الاتحاد الأوروبي يعرض على تونس مساعدات بأكثر من مليار يورو
١١ يونيو ٢٠٢٣قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين اليوم الأحد (11 يونيو/ حزيران 2023) إن الاتحاد الأوروبي يبحث تقديم مساعدات لتونس بأكثر من مليار يورو لدعم تطوير اقتصادها المنهك وإنقاذ مالية الدولة والتعامل مع أزمة الهجرة.
وأضافت خلال زيارة لتونس أن الاتحاد سيقدم 900 مليون يورو لدعم الاقتصاد التونسي فضلا عن 150 مليون يورو إضافية لدعم الميزانية بمجرد "التوصل إلى اتفاق لازم".
مؤكدة أن التكتل مستعد أيضا لتقديم 100 مليون يورو لتونس لمساعدتها في إدارة الحدود وعمليات البحث والإنقاذ وإجراءات مكافحة التهريب والعودة لمعالجة قضية الهجرة.
وبعدما أشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي هو "الشريك التجاري الأول والمستثمر الأول" في تونس، ذكرت بأن أوروبا "دعمت مسار تونس إلى الديموقراطية منذ 2011 (والثورة التي أطاحت بالديكتاتور زين العابدين بن علي)، وهو طريق طويل وشاق".
تعاون أوروبي تونسي في قطاعات عديدة
وتحدثت فون دير لاين التي تزور تونس مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته، عن التعاون في مجال التجارة والاستثمار في القطاع الرقمي. وأشارت إلى مشروع "ميدوسا كابل" الرقمي الذي يهدف بحلول عام 2025 الربط بين 11 دولة على ضفتي المتوسط بهدف خلق فرص عمل بتمويل يبلغ 150 مليون يورو من قبل صندوق الاستثمار الأوروبي.
وتشمل الإجراءات التعاون في مجال الطاقة والطاقة المتجددة وبرامج التعليم.
وحددت فون دير لاين سلسلة من الجهود الأوروبية طويلة الأجل لمساعدة الاقتصاد التونسي بما في ذلك مشروع لتصدير الطاقة المتجددة بقيمة 300 مليون يورو.
وأضافت أن الاتحاد الأوروبي سيوسع كذلك الفرص أمام الشباب التونسي للدراسة والعمل والتدريب في دول الاتحاد لمساعدتهم على تطوير المهارات التي يمكن استخدامها لتعزيز الاقتصاد التونسي.
مكافحة عصابات تهرب البشر
أما فيما يرتبط بملف الهجرة الشائك، فأشارت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أهمية التعاون في مجال مكافحة عصابات تهريب البشر وإدارة الحدود والبحث والإنقاذ عبر تمويل بقيمة 100 مليون يورو هذا العام.
وقالت فون دير لاين "هدفنا هو أن يكون لدينا مقاربة شاملة لسياسة الهجرة تحترم حقوق الإنسان".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية إنها اقترحت على الرئيس قيس سعيد برنامجًا من خمس نقاط يشمل دعم مكافحة الهجرة السرية. وأعربت عن أملها في توقيع اتفاق بين تونس والاتحاد الأوروبي بحلول القمة الأوروبية المقبلة التي يفترض أن تعقد نهاية الشهر الجاري.
مؤكدة أنه "من مصلحتنا المشتركة تعزيز علاقتنا والاستثمار في الاستقرار والازدهار، ولذلك نحن هنا"، مؤكدة أنها تعمل باسم "فريق أوروبا".
مشكلة قرض صندوق النقد الدولي
ويربط الاتحاد الأوروبي، كغيره من المانحين الرئيسيين الآخرين لتونس، حتى الآن دعمه للبلاد بوضع اللمسات الأخيرة على برنامج قروض مع صندوق النقد الدولي، لكن الرئيس قيس سعيد رفض الإصلاحات الرئيسية التي تتطلبها تلك الخطة.
ويقول سعيد إن خفض الدعم وإعادة هيكلة الشركات المملوكة للدولة، والتي اقترحتها حكومته على صندوق النقد الدولي لطمأنة المقرضين بأنه سيتم سداد القروض، قد تؤدي إلى انفجار اجتماعي. وقد يستغرق التفاوض على أي اتفاق جديد يستند إلى إصلاحات مقترحة مغايرة شهورا أخرى.
وتضغط رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني، التي يعد بلدها نقطة وصول رئيسية للمهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط من تونس، على صندوق النقد الدولي لتخفيف شروط القرض. وقالت اليوم الأحد إن الاتحاد الأوروبي وتونس وقعا بالفعل إعلانا مشتركا أشادت به باعتباره خطوة مهمة "نحو إقامة شراكة حقيقية".
وقالت إن هناك "فرصة مهمة" لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية المساعدات أمام المجلس الأوروبي بنهاية يونيو/ حزيران. ولم يتضح ما إذا كانت تونس ما زالت بحاجة إلى اتمام برنامج صندوق النقد الدولي للتأهل.
سعيد يرفض دور شرطي الحدود
وكانت رئيس الحكومة نجلاء بودن في استقبال الوفد الأوروبي اليوم قبل التوجه إلى القصر الرئاسي لملاقاة الرئيس قيس سعيد. وقال الرئيس سعيد، عشية الزيارة، إنه يرفض أن تلعب تونس دور شرطي الحدود، ويطالب في المقابل بمؤتمر دولي يجمع دول شمال أفريقيا وشمال البحر المتوسط ودول الساحل والصحراء للتوصل إلى حل جماعي لملف الهجرة غير النظامية.
وأعلنت وزارة الداخلية الإيطالية أمس السبت أن أكثر من 53 ألفا و800 مهاجر وصلوا إلى إيطاليا عبر البحر منذ بداية العام، معظمهم جاءوا من تونس.
ع.أ.ج/ ص ش ( ريترز/ اف ب، د ب أ)