البرلمان التركي يمدد مهمة الجيش في سوريا والعراق
١ أكتوبر ٢٠١٦وافق البرلمان التركي على تمديد مهمة جيش البلاد لتنفيذ عمليات عسكرية عبر الحدود في سوريا والعراق، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية السبت (الأول من تشرين الأول/ أكتوبر 2016). وافتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجلسة البرلمانية بخطاب مطول، ركز جزء منه على التدخل العسكري في شمال سوريا الذي بدأ الشهر الماضي. واستعاد الجيش التركي الذي يقاتل إلى جانب المعارضة السورية المسلحة قرى على طول الحدود من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والمسلحين الأكراد. ويهيمن حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان على البرلمان، الذي قام مرارا بتمديد المهمة العسكرية التي بدأت منذ 2014.
وتستهدف تركيا تنظيم داعش، ومسلحين أكراد مدعومين من حزب العمال الكردستاني التركي على حد سواء في شمال سوريا، وتقول إن قوات الجيش السوري الحر المدعومة من أنقرة سيطرت مؤخرا على 900 كيلومتر مربع شمال سوريا. وفي الأسابيع الأخيرة، ركزت تركيا جهودها على محاربة تنظيم "داعش". وقالت الولايات المتحدة إنها تعارض المزيد من العمليات ضد الأكراد، الذين هم حلفاء واشنطن الرئيسيين في محاربة "داعش "على الأرض في الحرب متعددة الأطراف في سوريا. وأشار أردوغان إلى "تضارب" في السياسة الأمريكية: "فقسم من الإدارة الأمريكية يتعاون مع ميليشيا وحدات حماية الشعب (الكردي) في حين يضع القسم الآخر سياسات تأخذ مصالحنا في الاعتبار بشكل أكبر".
وكان البرلمان التركي أقر التفويض للمرة الأولى في تشرين الأول/أكتوبر 2014، ثم مدده لعام في أيلول/سبتمبر 2015. وحظي القرار بموافقة نواب حزب العدالة والتنمية الحاكم وزملائهم الاشتراكيين الديمقراطيين في حزب الشعب الجمهوري ونواب حزب العمل القومي. وبفضل الغالبية التي يتمتع بها حزب العدالة والتنمية، فان تمديد التفويض الذي تدعو إليه الحكومة كان شبه مؤكد. من جهة أخرى، رفض نواب حزب الشعوب الديمقراطي الوقوف عند دخول أردوغان إلى البرلمان بينما غاب زعيماه صلاح الدين دمرتاش وفيغين يوكسيكداغ عن الجلسة.
كما تنفذ أنقرة ضربات جوية ضد حزب العمال الكردستاني (بي كيه كيه) في شمال العراق. وتقول الحكومة إن القوات التركية المتمركزة في العراق موجود هناك للتدريب، ولكن جنودها اشتبكوا أيضا مع تنظيم "داعش". وقد أعربت بغداد عن قلقها إزاء وجود تركيا في وقت تستعد فيه قواتها لمهاجمة الموصل، المدينة العراقية الكبيرة الواقعة تحت سيطرة "داعش". وتنشر تركيا قوات في قاعدة بعشيقة في محافظة نينوى العراقية لتدريب متطوعين من السنة العراقيين من أجل استعادة السيطرة على الموصل ثاني مدن العراق التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية منذ حزيران/يونيو 2014. وقال أردوغان: "الدول الأخرى ليس لديها حدود مثلنا (مع العراق) وتريد أن نظل متفرجين". وبدأ الجيش التركي في 24 آب/ أغسطس 2016 عملية "درع الفرات" لطرد تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد من المناطق الحدودية.
ع.م/ ف ي (د ب أ ، أ ف ب)