الافلام الاجنبية المرشحة للاوسكار باقة غريبة ومتباينة
٢٥ فبراير ٢٠٠٦
قائمة الافلام الاجنبية المرشحة للفوز بجائزة الاوسكار العام الحالي تتضمن حكايات مفجرين انتحاريين فلسطينيين وشبانا على وشك الانفجار في منطقة عشوائية في جنوب افريقيا ونازيين وضحايا سفاح محارم ايطاليين وجنودا من حقبة الحرب العالمية الاولى.الافلام الخمسة الناطقة بلغة اجنبية والمرشحة للاوسكار العام الحالي تتسم بدرجة كبيرة من التباين والتنوع وسط تلميحات بان السباق اوشك على الانتهاء مما اضاف اثارة على ما كان يطلق عليه عادة أكثر فئات جوائز الاكاديمية اثارة للملل.وللمرة الاولى في تاريخ الاوسكار يدخل سباق الجوائز الفيلم الفلسطيني "الجنة الان" ليثير اسئلة سياسية تتسم بالحساسية واحيانا جدلا يتصف بالانفعالية فعلى سبيل المثال وصلت رسالة بالبريد الالكتروني الى صانعي الفيلم حيث وصفه ناقد اسرائيلي بأنه فيلم نازي متخم بالقوالب المعتادة المعادية للسامية.والبعض الاخر يوافقون. لكنهم بوجه عام يشيدون بفيلم المخرج هاني ابو اسعد الذي يحكي قصة شخصين يعملان في مرأب للسيارات بالضفة الغربية ويتأهبان لقتل نفسيهما مع اخرين في تل ابيب بوصفها قصة تهدف الى شرح الاسباب التي قد تدفع الناس الى ان يصبحوا مفجرين انتحاريين.وقال ابو اسعد ان الاتهامات اذهلته. وقال "انه امر مؤلم. لاتقصد عن طريق صنع فيلم توجيه اهانة واساءة لاحد. ما تريده هو ان يذهب الناس ويشاهدوا الفيلم ويسألون انفسهم الاسئلة التي تؤرقهم ويجيبون عنها."وطبقا لبعض اعضاء اكاديمية فنون وعلوم السينما فان ما قد يضفي تعقيدا على فرص الفيلم في احتفالية الاوسكار في الخامس من مارس اذار المقبل هو فوز حركة حماس الاسلامية في الانتخابات الفلسطينية الاخيرة.ولدى الاكاديمية كثير من المصوتين اليهود الذين قال بعضهم انهم لن يصوتوا لصالح الفيلم الفلسطيني في وقت يتولى فيه عدو لاسرائيل مقاليد السلطة في الضفة الغربية وغزة.والى جانب ذلك يواجه فيلم "الجنة الان" "Paradise Now"منافسة قوية من فيلمين اخرين وهما الالماني "صوفي شول.. الايام الاخيرة" "Sophie Scholl: The Final Days," ويحكي قصة جماعتي مقاومة صغيرتين يسحقهما النازي خلال الحرب العالمية الثانية وفيلم "سوتسي" Tsotsi من جنوب افريقيا ويحكي قصة قاتل شاب يكتشف السلوك الانساني القويم.وفيلما صوفي شول وسوتسي حازا اشادة بالاداء التمثيل الفائق للقائمين بادوار البطولة فيهما الجنوب افريقي بريسلي تشوينياجي الذي تعيد قوة ادائه الى الاذهان اداء الممثل الراحل جيمس دين والالمانية جوليا جنتيش التي تقوم بدور طالبة جامعية يحكم عليها بالاعدام لتوزيعها منشورات مناوئة للنازي.وفي اطار الفئة ذاتها ولكن من نوعية اخرى الفيلم الايطالي "لا تقل" "Don't Tell," وهو حكاية عن زنا محارم وذكريات تسترجع في هذا الصدد ومن فرنسا فيلم "ميلاد سعيد" ويحكي قصة هدنة قصيرة خلال عيد الميلاد بين جنود من القوات الالمانية والبريطانية والفرنسية في خنادق الحرب العالمية الاولى.ويقول خبراء الاوسكار ان الفائز يمكن تحديده مثل الانتخابات للفوز بمنصب سياسي عن طريق مدى الاقبال على التصويت. وبخلاف معظم فئات الاعمال المرشحة للاوسكار يتعين على من يصوتون لصالح افضل فيلم اجنبي مشاهدة جميع المتنافسين في المسرح وليس على شريط فيديو او اسطوانة فيديو رقمية.ويشكو النقاد من ان هذا الشرط يعني انه من المحتمل ان يصوت اقل من الف من اعضاء الاكاديمية من بين نحو 6000 عضو فعليا في هذه الفئة من الافلام.(رويترز)