الاختلاف بين العشاق لا يفسد للحب قضية!
٢٠ أغسطس ٢٠١٥
بمجرد أن تعلن شخصية مشهورة عن ارتباطها، إلا وتبدأ التعليقات المنتقدة أو الساخرة لاسيما إن كان هناك اختلاف بين الطرفين سواء في درجة الجمال أو الطول أو العمر، فالحقيقة المؤكدة أن الأزواج المختلفين هم الأكثر لفتا للانتباه وهناك أمثلة كثيرة من عالم نجوم هوليوود تؤكد هذا الأمر.
فعلاقة توم كروز مع كاتي هولمز ظلت محل نقاش، إذ قيل وقتها إن نجم هوليوود الشهير تعمد اختيار امرأة ليست طويلة وذلك بعد زيجته من نيكول كيدمان التي كانت أطول منه بشكل واضح، الأمر الذي كان محل تعليقات دائمة وقيل إنه تسبب في عقدة لكروز. وكان فرق الطول أيضا من أبرز التعليقات على خبر زواج الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي من عارضة الأزياء كارلا بروني.
ويفسر الكاتب الألماني ديتمر بيتريش، مؤلف كتاب "أزواج غير متشابهين"، هذه الظاهرة بقوله:" ينظر الناس للأزواج غير المتشابهين ومعظمهم يتنبأ بفشل سريع للعلاقة نتيجة الاختلاف". ويرجع بيتريش الأمر إلى التفكير التقليدي للبعض والمعتمد على منطق سطحي يرى أن الاختلافات تعيق أي علاقة عاطفية.
تجارب تاريخية
وتثبت التجارب الإنسانية على مدار التاريخ خطأ هذا التفكير، فالشاعر الألماني الشهير غوته تزوج بامرأة فقيرة كانت تصنع القبعات، كما أن الزوج الثاني للكاتبة الشهيرة آجاثا كريستي كان أصغر منها بـ 14 عاما، علاوة على علاقات عديدة من هذا النوع في مختلف الدول والأوساط الاجتماعية.
ويتناسب رد فعل المجتمع طرديا مع درجة الاختلاف، فكلما زاد الاختلاف، تزيد حدة رد فعل المجتمع وقد تصل إلى مقاطعة الزوجين، في الحالات التي يكون فيها فرق الوضع الاجتماعي أو الوظيفي أو السن أكبر من المتعارف عليه.
وأظهرت دراسة أمريكية أن الكثير من الأزواج "المختلفين" يتعرضوا للعزلة الاجتماعية. ورأت الدراسة التي نشرتها مجلة "بريغيته" الألمانية، أن "البرود" هو الحل الوحيد الذي يزيد من فرص نجاح العلاقات التي يرى المجتمع أنها غير مناسبة. ومن مزايا هذا النوع من العلاقات، أنه يزيد من الترابط بين الزوجين فهما يقفا سويا أمام المجتمع ويجمعها هدف واحد وهو إثبات صحة وجهة نظرهما.
وبالرغم من أن فرص نجاح الأزواج الذين تجمعهم نقاط تشابه عديد، تكون مرتفعة في العادة، إلا أن عنصر التشويق يكون أكبر بين الأزواج غير المتشابهين، إذ أن مساحة اكتشاف الآخر والتعرف على جوانب جديدة في شخصيته وحياته الاجتماعية، قادرة على إبعاد الملل عن العلاقة، كما يقول ديتمر بيتريش.
ا.ف/ ط.أ DW