علاقات الإنترنت..حب من "ثاني" نظرة!
١٩ مارس ٢٠١٦يلعب الشكل الخارجي دورا مهما في انطلاق شرارة الإعجاب في بداية التعارفـ،، فملامح الوجه والإطلالة العامة تحدد في البداية فرص العلاقة. ينطبق هذا الأمر على العلاقات التي تبدأ بالصدفة أو المرتبة عن طريق الاهل، لكن الأمر يختلف قليلا بالنسبة للتعارف عبر الإنترنت الذي يقدم بدائل أكثر.
ومع انتشار مواقع التعارف على الإنترنت في مختلف دول العالم، يجلس ملايين الناس أمام شاشة الكمبيوتر ويتنقلوا من صفحة لأخرى بهدف واحد وهو العثور على صورة تشد انتباههم وتدفعهم باتجاه التعارف على هذا الشخص، ولكن السؤال هنا، إلى أي مدى يمكن الوثوق في تقييمنا لدرجة جاذبية الصور في تلك المواقع؟
للإجابة على هذا السؤال بشكل علمي، أجرى فريق بحثي أسترالي تجربة لمعرفة ما يدور في عقولنا في هذا الجزء الصغير من الثانية الذي نحكم من خلاله على جاذبية شخص ما من خلال صورته عبر الإنترنت.
وركزت الدراسة التي نشرها موقع "scienxx " الألماني على خلق مناخ مشابه لما يحدث يوميا عبر مواقع التعارف، من خلال عشرات الصور التي تمر سريعا على المشاركات في التجربة. وعرض الباحثون على الطالبات المشاركات في التجربة 30 صورة لرجال وضعوهما على مواقع التعارف. وجرى عرض كل صورة على المشاركات عشر مرات خلال التجربة وبالتالي كان عليهن اتخاذ 300 قرار حول جاذبية كل من هذه الوجوه.
وتم عرض كل صورة لمدة 300 ميلي/ ثانية قبل تحديد ما إذا كان صاحب الصورة يتمتع بالجاذبية أم لا. وفي الجزء الثاني من التجربة كان على المشاركات اختيار أكثر 15 صورة جذابة ضمن مجموعة صور تم تقييمهن سابقا من مشاركات أخريات.
وخلصت النتيجة إلى أن تقييم النساء لجاذبية كل صورة يتأثر بشدة بتقييمهن للصورة السابقة، فالرجال الذين حصلوا على تقييم إيجابي في التجربة جاءوا دائما بعد صور حاصلة أيضا على تقييم إيجابي، أما بالنسبة لصاحب الصورة الذي عرضت صورته بعد رجل حصل على تقييم سلبي، فلم تكن لديه أي فرصة. وتكررت هذه الظاهرة بشكل ملفت للانتباه في الجزء الثاني من التجربة أيضا.
وقالت المشرفة على الدراسة، جيسيكا توبرت من جامعة سيدني في تصريحات نقلها موقع "scienxx": تظهر هذه النتائج أن قراراتنا ليست مستقلة" مشيرة إلى أن تقييمنا لجاذبية وجه معين يعتمد بصورة كبيرة عن انطباعنا عن صورة سلفه.
ورجح الباحثون وجود عامل نفسي يؤثر على الحكم على درجة الجاذبية في هذه الحالة، ألا وهو المحيط الذي نعيش بداخله ودرجة جاذبية أطرافه.
وإذا طبقنا هذه النتائج على من يبحثون عن شريك الحياة عبر الإنترننت فسنخلص إلى أن الحب عبر الإنترنت هو في الأغلب "حب من النظرة الثانية".
ا.ف/ع.ج.م DW