الانفصاليون يسيطرون على مقر الحكومة بعدن ويُتهمون بالانقلاب
٢٨ يناير ٢٠١٨اتهم رئيس الوزراء احمد بن دغر اليوم الأحد (28 يناير 2018) الانفصاليين بقيادة انقلاب في عدن، داعيا دول التحالف العربي، وخصوصا السعودية والامارات، إلى التدخل "لإنقاذ" الوضع في المدينة. واندلعت المواجهات بين القوات الحكومية من جهة، والقوات المؤيدة للانفصاليين المعروفة باسم "الحزام الأمني" والمدربة على أيدي الامارات من جهة ثانية، بعدما حاولت وحدات تابعة للقوات الحكومية منع متظاهرين انفصاليين من دخول وسط المدينة للاعتصام.
ويحتج هؤلاء على الأوضاع المعيشية في المدينة، وكانوا منحوا الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يمثلهم سياسيا، مهلة زمنية للقيام بتغييرات حكومية، متهمين سلطته بالفساد. وحذر المجلس في بيان الأسبوع الماضي من انه اذا لم يقم هادي بتغييرات في حكومته، فان الانفصاليين سيستخدمون الشارع لإسقاط هذه الحكومة المعترف بها دوليا. وانتهت المهلة الزمنية صباح الأحد.
ويقود محافظ عدن عيدروس الزبيدي الحركة الانفصالية في الجنوب. وفي 12 ايار/مايو الماضي، شكل الانفصاليون سلطة موازية "لإدارة محافظات الجنوب وتمثيلها في الداخل والخارج" برئاسته.
والحراك الانفصالي يحظى بوجود قوي في جنوب اليمن، وعلاقاته متوترة منذ السنة الماضية مع الحكومة التي تمركزت في عدن بعد طردها من صنعاء في ايلول/سبتمبر 2014 من قبل المتمردين الحوثيين.
وبحسب مصادر أمنية في عدن، فان قوات "الحزام الأمني" المؤيدة للانفصاليين تمكنت في خضم المواجهات من السيطرة على مقر الحكومة وأسر عشرات من العناصر الموالية لسلطة هادي.
وبحسب احصائيات اربع مستشفيات في عدن، قتل 15 شخصا واصيب 33 بجروح في الاشتباكات. والقتلى هم ثلاثة مدنيين و12 مسلحا من الطرفين، فيما تشمل حصيلة الجرحى تسعة مدنيين و24 مسلحا من الطرفين المتحاربين ايضا.
وقال شهود لوكالة فرانس برس إن المطار توقف عن العمل، والمدارس اغلقت ابوابها، وكذلك المحلات التجارية، وسط حال من الشلل التام في المدينة.
وأفادت مصادر أمنية في عدن ان قوات التحالف العسكري التي تدعم الطرفين، لم تتدخل في المواجهات. وأضافت ان طائرات التحالف تحلق في سماء المدينة من دون ان تقصف اي هدف.
وبعد ساعات من المعارك، طلب الرئيس عبد ربه منصور هادي من قواته وقف اطلاق النار فورا والعودة الى ثكناتها. وافاد بيان رسمي صادر عن رئاسة الوزراء ان طلب وقف اطلاق النار يأتي بناء على محادثات أجراها هادي مع قيادة التحالف.
ويذكر ان هادي يقيم في الرياض ويقوم بزيارات تفقدية إلى عدن حيث مقر حكومته.
وتتلقى قوات الحكومة دعما عسكريا من قوات التحالف العسكري في اليمن بقيادة المملكة السعودية. كما تتلقى قوات "الحزام الأمني" دعما مماثلا من التحالف، وخصوصا من الامارات التي تقوم بتدريب وتجهيز عناصرها.
وتقاتل القوات الحكومية وقوات "الحزام الأمني" معا المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون منذ سنوات على مناطق واسعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية وبينها صنعاء.
وفي وقت تستعر الاشتباكات في عدن، اتهم رئيس الوزراء في بيان الانفصاليين بالانقلاب على السلطة المعترف بها دوليا. وقال "هناك في صنعاء يجري تثبيت الانقلاب على الجمهورية، وهنا في عدن يجري الانقلاب على الشرعية ومشروع الدولة الاتحادية".
ودعا التحالف إلى التدخل، قائلا إن على السعودية والامارات خصوصا "التعامل مع الأزمة في عدن التي تنحو شيئاً فشيئاً نحو المواجهة العسكرية الشاملة"، معتبرا ان هذا التدخل "شرط لإنقاذ الموقف".
وعشية محاولة التظاهر والتي تلتها الاشتباكات، دعا التحالف في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية السعودية إلى التهدئة، بينما حذرت وزارة الداخلية اليمنية من التظاهر.
ورحب الانفصاليون في بيان بدا وكأنه أعد قبل المواجهات، بموقف التحالف. واشادوا في البيان الموقع من قبل "المجلس الانتقالي الجنوبي" بما اعتبروه "المساعي الكبيرة التي تقودها دول التحالف العربي في هذا الخصوص".
وأكد المجلس لدول التحالف العربي وللرئيس اليمني "التزامه بالنهج السلمي في المطالبة بتغيير الحكومة (...) والتزامه الكامل بالشراكة في محاربة العدو المشترك وانهاء الانقلاب المتمثل في الميليشيات الحوثية".
وتعمق الاحداث في عدن النزاع وتهدد بفصل دام جديد وبتفاقم الازمة الانسانية حيث يواجه ملايين اليمنيين خطر المجاعة. وأبدت ممثلة "اليونيسف" في اليمن ميريتشل ريالنو على حسابها في تويتر قلقها حيال الاوضاع في عدن، داعية الى تجنيب النساء والاطفال آثار الحرب.
وتأتي الاحداث في عدن في وقت تشن القوات الحكومية حملتين عسكريتين تستهدفان التقدم نحو مدينة الحديدة الخاضعة لسيطرة الحوثيين على ساحل البحر الاحمر، وفك طوق المتمردين عن مدينة تعز في جنوب غرب البلاد.
م.أ.م/ م.س (أ ف ب)