفيين المشاركين في الدورة التدريبية خلال تطبيق العملصورة من: Carine Debrabandere

موقع دويتشه فيله ارتأ استكشاف وجهات نظر المتدربين والمدربين من كافة المؤسسات الاذاعية في كافة مناطق الجمهورية التونسية تجاه هذا النوع من المبادرات ضمن التعاون الاعلامي، وما يمكن أن تحمله من قيمة مضافة للصحافي التونسي.

عائدة بوقرة صحافية بإذاعة قفصة الجهوية التي تبث من الجنوب التونسي واكبت ورشة العمل في اكاديمية الدويتشه فيله، وقالت لموقع دويتشه فيله في هذا السياق :"لقد منحتنا الورشة فرصة للاطلاع على طريقة عمل راديو دويتشه فيله الذي يختلف عنا من حيث آليات العمل .انها فرصة لاقامة المقارنة بين ما اكتسبناه وما يمكن ان نطوره في مسيرتنا المهنية بعد ان اصبحنا ننظر لوظيفتنا في المجتمع كإعلاميين بطريقة مختلفة…".

كما تؤكد عائدة ان الوضع الراهن يستدعي مثل هذه الدوراة التدريبية، لأن الصحافي التونسي لم يمر عبر مسيرته المهنية سابقا بأي انتخابات ديمقراطية، فالعمل الاعلامي كان مرتكزا على الحزب الواحد ولم تتوفر فيه ظروف العمل باستقلالية، لكن توقعات الجمهور المتلقي بعد الثورة أصبحت كبيرة، كما باتت مهمة ارضائه صعبة. لذلك ترى عائدة أن تغيير اسلوب عمل الصحافي كفيل بإعادة الثقة في وسائل الاعلام التونسية التي فقدت بريقها على امتداد سنوات حكم الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي .

لكن عائدة تعيب على هذه الورشة قلة الصحافيين الذين تابعوا فعاليات الدورة التدريبية التي تتزامن مع الكثير من الدورات التي تنظمها العديد من المؤسسات الاعلامية التونسية والدولية.

يجب الخروج من التقوقع عند الصحافيين التونسيين

كارين دبراباندير، مدربة في اكاديمية الدويتشه فيله تابعت مع سبعة صحافيين من الراديو اسبوعين من التدريب، وهي تقول لموقع دويتشه فيله متحدثة عن انطباعاتها:"كان لدينا فريق عمل غير متجانس، والواضح ان الصحافيين في تونس يحتاجون الى مثل هذه المبادرات التدريبية، ذلك انهم كانوا مغيبين عن العمل الحر طوال سنوات رغم ان التكوين في معهد الصحافة جيد ."

و تضيف كارين دبراباندير أن صحافة الاستقصاء هي التوجه الذي يجب العمل على تطويره في تونس بحكم ان الوضع السياسي لم يكن يسمح للاعلامي بالتقصي والبحث. وما دامت كل السبل مفتوحة الآن فلا بد من تغيير العقلية والغوص أكثر في البحث عن ممارسة حقيقية للصحافة بشتى مجالاتها وأشكالها الجمالية التي تمكن من افادة المتلقي وشد اهتمامه. ولعل التحدي الأكبر هنا على حد تعبير كارين هو كسب مرحلة الانتخابات القادمة، والاستفادة من هامش الحرية والاستقلالية اللتين أصبح ينعم بهما الاعلامي في تونس.

Symbolbild Unruhen in Tunesien
تونس تتهيأ لانتخابات المجلس التأسيسيصورة من: dpa/DW-Fotomontage

اما روديغير ماك المدرب في اكاديمية دويتشه فيله، فهو يقول في ذات السياق :"لسنا هنا لترسيخ مثال غربي في التعاطي مع الانتخابات الديمقراطية، وايصاله للمتدربين بطريقة جافة، نحن هنا لنتفاعل مع الصحافيين التونسيين ونعيش معهم صحوة اعلامية ضمنتها الثورة التونسية. اعتمدنا اسلوب التبادل في الخبرات و التجارب و تعلمنا من الصحافيين الكثير من الاشياء المرتبطة بثقافة عربية لها خصوصياتها الاعلامية حتما، لكننا نلتقي في مهنتنا في مناهج العمل الاعلامي وأخلاقيات المهنة، وهي مسائل مشتركة بين صحافيي العالم كله... "

التغطية الاعلامية الجيدة، معيار نجاح محطة الانتخابات

"من الطبيعي أن نظرتي و طريقة عملي خلال الانتخابات القادمة ستختلف عما عشته سابقا بعد هذه الدورة التدريبية التي أرى فيها ضرورة لاكتساب آليات عمل اعلامي فيه ابداع واستقلالية ": هذا ما استخلصته ريم دريدي المتدربة في اكاديمية دويتشه فيله و مراسلة راديو الرياض في تونس.

ريم مقتنعة أن نجاح انتخابات المجلس التأسيسي رهينة بنجاح الاعلاميين التونسيين في تغطيتها في شفافية مطلقة والتحرر من عقلية الحزب الواحد التي مارسها الاعلاميون لنحو خمسين سنة مضت.

و تضيف ريم دريدي في حديث معها لموقع دويتشه فيله :" الساحة الاعلامية اليوم في حالة مخاض عسيرة ومثل هذه الدورات التدريبية ضرورية لارتقائنا بمهنتنا واستعادة مكانتنا، لأنني أعتقد بأن الاستقلالية والحرفية عند الاعلاميين مسؤوليتنا وأولويتنا ولن يهبها لنا أحد بعد اليوم، ... "

اما رشيد حسني، وهو صحافي تونسي مستقل لم يتمكن في الماضي من متابعة ورشات اعلامية من هذا النوع، ولذلك فقد وجد متعة كبيرة ضمن أول تجربة في عالم الراديو من خلال ورشة اكاديمية دويتشه فيله .

وصرح رشيد حسني قائلا:"كلنا درسنا النظريات الكبرى للصحافة والاعلام، ولكن ما كان ينقصنا و ما منحتنا اياه الدورة التدريبية التي تعقدها اكاديمية الدويتشه فيله هو منهج العمل وبلورة الأفكار، والتوجه نحو العمل الميداني الثري الذي يقترب اكثر من المواطن التونسي و مشاغله سواء منها السياسية أو الاجتماعية او الثقافية ..."

و يؤكد رشيد حسني الصحافي المستقل أن العيب في تونس هو ان التدريب عنصر حيوي مهمل، بالرغم من أن مثل هذه الورشات هي الكفيلة بتطوير معرفة الصحافي وممارسته المهنية.

مبروكة خدير ـ تونس

مراجعة: محمد المزياني

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد