البدء في تطبيق قواعد جديدة في الإملاء والكتابة للغة الألمانية
٣١ يوليو ٢٠٠٦أوشك النقاش والجدل الذي استغرق ما يربو على عشر سنوات حول ما يُعرف بإصلاح قواعد الإملاء والكتابة في اللغة الألمانية ان يصل إلى نهايته. فاعتباراً من الأول من شهر أغسطس/ آب القادم سوف يبدأ العمل في تطبيق قواعد الكتابة الجديدة في جميع المدارس الألمانية وفي المؤسسات العامة بصفة إلزامية. ومع حلول العام الدراسي القادم تصبح القواعد الجديدة سارية المفعول بصفة نهائية. وبذلك يسدل الستار على المرحلة الانتقالية التي استمرت عشر سنوات والتي كانت خلالها القواعد السابقة للإملاء والكتابة سارية المفعول جنبا إلى جنب مع القواعد الجديدة. وقد صاحب ذلك بعض الفوضى الناجمة عن عدم إستيعاب القواعد الجديدة من ناحية وعن موجة الرفض لها التي سادت مختلف الأوساط العلمية والأكاديمية من ناحية أخرى.
اللغة قضية هوية وطنية
النقاش والجدل الذي دار حول الموضوع على مختلف المستويات يعود إلى كون المسألة ذات صلة بالهوية الوطنية والثقافية الألمانية قبل ان تكون مجرد تغيير في قواعد الكتابة. وقد رافق ذلك اعتراضات كبيرة على القواعد الجديدة من قبل أكاديميين ولغويين ودور نشر. ولا يقف وراء الاعتراضات الصعوبات الفنية المتعلقة بإضافة الفواصل واستبدال أحرف معينة بأخرى بقدر ما يقف ورائها الحفاظ على اللغة الأم للأمة بكل ما لذلك من ارتباطات تاريخية وثقافية وعاطفية. ومن أسباب الاعتراض الأخرى شعور الآباء بفقدان سيطرتهم على ألأبناء في الحالات التي يكونون فيها غير قادرين على فهم القواعد الجديدة للكتابة وبالتالي على التفريق بين الخطاء والصواب عند مراجعهتم لدروس أبنائهم في المرحلة الابتدائية.
خلافات سياسية وأكاديمية
مما لا شك فيه إن الذين وضعوا القواعد الجديدة من المتخصصين في علوم اللغة، لكن المشكلة بدأت عندما لم يكن كل هؤلاء على يقين من أن قواعد الإملاء والكتابة في اللغة الألمانية بحاجة أصلا إلى إعادة النظر فيها. إذ تصدى حوالي 600 عالم لغة وأديب برسالة مفتوحة إلى السلطات الألمانية والشعب الألماني أعربوا فيها عن اعتراضهم على تغير هذه القواعد. والملفت للنظر هو تلك الغيرة على اللغة التي أبداها بعض علماء اللغة في ألأوساط الأكاديمية حيث ظهرت جبهتين إحداها تعارض تغيير قواعد الإملاء والكتابة والأخرى تدافع عن ذلك. لكن ما لم ما لم يؤخذ في الحسبان هو المعارضة لهذه الإصلاحات من قبل المثقفين والأدباء والمصحفين الذين عملوا على مقاومة التغيير محاولين كشف عيوبه وتفريغه من مضمونه. من جانبهم لعب السياسيون ـ وهم المعوًل عليهم الموافقة على القواعد الجديدة ووضعها موضع التنفيذ ـ أدوارا متناقضة. فمنهم من وقف ضد الإصلاحات اللغوية ومنهم من وقف معها. وهذا ما انعكس على توقيت وضعها موضع التنفيذ في الولايات. فعلى سبيل المثال بدأت عشر ولايات ألمانية من إجمالي ستة عشر بتنفيذها في المدارس قبل الموعد المحدد بسنتين وخلقوا بذلك واقعا غير مكتمل مما صعب الوضع. من جانبها تدخلت لجنة شئون الميزانية في البرلمان الألماني ورفضت الاعتراف بأن يكون لوزراء الثقافة في الولايات اختصاص في هذه القضية.