الاتحاد العام للشغل يمهل النهضة أسبوعا لتشكيل حكومة كفاءات
٢ أغسطس ٢٠١٣قال الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر اتحاد عمالي اليوم الجمعة (الثاني من أغسطس/ آب 2013) إنه أمهل الحكومة التي يقودها حزب النهضة الإسلامي أسبوعا واحدا للوصول إلى اتفاق لإيجاد حكومة كفاءات جديدة وإلا فإنه سيكون "مضطرا لدراسة" خيارات أخرى. وقدم الاتحاد، الذي ينظر إليه على أنه أكثر اقترابا إلى المعارضة، حلا وسطا يتضمن تشكيل حكومة كفاءات جديدة لكنه يبقي على المجلس التأسيسي مع تسريع الإطار الزمني له للانتهاء من صوغ الدستور وقوانين الانتخابات الجديدة في البلاد.
وقال بوعلي مباركي نائب زعيم الاتحاد لقناة نسمة التلفزيونية إن الاتحاد سيواصل إجراء محادثات وإذا لم يتم الاستجابة لمطالبه لتغيير الحكومة وتنفيذ إطار زمني للمجلس التأسيسي فإنه عندئذ سيكون "مضطرا لدراسة" خيارات أخرى دون إيراد تفاصيل. ويحاول الاتحاد العام التونسي للشغل، الذي يضم في عضويته 600 ألف عامل، التوسط بين حزب حركة النهضة الحاكم والمعارضة العلمانية التي تطالب بتغيير الحكومة وحل المجلس التأسيسي.
في غضون ذلك اندلعت معارك ليل الخميس- الجمعة بين الجيش التونسي ومجموعة "إرهابية" بالقرب من الجزائر في المنطقة التي قتل فيها ثمانية جنود تونسيين الاثنين، كما أعلن مصدر عسكري في المنطقة لوكالة فرانس برس. وقال المصدر إن "المعارك جارية، المجموعة الإرهابية محاصرة"، موضحا أن المواجهات تدور في منطقة تبعد 16 كلم عن القصرين بالقرب من جبل الشعانبي حيث تتم ملاحقة مجموعة متصلة بتنظيم القاعدة منذ ديسمبر/ كانون الأول.
الخارجية التونسية تدافع عن الحكومة الجزائرية
من جهة أخرى قالت وسائل إعلام جزائرية إن الجزائر عززت وجودها العسكري قرب الحدود بالتنسيق مع قوات الأمن التونسية بسبب تزايد التوترات في المنطقة. جاء ذلك إثر رفض الحكومة التونسية اتهامات وجهتها وسائل إعلام وصفحات تواصل اجتماعي تونسية للجزائر المجاورة بالضلوع في اغتيال نائب تونسي معارض وقتل 8 عسكريين تونسيين على الحدود مع البلدين خلال الشهر الماضي، وذلك بعد تنديد الجزائر بهذه الاتهامات.
وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان إن تونس "تنزه الجزائر الشقيقة عن هذه الاتهامات وعن كل ما من شأنه أن يمس أمن واستقرار بلادنا باعتبار ترابط أمن البلدين ووحدة مصير الشعبين الشقيقين تاريخا وحاضرا ومستقبلا". وحذرت الوزارة "جميع الأطراف السياسية ومكونات المجتمع المدني (التونسي) من مغبة المس بعلاقات تونس الأخوية والودية مع جميع الدول الشقيقة والصديقة لاسيما في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به بلادنا".
وأشادت الخارجية التونسية بـ "مستوى التعاون الثنائي البناء والتنسيق الأمني الميداني المستمر القائم بين تونس وجميع دول المنطقة وخاصة الجزائر الشقيقة باعتبار حجم التحديات الأمنية المشتركة وجسامة تداعياتها على استقرار هذه البلدان". ونددت بتوجيه "أوساط" تونسية اتهامات للجزائر بالتسبب في تدهور الوضع الأمني في تونس.
وتتصاعد التوترات في تونس منذ أن اغتيل سياسي يساري الأسبوع الماضي في ثاني حادث اغتيال سياسي في ستة أشهر. وتثير التوترات السياسية وتفجر اشتباكات بين الجيش ومتشددين قرب الحدود مع الجزائر مخاطر بتعطيل عملية التحول السياسي الديمقراطي التي بدأت بعد الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي في انتفاضة شعبية في 2011.
أ.ح/ ط.أ (أ ف ب، رويترز)