البيانات الرقمية على لوحات فنية تكشف أسرار الواقع
٣٠ نوفمبر ٢٠١٣يخوض الفنان جوناثان هاريس تجربة فريدة من نوعها في استخدام البيانات الرقمية الكبيرة في الفن المعاصر الذي يندرج ضمن مشروع "WeFeelFine.org " في لوحاته الفنية. ويرسم هاريس بلمسة إبداعية حركة تنقل البيانات التي تحدث بين شبكة الانترنت وجهاز الكمبيوتر مضفية بريقا خاصا على هذه البيانات غير المألوفة للناظرين.
وتحظى هذه اللوحات باهتمام كثير من قبل محبي الفن المعاصر كما فتحت أعين الآخرين على فن البيانات الكبيرة ومهدت الطريق لطفرة جديدة كاملة من المواهب الفنية من وحي البيانات.
يقول بيتر كريستمان الخبير التقني ومنظم معرض فن البيانات الكبيرة ميونخ ابتداءا من 28 نوفمبر من العام الجاري "إن كمية البيانات الهائلة والمعلومات المصنفة مثل الإحصاءات والتغريدات، لها دور مهم في فهم العالم المحيط بنا وبذات الوقت هي فن جميل، مضيفا أن البيانات الكبيرة تعتبر جزءا من حياتنا مازلت توجد بصمة رقمية ومن الصعب نسيانها".
وأشار كريستمان في حديث مع DW ليلة افتتاح معرض " كريتيف لوفت غاليري" إلى أن معظم الناس ليس لديهم علاقة حقيقية مع البيانات، ولكن التخيلات العالقة في أذهان الناس حولها متعلقة بإدوارد سنودن وأنغيلا ميركل وأيضا وكالة الأمن القومي الأمريكي، لذلك فان هذا الفن يقدم عرضا جديدا مختلفا عن الانطباع السائد عن البيانات.
البيانات: فن أم سياسة؟
البيانات الكبيرة لها طابع سياسي وثورة البيانات زادت المخاوف حول الخصوصية الشخصية وتصاعدت مؤخرا بعد أنباء فضائح تجسس المخابرات الأمريكية على دول أوروبية، والتساؤلات مازلت قائمة حول قدرة البيانات على تحرير نفسها من هذه الوصمة التي ارتبطت بها في البعد السياسي.
ويعتبر المشارك في معرض "كريتيف لوفت" الفنان ديريك كريكر "أنه من غير المنطقي أن نتحدث عن البيانات من دون السياسة، فالبيانات مثل الفن بحاجة الى مضمون حتى تكون منطقية وأحيانا يكون المضمون سياسيا، لا يمكن فصل الاثنين".
ويستخدم الفنان ديريك كريكر الأحرف بأنواع وأشكال مختلفة في أعماله الفنية معتمدا بذلك على الآلة الكاتبة القديمة ويظهر هذا العمل عن مجموعة البيانات الرقمية كلوحة فسيفساء تتناغم فيها الكلمات مع الحبر المستخدم.
ويشارك الفنان الأمريكي راي مور في المعرض بتقديم اعمال الفنية التي لا تقتصر على البيانات ولكن تحمل رسائل سياسية ، ومن إحدى أعماله مسدس على وسادة يقبع امام شاشة عرض لنصوص دينية.
ويقول مور "أن الهدف من مثل هذه الاعمال هو تأجيج النقاش حول قضايا الدين والأمن والعنف المسلح في المجتمع الامريكي". مضيفا ان لها صلة في النقاش الدائر حول البيانات الرقمية والخصوصية، متمنيا أن يتفاعل الناس بشكل جيد مع البيانات.
ويختتم القول:" نعيش في زمن حيث المال والمصالح الكبيرة تحكم العالم، يتحدثون عن الأمن، ولكن الثمن هو الحرية. هناك مجال كبير لأي شخص يرغب في انتقاد السلطة والشركات التجارية العملاقة، والبيانات هي من ضمن تلك الوسائل".