البابا يندد من الكونغو الديموقراطية بـ "الاستعمار الاقتصادي"
٣١ يناير ٢٠٢٣ندّدالبابا فرنسيس الثلاثاء (31 يناير/ كانون الثاني) في كينشاسا بـ "الاستعمار الاقتصادي" الذي "أطلق العنان له" في إفريقيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية في اليوم الأول من زيارته البلاد.
وقالالبابا فرنسيس في خطاب سياسي أمام السلطات والسلك الدبلوماسي "بعد الاستعمار السياسي، أطلق العنان للاستعمار الاقتصادي الذي يستعبد الانسان. إن هذا البلد المعرض للنهب والسلب على نطاق واسع، غير قادر على الاستفادة بشكل كاف من موارده الهائلة".
وأضاف "ارفعوا أيديكم عن جمهورية الكونغو الديموقراطية، ارفعوا أيديكم عن إفريقيا! توقفوا عن خنق إفريقيا، إنها ليست للاستغلال، ولا هي أرض للخراب والنهب. لتبن إفريقيا مصيرها".
ولقى هذا النداء صدى خصوصا في جمهورية الكونغو الديموقراطية التي تتمتع بثروة هائلة وتربة خصبة وحيث يعيش ثلثا سكانها البالغ عددهم حوالي 100 مليون نسمة على أقل من 2,15 دولار في اليوم.
وحضّ البابا الكونغوليين على تجنّب "الانزلاق إلى القبلية والمعارضة" وشجع على العودة إلى "إرادة المصالحة والإصرار على الرجوع إليها (...) من أجل مستقبل مشرق بالسلام والازدهار". وتابع "إن عمليات السلام الجارية التي أشجعها بكل قوتي لتكن مدعومة بالأفعال وليحافظ الجميع على الالتزامات المقررة".
وقال البابا (86 عاما) للصحافيين المرافقين له في الرحلة "ننتظر منذ عام. إنها زيارة جميلة. كنت أود أيضا أن أزور غوما لكن بسبب الحرب لا يمكنني ذلك".
وفي رحلته الدولية الأربعين منذ توليه كرسي البابوبة في عام 2013، والخامسة إلى القارة الافريقية، سيدعو البابا الأرجنتيني قبل كل شيء إلى إسكات الأسلحة في بلد يشهد أعمال عنف دامية.
تواجه جمهورية الكونغو الديموقراطية عودة ظهور حركة ام 23 المسلحة التي احتلت في الأشهر الأخيرة مساحات شاسعة من إقليم شمال كيفو، المقاطعة الكونغولية على الحدود مع رواندا التي تتهمها كينشاسا بالتدخل.
ومن جانب آخر، انتقد البابا فرنسيس الطبقة الحاكمة في البلاد ودعا إلى "انتخابات حرة وشفافة وذات مصداقية" في مواجهة خطر الفساد، فيما تستعد البلاد لانتخابات رئاسية حاسمة في كانون الأول/ديسمبر.
ومقارنا جمهورية الكونغو الديموقراطية بـ"الماس"، تطرّق البابا إلى مجموعة واسعة من المواضيع مثل التعليم وحماية البيئة والتبشير الديني وحتى إلى "آفة عمل الأطفال". وقال "يموت كثيرون إذ يتعرضون للسخرة في المناجم". ومن المقرر أن يظل فرنسيس في كينشاسا حتى صباح الجمعة ثم يتجه إلى جنوب السودان، وهي دولة تعاني من الصراع والفقر هي الأخرى. ويريد البابا فرنسيس، خلال زيارته للكونغو الديمقراطية وجنوب السودان الدولتين اللتين تعانيان من الفقر والصراعات والكوارث الطبيعية ، أن يبعث الأمل ويعزز السلام.
ع.أ.ج/ ع ج م (د ب ا، أ ف ب، رويترز)