البيت الأبيض: أوباما سيحدد قراره بشأن سوريا "وفقاً للمصالح الأميركية"
٣٠ أغسطس ٢٠١٣أعلن البيت الأبيض ليل الخميس (29 آب/ أغسطس 2013) أن الرئيس باراك أوباما سيتخذ القرار بشأن الرد على استخدام أسلحة كيماوية في سوريا على أساس مصالح الولايات المتحدة لكن واشنطن ستواصل التشاور مع بريطانيا بعد أن رفض برلمانها اقتراحاً يدعم عملاً عسكرياً.
وقالت كيتلين هايدن المتحدثة باسم البيت الابيض في بيان "نحن على علم بنتيجة الاقتراع الذي اجري في برلمان المملكة المتحدة الليلة. الولايات المتحدة ستواصل التشاور مع حكومة المملكة المتحدة.. أحد أوثق حلفائنا وأصدقائنا".
وأضافت قائلة "الرئيس أوباما سيسترشد في اتخاذ القرار بما يحقق أفضل مصالح الولايات المتحدة. هو يعتقد أن هناك مصالح أساسية للولايات المتحدة في خطر وأن الدول التي تنتهك الأعراف الدولية فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية يجب محاسبتها".
وبعد خسارة حكومة رئيس الوزراء البريطاني على نحو غير متوقع اقتراعاً مهماً في البرلمان حول المشاركة في أي تدخل عسكري ضد سوريا قال وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند ليل الخميس إن بلاده لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سوريا بعد أن خسرت الحكومة. وأبلغ هاموند برنامج (نيوز نايت) لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): "كنت آمل في أن تنجح حججنا لكننا نتفهم أنه يوجد قدر هائل من الارتياب بشأن التورط في الشرق الأوسط".
وقال الوزير البريطاني إن الولايات المتحدة، وهي حليف رئيسي، ستشعر بخيبة أمل أن بريطانيا "لن تشارك". وأضاف قائلاً "لا أتوقع أن عدم مشاركة بريطانيا سيوقف أي عمل".
انصياع لإرادة البرلمان
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد خسر ليل الخميس (29 آب/ أغسطس 2013) اقتراعاً برلمانياً رمزياً لكنه مهم كان يهدف إلى تمهيد الطريق أمام بريطانيا للانضمام إلى ضربة عسكرية ضد سوريا. ورفض مجلس العموم مذكرة تقدمت بها الحكومة بعدما صوت ضدها 285 نائباً مقابل 272 أيدوها.
وفي ضوء ذلك قال رئيس الوزراء البريطاني إنه "من الواضح" أن هناك رفضاً من جانب الشعب البريطاني والبرلمان للتدخل العسكري في سوريا. وقال كاميرون لمشرعين: "من الواضح لي أن البرلمان البريطاني، في تجسيد لآراء الشعب البريطاني، لا يرغب في أن يقوم الجيش البريطاني بإجراء"، وأضاف: "لقد فهمت ذلك، وستعمل الحكومة بناء على ذلك".
وكان كاميرون قد دعا برلمان بلاده الخميس إلى تأييد عملية عسكرية ضد سوريا، وذلك رغم إقراره بأنه ليس هناك دليل قاطع بأن النظام السوري نفذ هجمات بالأسلحة الكيماوية. ورغم ذلك، أضاف كاميرون: "هناك كمية هائلة" من الأدلة الأخرى ضد النظام في حين أن قوات المعارضة لا تمتلك هذه الأسلحة، ولا يوجد لديها أنظمة الإطلاق لتنفيذ مثل تلك الهجمات.
من جانب آخر أعلن متحدث باسم الأمم المتحدة الخميس أن المفتشين الأمميين جمعوا "كمية" من العينات تتصل بالهجوم الكيميائي الذي خلف مئات القتلى في سوريا في 21 أب/ أغسطس وسيقدمون "تقريراً شفوياً" إلى الأمين العام بان كي مون فور عودتهم إلى نيويورك. وسترسل العينات التي جمعها المحققون من المواقع التي زاروها إلى مختبرات في أوروبا لتحليلها، وذلك التزاماً بالآلية الملحوظة في معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية.
الخضر يحثون على استخدام "الاواكس" ضد سوريا
وفي ألمانيا أصر حزب الخضر على موافقة برلمان البلاد "البوندستاغ" على استخدام طائرات الإنذار المبكر "الاواكس" الاستطلاعية في العمليات التي قد تشن على أهداف داخل سوريا. وتشغل بعض الأطقم التابعة للجيش الألماني جزئياً العمل على هذه الطائرات. وقال خبير الدفاع الألماني أوميد نوريبور من حزب الخضر في تصريحات لصحيفة "راينيشه بوست" في عددها الجمعة: "إذا قامت فرق جوية تابعة للجيش الألماني بتشغيل طائرات الاواكس، يجب على الحكومة الألمانية الحصول مسبقاً على موافقة البرلمان".
"حكومة الأسد استخدمت أسلحة كيماوية"
من جانب آخر قال عضو بمجلس النواب الأمريكي لرويترز إن مسؤولين بإدارة الرئيس باراك أوباما أبلغوا أعضاء بمجلس الشيوخ في مؤتمر بالهاتف يوم الخميس أنهم ليس لديهم "أي شك" في أن أسلحة كيماوية استخدمت في سوريا وأن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد هي التي استخدمتها.
وأضاف اليوت انجيل، أبرز الأعضاء الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، أن مسؤولين بارزين في إدارة أوباما أشاروا إلى أدلة من بينها "اتصالات بين مسؤولين سوريين على مستوى عال جرى اعتراضها" وقالوا إنهم شاهدوا تحركات للأفراد حول دمشق بما يشير إلى "الاستعداد لعمل ما كبير مثل هجوم كيماوي".
وكانت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي والتي تتمتع بحق النقض (الفيتو) قد عقدت مجدداً بعد ظهر الخميس جلسة مشاورات مغلقة في نيويورك تتناول الملف السوري، وفق ما أفاد دبلوماسيون. وكان سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا قد اجتمعوا الأربعاء من دون أن يتوافقوا على مشروع قرار يجيز تدخلاً عسكرياً في سوريا مع استمرار رفض موسكو وبكين هذا الأمر.
وسيواصل السفراء مناقشة مشروع القرار البريطاني الذي يبرر تدخلاً عسكرياً ضد النظام السوري رداً على استخدامه المفترض لأسلحة كيماوية ضد سكان مدنيين. وانتهى الاجتماع مساء الخميس دون التوصل إلى إجماع بشأن أي خطوة تجاه سوريا. وأعلنت الحكومة البريطانية أن مشروع القرار يجيز اتخاذ "كل التدابير الضرورية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة بهدف حماية المدنيين من الأسلحة الكيماوية" في سوريا.
ومن جهته أكد الرئيس السوري باشر الأسد الخميس عزم بلاده على "الدفاع" عن نفسها في وجه أي ضربة عسكرية في أعقاب اتهام دول غربية له باستخدام السلاح الكيماوي. وكانت صحيفة "الأخبار" اللبنانية المعروفة بقربها من النظام السوري نقلت عن السد قوله لقياداته أن الضربة في حال حصولها ستكون "مواجهة تاريخية سنخرج منها منتصرين". وأكد مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس الخميس أن الجيش النظامي يتحضر لـ"السيناريو الأسوأ".
من جهة أخرى، انضمت كنائس الشرق الأوسط إلى بابا الفاتيكان فرنسيس في رفض التدخل العسكري في سوريا معتبرة أن تدخلاً من هذا النوع سيعيد التجربة المأسوية للتدخل العسكري في العراق قبل عشر سنوات.
وأكد البابا فرنسيس مجدداً موقفه هذا لدى استقباله الخميس العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني. وجاء في بيان صادر عن الفاتيكان في ختام اللقاء أن "طريق التفاوض والحوار هي الخيار الوحيد" بالنسبة إلى الفاتيكان والأردن.
ح.ع.ح/ م.س، ع.غ (د أ ب، رويترز، أ ف ب)