البحث عن إرهابيي لندن جار على قدم وساق
اثارت اعتداءات لندن جدلا حول فاعلية اجهزة الاستخبارات البريطانية اليوم الجمعة في بريطانيا حيث اشارت عدة صحف الى ان مستوى الانذار لمواجهة خطر ارهابي خفض الشهر الماضي. ورأت صحيفة "فايننشال تايمز" ان الاعتداءات المنسقة على ما يبدو على وسائل النقل العام استغلت على الارجح حلقة ضعيفة في سلسلة الاستخبارات وتراجعا قاتلا في مهمة الامن". وكتبت صحيفتا "الغاريان" و"التايمز" ان المركز المشترك لتحليل المعلومات المتعلقة بالارهاب في وزارة الداخلية خفض على ما يبدو فجأة الشهر الماضي مستوى الانذار معتبرا ان التهديد لم يعد "خطيرا بشكل عام"، وهي الدرجة الثالثة بعد التهديد "الوشيك" و"الخطير بشكل محدد". واوضحت "الغارديان" القريبة من يسار الوسط ان هذا القرار لخلية مكافحة الارهاب اتخذ "باعتبار ان قادة تنظيم القاعدة لم يعودوا يملكون القدرة على اصدار امر بشن هجوم منسق في بريطانيا". اما صحيفة "التايمز" فقد كتيت ان "الاعتداءات الارهابية المنسقة جاءت (...) بدون انذار مسبق من قبل اجهزة الاستخبارات يحذر من هجوم وشيك". واضافت ان مسؤولي شؤون الارهاب في المقر العام للاستخبارات البريطانية لم تكن لديهم اية شكوك في احتمال وقوع هذه السلسلة من الاعتداءات بالتزامن مع قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى. وكتبت "الغارديان" ان "قادة الامن والاستخبارات والشرطة استعدوا لهجوم على لندن كانوا يرون انه حتمي". الا ان وسائل الاعلام البريطانية رأت ان تحرك خدمات الطوارئ- الشرطة وسيارات الاسعاف والمستشفيات - كان فعالا بعد الاعتداءات.
الأولوية هي كشف هوية المنفذين
دافع وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك صباح اليوم الجمعة عن اجهزة الاستخبارات البريطانية مؤكدا ان "شيئا لم يفتها" وان اعتداءات الخميس في لندن "حصلت على حين غرة". وقال كلارك في حديث الى محطة "سكاي نيوز" البريطانية "لم نحصل على اي معلومات مسبقة عن الاعتداءات (...) سنحلل بالتأكيد بكثير من الانتباه كل العناصر التي التقطتها اجهزة استخباراتنا لنتأكد من اي تقصير"، لكنه تدارك "لا اعتقد ان شيئا فاتنا وهذه الاعتداءات حصلت على حين غرة". وشدد وزير الداخلية على ان "الاولوية الان لكشف هوية مرتكبي هذه الاعتداءات والتنسيق مع الاجهزة الامنية" رافضا تحديد درجة الاستنفار في العاصمة البريطانية يوم وقوع الاعتداءات. واقر كلارك بان "درجة الاستنفار تتم مراجعتها باستمرار ومجرد وقوع هذه الهجمات امس يدفع الى اعادة النظر في مستوى التهديد" الذي يطاول لندن وبريطانيا، من دون ان يدلي باي تفاصيل اضافية. يذكر أن فرقا اسبانية وألمانية وأمريكية وفرنسية تساعد في عمليات التحقيق حول هوية المنفذين.
بصمات القاعدة في هجمات لندن
في هذه الأثناء حثت الشرطة سكان الضواحي على البقاء في منازلهم لتجنب فوضى في لندن اليوم الجمعة بعد ان قتل 37 شخصا على الاقل في تفجيرات قنابل قالت بريطانيا انها تحمل بصمات القاعدة. وهذه الهجمات المنسقة في ساعة الذروة هي أكثر الهجمات دموية في العاصمة البريطانية في وقت السلم. وكان رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد قد قال في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة ان 52 شخصا قتلوا، لكن الشرطة البريطانية قالت ان عدد القتلى مازال 37 وان كان يمكن ان يرتفع لان عددا من الأشخاص إصاباتهم حرجة. وقال زير الخارجية البريطاني جاك سترو في اجتماع قمة الثماني "ان العمليات تحمل بصمات هجوم له علاقة بتنظيم القاعدة." أما تشارلز كلارك وزير الداخلية البريطاني فقد أشار الى أن بلاده تأخذ بجدية اعلان المسؤولية الذي نشر على موقع على الانترنت عن الهجمات. وكانت جماعة غير معروفة من قبل تدعى "التنظيم السري- تنظيم قاعدةالجهاد في أوروبا" قد أعلنت مسؤوليتها عن الهجمات بعد وقت قصير من وقوعها. وبينما تحدثت الصحف البريطانية عن مشاركة انتحاري واحد على الاقل في اعتداءات لندن، قالت الشرطة انه من السابق لاوانه قول ما اذا كان مهاجمون انتحاريون شاركوا في الهجمات. ونقلت عدة صحف انجليزية شهادة ادلى بها ريتشارد جونز (61 عاما) الذي يعمل خبيرا في المعلوماتية قال فيها انه شاهد رجلا يبلغ طوله حوالى 80،1 سنتم بدا عصبيا وكان "ينحني باستمرار على حقيبته". واوضح انه رأى وجهه بوضوح ثم نزل من الحافلة. وبعد ثوان وقع الانفجار الذي ادى الى سقوط قتيلين على الاقل. اما صحيفة "الغارديان" فنقلت عن "شهود عيان" انهم شاهدوا رجلا سلوكه يثير الشبهات ويقوم بتفتيش حقيبته بينما تحدثت "تلغراف" عن امكانية حدوث عملية انتحارية بدون اي تفاصيل. وتحدثت الصحف بشكل عام عن فرضيتين تدرسهما الشرطة في انفجار الحافلة وهما ان يكون انتحاري نفذ الهجوم او ان تكون قنبلة انفجرت خطأ بينما كان الانتحاري ينقلها الى محطة لقطارات الانفاق.
شبكة استخبارات أوروبية
قال فرانكو فراتيني مفوض العدل والامن في الاتحاد الاوروبي ان المفوضية الاوروبية ستسرع جهودها لتكوين شبكة مخابرات واسعة تضم دول الاتحاد بعد التفجيرات التي وقعت امس في العاصمة البريطانية لندن. وصرح فراتيني بان التقدم الذي احرز بشأن اقامة شبكة معلومات للمخابرات لاقرار الامن كان بطيئا نظرا لرفض وكالات المخابرات الوطنية تبادل المعلومات عن المصادر واساليب التجسس. وقال المفوض "لكن التحدي الارهابي يجبرنا على اقتسام كل ما هو ممكن." من جهتها أعربت استراليا عن قلقها لنقص معلومات الاستخبارات في تفجيرات العاصمة البريطانية لندن ودعت العالم الى الوقوف بحزم في وجه الارهاب. وحين سئل هاوارد عما اذا كان يشعر بالقلق لعدم رصد المسؤولين عن التفجيرات قبل وقوعها قال "بالقطع انا قلق وفزعت للامر." واستطرد انه ما من معلومات استخبارية تشير الى ان الهجمات على بريطانيا وهي مثل استراليا حليف وثيق للولايات المتحدة في حرب العراق تزيد احتمالات تعرض استراليا الى هجمات مماثلة. وقال خلال مؤتمر صحفي "علي رغم ذلك ان اقول ان هذه البلاد قد تكون معرضة لهجوم مثل هذا."