"البديل" الشعبوي يحقق فوزا تاريخيا ويتحدث عن "حرب" على ميركل
٢٤ سبتمبر ٢٠١٧بعد فوز حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي المناهض للمهاجرين والإسلام الاتحاد الأوروبي، يبدو أن البرلمان الألماني ـ البوندستاغ ـ سيتحول إلى ساحة معارك سياسية من العيار الثقيل. فبعد إعلان الفوز للحزب المثير للجدل وتحوله إلى ثالث قوة سياسية في البرلمان الألماني، وصف أحد رؤساء الحزب ومرشحه الأساسي ألكسندر غاولاند إن النتيجة الجيدة التي حققها حزبه في الانتخابات البرلمانية اليوم الأحد(24 ايلول/سبتمبر 2017) بمثابة إعلان حرب على الحكومة الألمانية المقبلة بزعامة ميركل.
وقال المرشح الرئيسي للحزب غاولاند:"على الحكومة المقبلة أن تستعد جيدا، فسوف نقوم بمطاردتها وسنستعيد بلادنا وشعبنا".
يذكر أن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي قد حصد ما بين 13 و13.5% من أصوات الناخبين في الاقتراع الذي جرى اليوم الأحد.
في غضون ذلك، شهدت برلين مساء اليوم وبعد إعلان النتائج المخيبة للكثير من الشرائح الاجتماعية في البلاد مواجهات بين المئات من أنصار حزب البديل ومعارضيه في ساحة ألكسندر بلاتس وسط العاصمة الألمانية. ولم ترد بعد معلومات عن وقوع أضرار بشرية أو مادية.
وكشفت نتائج الانتخابات أن حزب البديل من أجل ألمانيا قد حصل على أصوات الكثير من الناخبين التقليديين للأحزاب الكبيرة المتمثلة في البرلمان الألماني. فالرسم البياني في التغريدة تظهر أن حزب ميركل مثلا خسر أكثر من مليون ناخب لصالح حزب البديل. أما الحزب الاشتراكي فقد خسر قرابة نصف مليون ناخب لصالح الحزب اليميني الشعبوي.
كما خسر حزب اليسار حوالي 430 ألف ناخب الذين فضلوا انتخاب حزب البديل من أجل ألمانيا بدلا من حزبهم التقليدي اليسار. كما خسر الليبراليون حوالي 50 ألف صوت لصالح اليمينيين الشعبويين، فيما خسر حزب الخضر حوالي 40 ألف صوت للبديل.
كما نجح حزب البديل من جذب أكثر من مليون صوت لصالحه من أصوات الناخبين الذين لم يقرروا مسبقا حسم موقفهم الانتخابي.
من جانبها قالت أليس فايدل، المرشحة الرئيسية الثانية في حزب البديل من أجل ألمانيا، إن حزبها سوف يسعى لتشكيل لجنة برلمانية للتحقيق في الخروقات القانونية، التي ارتكبتها المستشارة ميركل فيما يتعلق بأزمة اللاجئين في ألمانيا. وأضافت فايدل، التي تم اختيارها مرشحة لحزب البديل من أجل ألمانيا في محاولة لتلطيف صورته كحزب يميني متطرف، أن ميركل يجب أن تمثل أمام العدالة بسبب قرارها بإلغاء القواعد، التي أشارت إلى أنه يتعين تقديم طلبات اللجوء في أول دولة يدخها طالب اللجوء في الاتحاد الأوروبي.
يشار إلى أنه في الوقت الذي كانت فيه المستشارة ميركل تركز في حملتها الانتخابية على ضرورة الحفاظ على الازدهار الاقتصادي الذي تنعم فيه البلاد، كان حزب البديل من أجل ألمانيا يشن عليها الهجمات العنيفة، ويشيد بسياسات الرئيس الاميركي دونالد ترامب الانعزالية، وبتصويت البريطانيين الى جانب بريكست. ويتهم اليمينيون الشعبويون ميركل بـ"الخيانة" لفتحها أبواب البلاد عام 2015 أمام مئات الآلاف من طالبي اللجوء وغالبيتهم من المسلمين.
ح.ع.ح/ م.س (د.ب.أ/أ.ف.ب)