"البرنامج" - متنفس للحرية في مشهد ذي لون واحد
حافظ باسم يوسف في "البرنامج" على أسلوبه الساخر من السياسة والمشهد الإعلامي منذ عودته للبث قبل أسابيع. وبعد أن كان مرسي محل انتقاداته، صار السيسي والمبالغة في تأييده مادته الرئيسية، ليشكل بذلك الاستثاء في الإعلام المصري.
"البرنامج" على قناة DW
الملايين في شتى أنحاء العالم العربي يتابعون برنامج "البرنامج" مع باسم يوسف، أيضا على قناتنا DWعربية، وذلك كل سبت على الساعة السادسة مساء بتوقيت مصر (الخامسة بتوقيت ألمانيا)، وكذلك على موقعنا على شبكة الإنترنت.
باسم يوسف والفريق السيسي
كرّس باسم يوسف حلقات "البرنامج" منذ انطلاقه بداية هذا العام على انتقاد الهوس بشخصية الفريق عبد الفتاح السيسي الذي كان أعلن في يوليو/ تموز الماضي عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي، الأمر الذي تصفه جماعة الإخوان المسلمين بالانقلاب العسكري. البعض يرى في أن شهرة باسم يوسف على الصعيد العالمي حالت دون تعرضه لمضايقات من قبل أنصار السيسي.
شوكولاتة السيسي في "البرنامج"
استخدم باسم يوسف لغة النقد المبطنة لظاهرة الهوس بالسيسي في مصر، حيث تصنع قطع حلوى وشكولاتة مزينة بصور السيسي والتي أصبحت تباع في عدد من المحلات في كبرى المدن المصرية. باسم يوسف تظاهر في إحدى حلقاته بالخوف من نقد السيسي أو العسكر علنا، مفتعلا أنه مجبر على شراء قطع الحلوى المزينة بصور السيسي من البائع لا لسبب إلا لأنها منسوبة للسيسي.
هوس بشخص السيسي؟
يرى البعض أن قطع الشكولاتة المزينة بصور عبد الفتاح السيسي في بدلته العسكرية تمثل هوسا إلى درجة التقديس المبالغ فيه لقائد الجيش المصري. وهو الأمر الذي ما انفك باسم يوسف ينتقده في "البرنامج".
نقد لاذع بثوب هزلي
لم يخيب باسم يوسف آمال متابعيه في مصر وشتى أنحاء العالم العربي في مواصلة أسلوبه الساخر والذي تسبب في وقف برنامجه في نوفمبر/ تشرين الثاني لمدة ثلاثة أشهر. سخريته اللاذعة، التي كانت من قبل مسلطة على حكم الإخوان في مصر، هاهي الآن تجعل من الفريق الأول عبد الفتاح السيسي شغلها الشاغل.
مبالغة في التعبير عن مشاعر الحب؟
بأسلوب يمزج بين الجد والهزل تُعرض خلال البرنامج مقاطع فيديو من فضائيات مصرية وأخرى من الشارع تعكس المبالغات الكبيرة في التعبير عن مشاعر الحب للسيسي.
السيسي: الرئيس المنتظر؟
فيما انتشرت صور وزير الدفاع المصري في كل مكان في مصر وتعالت الأصوات المنادية بترشحه للانتخابات الرئاسية، خاصة وأن كثيرين يتوقعون قيامه بهذه الخطوة وفوزه بها، اختار باسم يوسف طريقا مخالفا للتيار العام في مصر وقدم فقرات تسخر من الهوس بشخصية السيسي وعدم تدارك أخطاء الماضي من إعطاء شخصية "الرئيس" هالة وقداسة مبالغ بها وتصويره وكأنه منقذ للبلاد دون انتقاد سياسته عند وجود أخطاء.
الإعلام محل سخرية
ركز باسم في حلقاته على أداء الإعلام المصري وعدد من رموزه على غرار الإعلامي الشهير عمرو أديب الذي أعرب مرارا وتكرارا عن تأييده للمشير السيسي. في الصورة يمسك باسم يوسف بدميتين تجسدان شخصية عمرو أديب ومصطفى شردي الذي كان يشاركه في تقديم برنامج "القاهرة اليوم".
محاولات لتكميم الأفواه؟
في وقت يشكو فيه صحافيون من تراجع لحرية الصحافة في مصر ومحاولات لتكميم الأفواه الناقدة لحكم العسكر وللمشير السيسي، وخاصة بعد المحاكمات التي يتعرض لها عدد من صحافيي قناة الجزيرة بتهم متعددة من بينها "نشر أخبار زائفة ودعم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة"، يرى الكثيرون في برنامج باسم يوسف متنفسا صغيرا للحرية...
متنفس للحرية؟
ظل باسم يوسف ومنذ انطلاق برنامجه "البرنامج" وفيا لأسلوب السخرية والنقد، مؤكدا بالقول: "احنا مكملين وهنقول كل اللي نفسنا فيه ومش هنخاف من حد"، وذلك رغم سيل الانتقادات اللاذعة التي سلطت عليه والاتهامات له في بعض الأحيان "بالخيانة" و"العمالة" لجهات أجنبية. ليحافظ "البرنامج" على تميزه في مشهد إعلامي طغى عليه لون واحد.