البنك الدولي يحذر من أسوأ ركود اقتصادي عالمي منذ الكساد الكبير
١٠ ديسمبر ٢٠٠٨في تقريره للتوقعات الاقتصادية العالمية لعام 2009، خفض البنك الدولي يوم أمس الثلاثاء (9 ديسمبر/ كانون الأول) توقعاته مجددا بشأن النمو، محذراً في الوقت نفسه من احتمال تعرض العالم إلى أسوأ حالة ركود اقتصادي منذ الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي، حيث تعصف الأزمة المالية الحادة بالاستثمار العالمي مع انخفاض أسعار السلع بشكل كبير، ما يلحق أضرارا بالغة بصادرات الدول الفقيرة.
وخفض البنك الدولي تقديراته السابقة بشأن نمو الاقتصاد العالمي إلى 2.5 في المائة لعام 2008 و0.9 في المائة لعام 2009؛ أي أقل من 3 في المائة وهو الحد الفاصل بين النمو الاقتصادي العالمي والانكماش.
من جانبه قال كبير المحللين الاقتصاديين في البنك الدولي، جاستين لين، عقب صدور التقرير السنوي حول الاقتصاد العالمي: "من المتوقع أن ينجم عن الأزمة المالية أسوأ حالة ركود يشهدها العالم منذ الكساد الكبير الذي حدث خلال ثلاثينيات القرن العشرين"، حسب ما نقلته الوكالة الألمانية. وحث لين الدول القادرة على زيادة الإنفاق الحكومي على استخدامه لتعزيز الطلب الداخلي، لكنه نبه أن على الدول الغنية الاستثمار في مشروعات تؤدي إلى حدوث نمو على المدى البعيد مثل مشروعات الطاقة النظيفة وتطوير البنية التحتية.
تأثيرات سلبية على اقتصاديات الدول الصاعدة...
وذكر البنك الدولي أن التباطؤ الاقتصادي الحالي استمر طويلا، وامتد أثره بصورة أكبر من حالات الركود التي حدثت في العقود السابقة، ما أدى إلى حدوث انكماش اقتصادي في معظم الدول المتقدمة وتباطؤ حاد في اقتصاديات الدول الصاعدة. وذكرت البنك عدد من الأمثلة على مؤشرات التباطؤ الحاد؛ من ضمنها توقع انخفاض حجم التجارة العالمية بنسبة 2.5 بالمائة عام 2009، وهو أول انكماش في حجم التجارة منذ عام 1982. بالإضافة إلى ذلك من المتوقع هبوط معدل الاستثمار العالمي بنسبة 50 بالمائة عام 2009 مقارنة بعام 2007.
... والدول الصناعية الغنية
كما قال البنك الدولي إنه ثبت أن كل الدول عرضة للتأثر بالأزمة المالية وأن اقتصاديات دول أوروبا والولايات المتحدة واليابان تمر بمرحلة انكماش اقتصادي بالفعل، كما أن معدل النمو في العالم النامي سوف ينخفض ليصل إلى نسبة 4.5 في المائة عام 2009 مقابل 7.9 في المائة في 2007. وجاء في تقرير البنك إن الارتفاع القياسي في أسعار الطاقة والغذاء والمعادن خلال النصف الأول من عام 2008 أدى إلى تراجع ما بين 130 إلى 155 مليون شخص إلى ما دون خط الفقر، حيث تكافح الأُسر لتأمين الحصول على الغذاء والوقود. غير أن الانخفاض الحاد في أسعار السلع منذ صيف 2008 أضر بصادرات الدول الفقيرة وزاد من حدة حالة الركود العالمي. وتوقع البنك أن تتراوح أسعار النفط عند 75 دولارا للبرميل عام 2009. يذكر أن سعر النفط الخام تراجع حالياً إلى أقل من 40 دولارا للبرميل.