الباحث عن كلى.. حياتي أم حياة المتبرع؟
٥ يناير ٢٠١٥
خلال لحظات الترقب المخيفة قبل عملية زرع الكلية كتب ريتشارد هيريك لشقيقه التوأم رونالد محذرا اياه من المضي قدما في استئصال إحدى كليتيه ليهبها له فيمنحه حياتا أخرى "اخرج من هنا وتوجه إلى المنزل"، لكن رونالد هيريك رد بقوله "إنني هنا وسأظل كذلك". انتهى حوار التوأم بإجراء أول عملية ناجحة طويلة الأمد لزراعة عضو بشري عام 1954. ورغم أن هذه الجراحة جرت منذ ستين عاما فقد أوضحت نتائج دراسة جديدة أن نفس دواعي القلق التي ربما كانت قد دفعت ريتشارد هيريك كي يحث توأمه على ترك المستشفى لا تزال تنتاب من تجري لهم عملية زرع الكلى اليوم.
وقالت كاميليا هانسون وزملاؤها في دورية متخصصة للأخبار الخاصة بزرع الأعضاء إن المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة بالكلى تستبد بهم المخاوف من التداعيات التي قد يواجهها المتبرعون المحتملون على المدى الطويل ويشعرون بين الحين والآخر بأن هذه الهبة التي تتضمن التضحية بالنفس لا تستحق هذا العناء.
ومن بين ما استخلصته الدراسات أن من يعانون من أمراض لكلى لا يعرفون كيف يفاتحون ذويهم أو أصدقائهم كي يطلبوا منهم التبرع بإحدى الكليتين. لكن المخاوف والهواجس في الغالب لا تمت للواقع بصلة، فقد عاش ريتشارد هيريك ثماني سنوات بكلية شقيقه التوأم، فيما توفي رونالد هيريك عام 2010 عن 79 عاما.
م.م/ ط. ا (رويترز)